ترجمة أنور كامل مع بشير السباعي في قصيدة له بعنوان «معني الحياة» يقول جورج حنين: في اللحظة التي يوشك فيها المرء أخيراً أن يباغت شيئاً ما.. أن يقترب من الإجابات الشفافة العظيمة.. أن يتمكن من إبطال الأصوات المتعادلة في نفسه أن ينتصر علي قانون ثقل الروح أن يمعن في الاغتراب أن يكبر من جميع الوجوه أن يتقصي القدر في اللحظة التي يوشك فيها أن يكون كل هذا قريباً يصطدم المرء بعتمة حائط ومع ذلك فنحن نحي هذا القريب
وفي حديث لأنور كامل مع الشاعر إبراهيم داوود يتحدث عن ذكرياته فيقول: كان هناك اختلاف بيني وبين أخي الأكبر حسن عثمان، فأنا ثائر وهو محافظ، وقد أخذت عنه الكثير. وعن التأثيرات التي شاركت في تكوينه السياسي يقول: أتذكر قصيدة بعنوان «أمشاط من مارس» تتكون من ثلاثة مقاطع، المقطع الأول يتحدث عن طفل يصرخ تحت نعال ظالمة، فيتعلم حرفاً في معني المعدل، المقطع الثاني يتحدث عن طائر يري وجوهاً حمراء وطلقات رصاص ثورة 1919، فيتعلم حرفاً في معني الوطن، المقطع الثالث عن شخصية كانت في المنفي، وعن دماء تسفك فيتعلم حرفاً في معني العالمية هذه المؤثرات الثلاثة هي التي كونت أنور كامل الثائر. آخر ما كتبه عزيزي القارئ: ما قرأته هو الورقة الرابعة من مقاله ل«الوفد» أما باقي المقال من الورقة الأولي للثالثة، فلم تعثر الأسرة عليه حتي الآن، رغم أنه كان يكتب المقال كله وهو علي مكتبه، لذلك قررنا نشر الورقة الرابعة، علي اعتبار أنها «وثيقة» مهمة في مشوار ذلك المبدع الراحل.. ونحن وأنتم في انتظار ظهور باقي المقال في يوم ما. عندما غيب الموت «خيري شلبي» وهو يكتب في الساعة السادسة من صباح يوم الجمعة 9 سبتمبر 2011، وذلك اليوم الذي استيقظت فيه مصر راغبة في توحيد الصف، وتعديل المسار، فلا الصف تعدل، ولا المسار، في ذلك الصباح استيقظ خيري شلبي من نومه، وتناول فنجان قهوته الصباحية، وقرأ الصحف، وألقي نظرة كلها تشاؤم علي مصر، كان متشائماً بطبعه، مما هي فيه، ثم أمسك قلمه للمرة الأخيرة، وبدأ في كتابة مقاله الأسبوعي ل«الوفد» كان من عاداته كتابته السبت، وما أن وصل إلي الورقة الرابعة منه، حتي شعر بتعب، فتوقف عن الكتابة، وترك القلم، والورق والمكتب، واتجه إلي سريره، ليأخذ قسطاً من الراحة، يعود بعدها للكتابة، نام، وأغمض عينيه، وهدأت نفسه، وارتاح عقله وتمدد الجسد الذي طالما طاله «شقي» الحياة، وبعد لحظات غابت الروح، وعادت إلي مستقرها الأبدي. مرت الدقائق والورق والقلم وباقي الكلمات في انتظار عودته، غير أنه لم ولن يعود.. خيري شلبي..مات! خيري حسن