أحداث السفارة وحكومة الحاج شرف بقلم :علاء عريبى منذ 1 ساعة 6 دقيقة الغوغائية لم تكن وحدها وراء الفوضى التي شهدتها البلاد مساء جمعة تصحيح المسار، وجميعنا نعلم أن وزارة الحاج شرف تتحمل النصيب الأكبر من مسئولية الأحداث، منذ أن تولت المسئولية ولم نر شيئا على أرض الواقع، على العكس من ذلك تتعمد اختلاق الأزمات ، ناهيك عن ضعفها وبطئها في اتخاذ القرار، والذي يسترجع الأحداث طوال الشهور الماضية، يكتشف أن وزارة الحاج شرف كانت تعمل بنفس فكر وآلية النظام السابق، حتى أن الشخصيات التى شكلت منها الوزارة جاءت من صندوق النظام السابق الأسود، معظمهم يتبعون الأجهزة الأمنية أو الحزب الوطني، وبعضهم كان ضليعا في الفساد الذي استشرى فى الحكومة السابقة، والجديد منهم لا يختلف عن قديمهم في الفكر والانتماء والثقافة، وهو ما أشاع بين العامة قبل النخب قناعة بأن وزارة الحاج شرف هي وزارة للفلول، سواء في مرحلتها الأولى أو الثانية، وأنها جاءت لإجهاض الثورة والقضاء على حلم الديمقراطية والتعددية المنشود، وشواهد العامة والخاصة على هذا متعددة ومتنوعة، على رأسها انتشار الفوضى وغياب الأمن، حيث فشلت حكومة الحاج شرف منذ اليوم الأول في توفير الحد الأدنى من الشعور بالأمن من المواطنين، فانتشرت الأسلحة والسرقات والبلطجة والتجاوزات، ومن الشواهد الأخرى على فشل وزارة الحاج شرف أن المواطن البسيط لم يستشعر أي تحسن على لقمة العيش، اختفت بعض السلع وارتفعت أسعارها بشكل كبير، وهو ما جعل المواطن يترحم على أيام النظام السابق، فالشعور بالأمان وتوفر السلع وانضباط أسعارها كانت من أهم سلبيات الحكومة، وهو ما يشجع العامة للاستجابة للمظاهرات أو لأعمال البلطجة، من قطع الطرق السريعة والحديدية، فما الذى يدفع العامة إلى الالتزام وعدم الخروج عن القانون في ظل غياب الأمن؟ وأغلب الظن أن من أهم ما يؤخذ سياسيا على وزارة الحاج شرف ضعف الحكومة وبطئها في اتخاذ القرارات، وتمسكها بفلول النظام فكرا وأشخاصا، كما أنها لم تستجب لمطالب الثورة، وبعيدا عن الخوض في سلبيات وعورات وزارة الحاج شرف نطالب الحاج شرف بأن يقدم لنا بيانا بما قامت به حكومته منذ توليها حتى اليوم، وأثر هذا على حياة المواطن البسيط، على أن يشمل بيانه الحياة الاقتصادية والسياسية والأمنية، ونأمل أن يتضمن البيان تفسيرا للأحداث التى وقعت في استاد القاهرة وأمام السفارة الإسرائيلية وفى مواجهة مديرية أمن الجيزة، وعليه أن يوضح لنا لماذا ترك الشباب يهدم السور المواجه للسفارة؟، ولماذا انسحبت قوات الأمن من أمام السفارة؟، ولماذا تركوا الشباب يدخلون العمارة؟، كما نأمل أن يفهمنا دوافع الحكومة لإصدار مبادئ فوق دستورية، وفرض شكل للدوائر الانتخابية ولآلية انتخاب تشجع على احتلال فلول النظام لأغلبية داخل مجلس الشعب القادم، وننتظر من الحاج شرف توضيح سبب تمسكه بالشخصيات التابعة للنظام السابق داخل الوزارة، ولماذا يتعمد البقاء على توابع فلول النظام على رئس المؤسسات والهيئات الحكومية؟، في نفس السياق نتمنى أن يوضح لماذا لم نشعر بأى تحسن فى الحياة السياسية والاجتماعية طوال فترة حكومته؟، وهل صحيح ان الإخوان المسلمين هم الذين جاءوا بك إلى السلطة؟، وهل من توافق بينك وبين السلفيين وأصحاب الفكر الديني المتشدد؟، وهل البلاد على وشك تشكيل دولة إسلامية وليست مدنية؟، وما هو مصير الأقليات غير المسلمة فى هذه الدولة؟، وما هو تصور حكومتك للدستور وشكل وهوية الدولة المنشودة؟، وما هو برنامج حكومتك خلال الفترة القادمة؟.