المهندس «مجدى سراج الدين» القطب الوفدى الكبير وأحد المؤسسين لحزب الوفد الجديد نشأ وترعرع فى بيت من بيوت العائلات الوفدية الكبار، فهضم الوطنية والنضال صلة لا يعرف اليأس أو الاستسلام، يؤمن إيماناً راسخاً بعقيدة الوفد ويراها عقيدة سياسية لمعظم المصريين. أكد فى حواره أن «الوفد» فكرة وطنية شاملة ووعاء سياسى تجمع حوله المصريون للصالح الوطنى والهوية المصرية والوحدة الوطنية والنضال ضد الاستعمار، ولهذا لن يستطيع أحد أن ينال منه لأن له شعباً من الوفديين يدافع عنه مجاناً لأنه مازال يمثل ضمير الأمة.. مؤكداً أن «السيسى» رئيس منتخب بإرادة شعبية تسانده ولا يشغله التنافس الحزبى على السلطة التنفيذية أو التشريعية، ولكن تحدياته تتمثل فى الجماعات الظلامية والفساد والأفاقين والمسئولين الضعفاء وهروب رجال الأعمال من مسعدته فى بناء اقتصاد قوى، مضيفاً أن الدستور أعطى سلطة للشعب وللحريات العامة واهتمام بالعدالة الاجتماعية والتعليم والصحة، وهذه القضايا طالما دافع عنها منذ 1919 وحتى الآن. أين تقف مصر بعد ثورتى 25 يناير و30 يونية. تخلصت مصر من التأسلم السياسى وأسقطت الدولة الفاشية الدينية التى خربت الدولة، ولكن للأسف مازال بعض الإعلام يلمع حزب «النور» وتاركينه يدخل الانتخابات، وهاتان الثوتين أسقطت المعلومة المغلوطة عن الشعب إنه لا يثور، وأصبح لا يوجد أحد يعمل فى العمل العام أو السياسى سواء فى مصر أو فى الخارج يعرف رد فعل الشعب المصرى لا ماذا سيفعل ولا متى أو كيف وطبعاً كسر حاجز الخوف، وحدد مطالبه فى العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية. ولكن خروج الشعب بهذا الحجم والتنظيم فاجأ الجميع؟ بالطبع.. فهذا شعب لا يعرف أحداً فى العالم متى وكيف ولماذا يهب ويثور وما هى ردود أفعاله، و«سعد زغلول» عندما دعا الشعب الى الثورة فى مؤتمرات وندوات ولم يخرج الشعب ثم قبض الإنجليز على «سعد» ونفوه الى «مالطا» ذهب بعض السياسيين «الفالصو» الى زوجته «صفية زغلول» وبالمناسبة أمها كانت جزائرية، وقالوا لها «سعد» كبر وخرف وفين دا الشعب اللى هيثور! وسيظل «سعد» فى «مالطا» حتى يموت فقالت لهم أنتم لا تعرفون الشعب المصرى لأنه كالرمال تدوسون عليه ليلاً ونهاراً ولكن إذا هبت العاصفة سختفون فى بيوتكم، وثانى يوم ذهبت طلبة كليتى الهندسة والحقوق ثائرين الى بيت الأمة فخرج لهم السياسيون «الفالصو» وقالوا: مالكم والسياسة إرجعوا الى دروسكم واتركوا لنا السياسة ثم انفجرت الثورة من الإسكندرية الى أسوان. ما هى التحديات التى تواجه الرئيس فى هذه المرحلة؟ أولها الجماعات الظلامية والفكر الإرهابى، ثم الفساد الذى يخلق المنافقون والأفاقون والضعفاء فى مواقع المسئولية ولكن الفساد يسبقه الطغيان كما قال المولى عز وجل «وفرعون ذى الأوتاد الذين طغوا فى البلاد فأكثروا فيها الفساد»، إذن بسبب كثرة الفساد وهو الطغيان الذى عانت منه مصر منذ انقلاب يوليو 1952، ثم تجاهل رجال الأعمال مساندة الرئيس فى صندوق «تحيا مصر» أو فى المسارعة بافتتاح مشاريع جديدة أو حتى إعادة فتح المشاريع التى أغلقوها لأنهم اعتادوا على العمل فى مناخ الفساد. أحزاب التفصيل وما تقييمك للحياة الحزبية بعد ثورتى 2 يناير و30 يونية؟ لا جديد فيها لأن النظام منذ، وهو لا يؤمن بالأحزاب السياسية وعصر «مبارك» كان لديه عدد كبير من الأحزاب التفصيل المصنوعة على عينه وعلى أيدى رجاله، بعد أن نجح نظام يوليو 1952 فى نشر ثقافة أن الأحزاب فاشلة وهى التى أوصلت أحوال البلاد والعباد الى منتهى السوء، والتردى لأن السياسيين يعملون لمصالحهم من خلال بيزنس السياسة أو أنهم يحصلون على تمويلات من الخارج للإضرار بالدولة وأمنها. ولهذا ابتعد الناس عن السياسة والأحزاب. واستفردت الحكومات بالشعب طالما لا توجد أحزاب قوية تقود الشارع وتحميه من التسلط الحكومى. كيف هذا.. والرئيس «السيسى» اهتم شخصياً بحزب الوفد وتماسكه؟ «السيسى» خارج المنافسة لأنه رئيس منتخب بإرادة شعبية حرة مازالت تحبه وتسانده، وغير منضم لأى حزب فلا يشغله التنافس الحزبى على السلطة التنفيذية أو التشريعية، ولكنى أتحدث عن نظام دولة وإعلامها اللذين شوها الأحزب والحياة السياسية فعمق فى نفوس الناس أن الأحزاب لصوص وحرامية، مع أننا نرى أحد الأحزاب التى تمتلك الأموال يشترى النواب ويستقطبهم لديه. فلماذا إذن يوجد هجوم شديد على الأحزاب السياسية؟ الحكومات المتتالية لا تؤمن بالأحزاب مع أنه لا يوجد حزب أغلبية، ولكن «الوفد» هو الذى ينال الهجوم الأكبر لأنه الأفضل، أو كما قالوا لايوجد غيره وبعد انقلاب 52 قيادات الانقلاب قالوا: إن الوفد الأحب للشعب منا فلنقتله أو نلقه فى الجب فنصبح بعد ذلك للشعب من المحبوبين.. وفى 1953 عند إعلان الجمهورية قالوا سنجرى انتخابات رئاسية حرة، و«محمد نجيب» سينتخبه الشعب ويفوز فكتب «أحمد الألفى عطية» فى الأخبار «بابا النحاس ولو كره الناس» لو تم الترشح «النحاس» سيكتسح و«نجيب» لن يستطيع دفع أو استرداد تأمين الانتخابات، فالغوا الانتخابات وعينوا «نجيب» رئيساً دون انتخابات. هذا فى الماضى؟ لو الحكومة تريد تدعيم «الوفد» لكانت أظهرت رموزه فى إعلام الدولة كما تظهر «نبيل نعيم» و«ياسر برهامى» ورجال حزب النور، والحزب الوطنى، ولكنهم يعرفون مدى صدق «الوفد» لدى المصريين رغم محاولات تشويهها عبر السنين فيقولون: الوفد إزاى يحصل على الأغلبية ويشكل حكومة لا.. دا بعينه لأنهم يعلمون أن الوفد بدأ بتجمع وطنى من كل التيارات الوطنية ومنذ ذلك التاريخ والوفد يمثل ضمير الأمة. الشعبية الكاسحة «الوفد» ظل يناضل ويصارع من أجل الدستور.. فما هى قضاياه بعد 25 يناير و30 يونية؟ «الوفد» طوال تاريخه وهو فى المعارضة منحاز للشعب ولقضاياه السياسية والوطنية والاجتماعية، وحين يصل الى السلطة بضعة أشهر كان ينفذ هذا الانحياز ويقدم الكثير والكثير لأمته ولكن سرعان ما كان الملك يقيل حكومة «الوفد» ذات الشعبية الكاسحة. ولهذا لابد أن يستمر فى دفاعه عن الدستور الذى يحاول البعض الآن أن يغيره لأنه يعطى سلطة للشعب وللحريات وللعدالة الاجتماعية، والتعليم والصحة، وهى نفس القضايا التى ظل الوفد منذ 18: 1919 يدافع ويناضل فى سبيلها. وكيف ترى هذا الدستور؟ مع أن لى بعض الملاحظات على هذا الدستور خاصة بعد سقوط جريمة التزوير فى الانتخابات بالتقادم، وان كانت تسعى الدولة الى تحقيق مبدأ المناصفة بين الرجال النساء فلتنشئ لهذه الغاية هيئة للمناصفة ومكافحة كافة أشكال التمييز، وقد أرسلت صورة من هذه الاقتراحات الى السيد «عمرو موسى» رئيس لجنة الخمسين وتكرم هو بالرد علىَّ خاصة أن المملكة المغربية أخذت بهذه التعديلات فى دستورها بعد أن سبق لى ونشرت هذه الاقتراحات فى مقالة فى الصحف عام 2009، ورغم هذا، أطالب جميع طوائف الشعب باحترام الدستور من السلطة القائمة وأن يحافظوا عليه ولا يعتدوا عليه.. وكفانا لعباً بالدستور طوال ما يقرب من قرن من الزمان. وماذا عن الخلافات الوفدية التى يستغلها البعض للنيل من الوفد؟ أولاً.. لن يستطيع أحدا أياً كان أن ينال من «الوفد» لأن له شعباً من الوفديين يدافع عنه مجاناً، وله رب يحميه، ثم ان البعض يعتقدون أن الخلاف عقائدى أيديولوجى فكرى حول ثوابت الوفد ومقومات ومرتكزات جوهرية فى البنية الفكرية الوفدية، ولكن هذا غير صحيح لأن الخلاف على مواقف وتكتيكات، وتعامل مع متغيرات فى كل صورة ضبابية من الصعب رؤيتها من الخارج، ولكن جلست مع الطرفين، والكل يطالب بالإصلاح من وجهة نظره وهذا حقهم، ولكن لم يقدم الىَّ أى اقتراح للإصلاح، ولكن الدكتور «السيد البدوى» جاء لى واستمع الى رأيى وعرضت عليه مطالب الوفديين الحقيقية لإصلاح الحزب ولم الشمل ووافق عليها جميعاً وعرضها على مؤتمر شباب الوفد فى 23 أغسطس 2015، ثم عرضها فى احتفال الحزب بذكرى «سعد» و«النحاس» و«سراج الدين» ثم عرضها على الهيئة العليا للحزب وتمت الموافقة عليها فى الثلاث مناسبات، بل أصدرت الهيئة العليا عدة قرارات أهمها تعديل اللائحة الداخلية للحزب وعودة جميع المفصولين من الحزب منذ 1979. تفسيرك لظاهرة الخلافات الداخلية لحزب الوفد منذ وفاة «سعد زغلول» فى حزب كبير له تاريخ وشعبية؟ المفترض أن حزب «الوفد» نشأ تجمعاً وطنياً فى بداياته ولس حزباً سياسياً وبما أنه تجمع وطنى فيوجد داخله مختلف الآراء، لأنه يقبل كل الأطراف لأنه وعاء سياسى ولهذا لا يوجد اختلافات أيديولوجية داخل الحزب منذ نشأته وحتى الآن، وفى السابق كان الاختلاف على من مع الشعب ومنحاز له، ومن مع الملك ومنحاذ له، وأيضاً كان يوجد من ينحاز للإنجليز ولكنهم يكتشفون فليعظهم الوفديون، أما الاختلافات الطارئة على الوفد فهى الاختلاف على المواقع والمناصب وهذه طبيعة بشرية نجدها فى كل التجمعات الكبرى. بوابة الدين ماذا عن الصراع التاريخي بين الوفد وجماعة الإخوان؟ حزب الوفد طول عمره فكرة وطنية شاملة تجمع حولها المصريين للصالح الوطني المصري والهوية المصرية والوحدة الوطنية والنضال ضد الاستعمار، وخطه السياسي الدين لله والوطن للجميع ضد الاستعمار، وعدم إدخال السياسة عبر بوابة الدين، ووقف وقفته الوطنية عندما أراد «حسن البنا» الترشح في الاسماعيلية، و»النحاس» باشا قال له لو أردت السياسة أهلاًِ وسهلاً لكن بعيداً عن الدين، ولو أردت الدعوة الدينية فلتعمل بها فقط، ولكن لا أحد يريد أن يقول انه ترشح وسقط لأن كان فيه رجال تقدر المسئولية في هذا الزمان. جماعة الاخوان هي التي خاصمت الوفد واتخذته عدواً، ورغم هذا عندما وضع «إبراهيم عبدالهادي» رئيس الوزراء قادة الاخوان في السجون بعد اغتيالهم ل «محمود فهمي النقراشي» وجاء «الوفد» الي الحكم في سنة 1950 أطلق سراحهم وسلم اليهم مقر جمعية الاخوان في منطقة الحلمية.. إذن الوفد لم يكن ضدهم أو ضد غيرهم ولم يقمعهم أو يدخلهم السجون. ولكن ربما يقول البعض هل لا يبرر ائتلاف الوفد مع الاخوان في انتخابات 1984؟ هذه كانت فرصة ذهبية لجماعة الاخوان حتي ينخرطوا في الحياة السياسية بشكلها الطبيعي أي في النور بعيداً عن انخراطهم في العمل السري في الظلام ومع هذا فالإئتلاف حصل علي «58» مقعد في البرلمان للاخوان «8» مقاعد فقط والخمسون الباقية كانت للوفد. ولم يعجبهم أننا حجمناهم فانفصلوا وانضموا إلي حزب العمل في انتخابات برلمان 1987 وحصلوا علي «100» مقعد. وكيف تعامل الوفد مع الإخوان بعد وصولهم الي السلطة. الحقيقة الوفد لم يهادن وعندما ظهرت فاشية الجماعة وأخونة الدولة أنشأ جبهة الانقاذ وأحضر جميع الأطياف السياسية الوطنية ووقفوا ضد الاخوان واستمرت جبهة الانقاذ الي أن خرج الشعب في 30 يونية وانحاز الجيش للشعب كما حدث في 25 يناير 2011 وتم عزل «محمد مرسي» وانتهي حكم مكتب الارشاد للشعب المصري. وكيف تري السنة التي حكم فيها الاخوان؟ كان حكما دينيا فاشيا مثل أي دولة فاشية لا يؤمنون بالديمقراطية الا بانتقال السلطة ويؤمنون بالبيعة ومع أن «محمد مرسي» فاز في مرحلة الإعادة ب«51٪» وهي نتيجة مشكوك في صحتها حتي الآن ثم كانت الكارثة الكبري عندما أصدروا دستور 2012 والذي سمي بدستور الاخوان دون توافق وطني ولا يعبر عن أهداف ثورة يناير 2011، ثم أصدر «مرسي» الاعلان الدستوري الكارثي الذي حصن فيه قراراته، وهذا الاعلان هو الذي قسم الأمة المصرية لأول مرة في تاريخ مصر الحديث، وكان قد أعلن عند توليه السلطة بخطته للإصلاح العاجل خلال «100» يوم لخمس مشاكل رئيسية يعاني منها الشعب، وطوال مدة حكمه لم يتم التقدم ولو خطوة واحدة بل زادت المشاكل والأزمات وأصبح الشعب يعاني من القمامة والانفلات الأمني والبلطجة والقتل علي الهوية، وزادت مشاكل الوقود والكهرباء ورغيف العيش المدعوم أصبح نادراً.. واكتشف الشعب المصري أن الرئيس «مرسي» يعمل رئيس جمهورية لجماعة الاخوان فقط وليس للمصريين جميعاً والدليل سعيه الدائم لتمكين الأهل والعشيرة من جميع مفاصل الدولة، ولهذا رفض الشعب حكم دولة المرشد ولفظ الاخوان وطردهم شر طردة من السلطة والسلطان. وكيف تري برلمان 2016؟ أي برلمان في العالم لابد أن يوجد به أحزاب لإثراء العمل البرلماني، وإذا لم يوجد به أحزاب فلا توجد ديمقراطية داخله ولا برلمان جاد لأن الديمقراطية تبني علي التعددية والتعددية لابد لها من أحزاب ولهذا كنت أتمني أن تتم الانتخابات بالقوائم النسبية لتقوم الحياة البرلمانية والسياسية علي الأحزاب. ولكن الأغلبية من المستقلين وهؤلاء بدون رأي سياسي أو عقيدة سياسية ولهذا أتساءل علي أي فهم سياسي سيكون التصويت داخل البرلمان؟!!. «الخلايا النايمة» وماذا عن فرص الأحزاب الدينية؟ بالطبع سيكون لها فرصة كبيرة طالما أن الإعلام الحكومي يقوم لها بالدعاية ولن تقل نسبتهم عن 25٪ لأن الدولة لا تحاربهم وهم سوف يدخلون عن طريق الخلايا النائمة التي لا يعرف عنها شيئاً.. ثم إن إدارة الانتخابات كان يديرها اللواء «أبو القمصان» منذ سنوات عديدة وفترات مريرة وبعدما خرج إلي المعاش عين مستشارا لرئيس الوزراء لشئون الانتخابات، فهل لا يوجد في مصر غيره؟!! ومع أن جميع انتخابات مصر مزورة عدا انتخابات 1923، 1950 حتي انتخابات ما بعد ثورتي 25 يناير و30 يونية التزوير فيها بتزوير الإرادة عن طريق الزيت والسكر والمال السياسي أو بالذهاب إلي الجنة أو النار. ماهو تقييمك للوزارة الجديدة؟ الشعب المصري أصابته صدمة شديدة عند تشكيل الحكومة الأخيرة في 19 سبتمبر 2015 برئاسة «شريف إسماعيل» لأن الصدمة كانت أن جميع الوزراء كأنه تم اخراجهم من الصندوق اللعين ربما دون تقليب الصندوق فخرج علينا وزير السياحة الذي كان قد ترك الوزارة في 5 مارس 2015 ولم يمض علي تركه الوزارة «6» أشهر والسؤال هنا لا أحد يعرف لماذا ترك الوزارة ثم لماذا عاد إليها؟ وتم التمسك ب «17» وزيراً من حكومة «محلب» ووزيرين سابقين والوزراء الجدد «14» وزيراً هم أيضاً من الصندوق اللعين لأنهم وزراء تكنوقراط، والحقيقة أن معظمهم كان موظفاً في الحكومة أو احدي الهيئات التابعة لها، وهم تعودوا علي تنفيذ التعليمات التي تصدر إليهم، وإذا تأخرت التعليمات فهم ينتظرونها فهل من المعقول ان يقوم هؤلاء الوزراء بالاستجابة لمطالب الشعب؟ ومعظمهم سبق اختباره ولم يكن عند حسن الظن به، مع أن الكثيرين ناشدوا من بيدهم الأمر أن يتم اختيار الوزراء وكبار قيادات الدولة من خارج الصندوق اللعين. وما المطلوب من هذه الوزارة وتعتقد أنها لن تستطيع تحقيقه؟ لن تستطيع اعلان سياسات واضحة و برنامج زمني لتحقيق هذه السياسات. ولا تستطيع ابعاد الوجوه الكريهة من الاعلام المكتوب والمسموع والمرئي هذه الوجوه التي أكلت علي كل الموائد والتي صفقت وطبلت لكل حاكم فلقد ضاق الشعب المصري ذرعاً بهذه الوجوه من كدابين الزفة سواء بقايا عصر «مبارك» أو الملتحون والمتاجرون بالدين، لأنه يتم الآن الانتقام من ثورة 25 يناير والشعب الذي قام بها عندما نري احدي الفضائيات تصفها بأنها 25 خسائر وأحيانا نكسة يناير.. فالشعب يريد الاعلان عن السياسات التي تحقق أهداف ثورة 25 يناير 2011 وينتظر الشخوص التي سوف تنفذ هذه السياسات، وهذه الوزارة لن تستطيع تنفيذ هذا. «أحزاب حكومية» هل سياسة الصندوق حالة مصرية فريدة؟ بدأ هذا الصندوق اللعين بعد الانقلاب العسكري في يوليو 1952، والذي كان يتم اختيار جميع المناصب القيادية منه نظرا لإلغاء الأحزاب السياسية تماما واستبدالها بتنظيمات حكومية ابتداء بهيئة التحرير ثم الاتحاد القومي ثم الاتحاد الاشتراكي. ثم تجربة فريدة من نوعها وهي المنابر بمجلس الشعب وهي منبر اليمين ومنبر الوسط ومنبر اليسار ثم أمر السلطان بتغييرها إلي أحزاب حكومية وهي حزب مصر وحزب الأحرار، وحزب الوطني الديمقراطي المحروق شعبياً والمنحل قضائياً بعد يناير 2011، وكان الشعب يأمل بعد هذه الثورة العظيمة أن تكون هناك حياة سياسية حقيقية تتيح قيام وزارات سياسية ولكن هذا لم يحدث. دور الوفد في تاريخ الوطن ربما لا يعرفه الكثير من شباب اليوم؟ هذا بسبب تقصير من الحزب، ثم بسبب تزوير الدولة لتاريخ الحزب والادعاء عليه بالكذب والضلال أنه حزب الانجليز، والملك، ولولا تدخل الرئيس «السيسي» في الأزمة الأخيرة للحزب فبعضهم «اتكلم» شوية.. لأن الوفد له نقاط مضيئة كثيرة مشرفة منذ «سعد زغلول» الذي قام بأول ثورة شعبية في تاريخ مصر، ثم مقولة «مصطفي النحاس» تقطع يدي ولا أفصل مصر عن السودان، ونجاح «النحاس باشا» في توقيع معاهدة 1936 ولم يكن لمصر جيش قبل 1936، ثم إلغاء الامتيازات الأجنبية في مؤتمر «مونترليه» ثم الغاء معاهدة 1936 في 1951 وإعلان الكفاح المسلح ضد الانجليز ووزير الداخلية «فؤاد باشا سراج الدين» سلح الفدائيين من الشعب في هذا الكفاح هذا بخلاف مجانية التعليم من المرحلة الابتدائية الي المرحلة الثانوية، وعقد العمل الفردي بين العامل وصاحب العمل، وتطبيق نظام التأمينات والانجازات كثيرة ومتنوعة ولكن الأهم أن هذه الانجازات كان يقدمها الوفد إلي الشعب المصري خلال شهور فقط لأنه سرعان ما كان الملك يقيل حكومة الوفد ولا تستمر ومنذ 1923 وحتي 1952 لم يحكم الوفد إلا «7٫5» سنة متفرقة ولكنه أيضا عمل خلالها ميثاق الجامعة العربية في أكتوبر 1944 وأحد الكتاب الكبار في «السن» يقول في احدي مقالاته الخروج المهين للوفد من الوزارة في 1944، ثم تطبيق مبدأ الدين لله والوطن للجميع وفصل الدين عن السياسة الذي كان شعار ثورة 1919 و»سعد زغلول» عندما شكل أول وزارة وكانوا «9» وزراء فعين منهم «3» وزراء مسيحيين فأعادها الملك «فؤاد» وقال: بها «3» أقباطاً ولم يوقع عليها فأصر «سعد» عليها وقال: انما لا أري إلا مصريين. فهذا هو الوفد وتاريخه الذي يحاول البعض تشويهه. لماذا يطلق علي بيتك «بيت الوفديين»؟ لأنه بالفعل بيت الوفديين وكل رموز الوفد جاءوا اليه، و»فؤاد باشا» كان يأتي اليه بل ان اللجنة التي شكلها «فؤاد باشا» لعودة الوفد عام 1983 تم تشكيلها هنا وجاءت هنا جميعا وكنت فيها وعددها «14» فرداً وكلهم اعتقلوا في اعتقالات سبتمبر 1981 فيما عدا أنا لأنهم جاءوا يبحثون عن شقيقي الأكبر وكان قد توفي رحمه الله ولم يعتقلوني، وجريدة «الوفد» تم تأسيسها في هذا البيت «بيت الوفديين» حيث جاء الأستاذ العظيم «مصطفي شردي» ومعه الأستاذ «جمال بدوي» و»سعيد عبدالخالق» رحمهم الله جميعا مع «فؤاد باشا» وتم الاتفاق علي كل شيء ثم نزلنا من هنا واشترينا أدوات تأسيس الجريدة. من الذي له الكلمة العليا في حزب الوفد هل رئيس الحزب أم الهيئة العليا أم الجمعية العمومية؟ الجمعية العمومية هي المسيطرة ولها الكلمة العليا، وخاصة بعد الاصلاحات التي أعلنها الدكتور «السيد البدوي» رئيس الحزب ووافق عليها، ولكن لتنفيذها لابد من عمل جمعية عمومية يكون لكل عضو في حزب الوفد مضي علي عضويته أكثر من «5» سنوات له الحق وبدون بنود الترشح علي أي موقع حتي لو كان رئاسة الحزب وبالطبع يكون له الحق في انتخاب رئيس الحزب والهيئة العليا والمكتب التنفيذي وأن يكون لكل محافظة جمعيتها العمومية الخاصة بها وتجري الانتخابات في كل محافظة، باشراف وزارة العمل والقوي العاملة وترسل النتائج إلي المقر الرئيسي بالقاهرة وهنا يشعر كل عضو في الحزب بأنه يشترك في قرارات الحزب وانتخابات رئيسه وقياداته وبهذا التعديل لن يستطيع أحد أن يسيطر علي الجمعية العمومية من الاسكندرية الي أسوان.