اهتمت أمس الصحف العالمية بما يجري على الأراضي السورية عقب قيام روسيا وحلفائها بتوجيه ضربات جوية على معاقل التنظيمات الإرهابية.وألقت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية الضوء على تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشأن عدم دخول الولاياتالمتحدة في مواجهة مباشرة مع روسيا على خلفية هجومها الجوي الجديد في سوريا، معتقدًا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيجد نفسه قريبًا يسقط في «مستنقع»، لكنه وافق على تصعيد جديد لجهود الولاياتالمتحدة ضد داعش. ونقلت الصحيفة- في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني عن مسئولين كبار في الإدارة الأمريكية، قولهم إن أوباما حدد رد الولاياتالمتحدة على تصرفات روسيا خلال اجتماع عقده مع كبار مساعديه وتم تحديد التفاصيل في اجتماع بين مسئولي الأمن القومي في البيت الأبيض. واشار إلى أن أوباما وافق في الوقت ذاته، أيضًا على مقترحات طرحت عليه قبل التحركات الروسية أخيرًا، لتعزيز الجهود الأمريكية لمحاربة المتشددين، مضيفة أن الجنرال جوزيف دانفورد، الرئيس الجديد لهيئة الأركان المشتركة، هو من أوصى باتخاذ هذه التدابير. وأوضحت أن هذه التدابير تتضمن إرسال شحنات من الأسلحة الأمريكية مباشرة، برًا عبر العراق، إلى المقاتلين العرب والأكراد السوريين الذين تمكنوا من دحر داعش في الأشهر الأخيرة في جزء كبير من شمال سورية على الحدود التركية، وتوقعت أن يبدأ الأكراد الآن في التحرك جنوبًا باتجاه الرقة، العاصمة الفعلية للمتشددين شمال وسط سورية. وأشارت إلى أنه من المقرر أن تزداد الضربات الجوية الأمريكية أيضًا غرب نهر الفرات، حيث تمكنت قوى المعارضة المدعومة من الولاياتالمتحدة من إحراز نجاحات قليلة أخيرًا ضد تنظيم داعش الإرهابي، وأشارت إلى أن هذه الضربات يتم شنها من قاعدة انجرليك الجوية في تركيا، حيث ستنضم طائرات من شركاء التحالف الآخرين إلى الطائرات الأمريكية. وقالت الصحيفة الأمريكية إن أوباما لم يرد مباشرة على الأسئلة التي وجهت إليه في المؤتمر الصحفي الذي عقد أمس في البيت الأبيض حول ما إذا كان سيقوم بأي شيء لمساعدة المعارضة السورية المحاصرة، التي تضم آلاف المقاتلين الذين تم تدريبهم وتسليحهم على مدى سنوات من جانب وكالة المخابرات المركزية «سي آي ايه» إلى جانب متطرفين لا ينتمون الى داعش. وأكد مسئولون كبار في الإدارة الأمريكية أكدوا استمرار التدريب والإمدادات المحدودة لمن هم داخل سوريا. وكتبت صحيفة الاندبندنت تقريرا يبحث في كيفية تطور الانتفاضة السورية إلى حرب أهلية، ودور الدول الغربية في ذلك. وقالت الاندبندنت في تقريرها إن عدم اطلاع الدول الغربية على الواقع في سوريا، وعدم معرفتها بالحقائق جعلها تقف في وجه كل المحاولات التي كان من شأنها وضع حد للنزاع أو منعه من التوسع. وحصلت الدول الغربية حرصت منذ 2011 على المطالبة برحيل بشار الأسد كحل سريع لإنهاء النزاع، على الرغم من أن لم يكن هناك ما يدعو إلى الاعتقاد بأن ذلك سيحدث. وترى الصحيفة أن رحيل الأسد لن يوقف أنصاره عن القتال، لأنهم يعرفون أن انتصار المعارضة التي يسيطر عليها تنظيم «داعش»، وغيرها من الفصائل المرتبطة بالقاعدة، يعني لهم الموت أو مغارة البلاد مع عائلاتهم. وأضافت الاندبندنت في تقريرها أن الدول الغربية تعاملت مع الموضوع بالأوهام والجهل بالواقع . وأشار إلى أن وكالة الاستخبارات الأمريكية كشفت في عام 2012 أن السلفيين والإخوان والقاعدة في العراقوسوريا هي القوى الرئيسية في الانتفاضة الشعبية. ونبهت الوكالة أيضا إلى تنظيم «داعش» قد يعلن دولة إسلامية بتوحيد تنظيمات متشددة أخرى في العراقوسوريا. وتحدثت الصحيفة عن غضب محللين في وكالة الاستخبارات الأمريكية من المسئولين، الذين أغفلوا توقعاتهم بأن تنظيم «الدولة الإسلامية» يتمدد، ويقول محللون عسكريون أمريكيون إن تحليلاتهم عدلت حتى تتوافق مع إدعاءات الحكومة بأن تنظيم «داعش» يتراجع. وختمت الصحيفة بالقول إن أي حل أو تخفيف للعنف لا يمكن أن يحصل إلا بفهم واقعي من الدول الغربية والقوى الإقليمية للأطراف المتحاربة. وإذا تمسك القادة ووسائل الإعلام ومراكز البحث بالنظرة الأيديولوجية في سوريا فلا أمل في الوصول إلى حل للمأساة السورية. ونشرت صحيفة الغارديان تقريرا من سوريا عن المناطق التي تتعرض للغارات الجوية الروسية. ووصف التقرير مشاعر الناس في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية، وهم يتعرضون للغارات الجوية الروسية، فيقول إن الذين كانت ترعبهم البراميل المتفجرة لطائرات النظام السوري، أصبحوا اليوم هدفا لقنابل روسية أكثر دقة وأكثر فتكا. وبدأ الاعتقاد يترسخ لدى الناس بأن الأمريكان اتفقوا مع الروس على بقاء الأسد في السلطة، كما أصبح التعاطف مع تنظيم القاعدة يتوسع. وتذكر الصحيفة أن الغارات الروسية على إدلب وحماة استهدفت مواقع تابعة للتحالف، ولمقاتلين من المعارضة المعتدلة التي تدعمها الولاياتالمتحدة ودول الخليج. ونقلت الجارديان عن مسئول في مجلس محلي في حلب، التي تعرضت للغارات الجوية الروسية، قوله إن منطقتهم لم يدخلها تنظيم «داعش» منذ عام ونصف العام. وأضاف أن الناس يغلون من الغضب فهم يخافون من الطائرات الروسية لأنها أكثر تدميرا وأكثر تطورا، ولكنهم يقولون إنهم متمسكون بالله وتعودوا على الغارات الجوية.