لا تزال الخلافات قائمة بين الرئيسين الأمريكي باراك أوباما، والروسي فلاديمير بوتين، حول وسائل إنهاء النزاع الدائر في سوريا، وحول دور الرئيس السوري بشار الأسد. وقال بوتين إن "الرئيسين الأمريكي والفرنسي ليسا مواطنين سوريين ولا يتوجب عليهما إذن الضلوع في اختيار قادة بلد آخر". التقى الرئيسان الأمريكي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين أمس الاثنين في الأممالمتحدة للبحث عن حلول في مواجهة الأزمة في سوريا لكنهما لم يحققا أي اختراق خصوصا حول مكانة الرئيس بشار الأسد. وإثر هذا اللقاء تحدث الرئيس الروسي عن "لقاء بناء وعلى قدر كبير من الانفتاح" مع نظيره الأمريكي وأشار إلى تعاون ممكن. لكنه شدد في الوقت نفسه على وجود خلافات حقيقية حول وسائل إنهاء حرب أودت بحياة أكثر من 240 ألف شخص. بوتين لا يستبعد ضربات جوية روسية في سوريا ولم يستبعد بوتين إمكانية توجيه ضربات روسية ضد تنظيم الدولة "داعش" في سوريا لكنه استبعد إرسال قوات برية لمقاتلة الجهاديين، مشيرا إلى رغبته في "تقديم مساعدة أكبر إلى الجيش السوري". وفي إشارة إلى التوتر القائم مع الغربيين، لم يتردد بوتين في انتقاد أوباما والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند. وقال "أكن احتراما كبيرا لنظيري الأمريكي والفرنسي لكنهما ليسا مواطنين سوريين وعليهما ألا يشاركا في اختيار قادة دولة أخرى". وخصص هذا اللقاء الرسمي الأول بين بوتين وأوباما للملف السوري والنصف الآخر للأزمة في شرق أوكرانيا. وتعقيبا على تصريحات بوتين، تحدث أوباما عن "إرادة مشتركة" في ايجاد حلول في مواجهة الحرب في سوريا التي أدت إلى أزمة هجرة غير مسبوقة. لكنه أشار إلى خلاف حقيقي حول نهاية عملية انتقالية سياسية محتملة. وقال مصدر قريب من اللقاء إن الرجلين أكدا أهمية الاتصالات على المستوى العسكري لتجنب أي نزاعات بين البلدين في المنطقة. تبادل الاتهامات بالمساهمة في توتر المنطقة وقبل ساعات من ذلك، تحدث بوتين وأوباما عن خلافاتهما علنا على منبر الأممالمتحدة وتبادلا الاتهامات بالمساهمة في التوتر في المنطقة. ففي خطاب ركز فيه على قوة الدبلوماسية وذكر إيران وكوبا مثالين على ذلك، أكد أوباما أنه يجب طي صفحة الأسد. وقال "بعد كل هذه الدماء التي نزفت والمجازر لا يمكن أن تكون هناك عودة إلى الوضع الذي كان قائما قبل الحرب". وفي إشارة واضحة إلى موسكو، أدان أوباما المنطق الذي يقضي بدعم "طاغية يقتل أطفالا أبرياء" تحت ذريعة أن البديل "سيكون أسوأ". لكن في نظر بوتين يمثل الرئيس السوري حكومة شرعية سيكون رفض التعاون معها "خطأ فادحا". بوتين يدعو إلى "تحالف واسع لمكافحة الإرهاب" يشبه ذاك الذي شكل "ضد هتلر" ولمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، دعا بوتين على منبر الأممالمتحدة إلى تشكيل "تحالف واسع لمكافحة الإرهاب"يشبه ذاك الذي شكل "ضد هتلر" خلال الحرب العالمية الثانية. وقال الرئيس الروسي في خطابه الأول في الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ عشر سنوات "علينا أن نعترف أن لا أحد سوى القوات المسلحة للرئيس (السوري) يقاتل فعليا الدولة الإسلامية". واقترحت روسيا في مجلس الأمن الدولي الاثنين قرارا يدعم تحالفا سياسيا وعسكريا. وقال السفير الروسي في الأممالمتحدة فيتالي تشوركين للصحافيين أن هذا التحالف يفترض أن يشمل إيران والنظام السوري أيضا. ويؤكد البيت الأبيض الذي فاجأه التحرك الدبلوماسي الروسي أن الامتناع عن محاولة استخدام ورقة الحوار مع فلاديمير بوتين سيكون أمرا غير مسؤول. وأكد هولاند الذي أعلن الأحد أن فرنسا وجهت ضربة جوية أولى إلى تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، أن الانتقال في سوريا يمر عبر رحيل الرئيس السوري لكن بدون تحديد موعدا لذلك. هولاند "لا يمكن ان نجعل الضحايا والجزار يعملون معا" وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند "لا يمكن أن نجعل الضحايا والجزار يعملون معا"، مؤكدا أن "الأسد هو أصل المشكلة ولا يمكنه أن يكون جزءا من الحل". وتعمل واشنطن ونحو ستين دولة أوروبية وعربية منذ سنة في إطار تحالف عسكري يوجه ضربات ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق. لكن كل هذه العمليات لم تمنع المنظمة الجهادية من تعزيز مواقعها ولم تؤثر على قدرتها على التجنيد. وخلال لقاء على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، أكد بوتين والرئيس الإيراني حسن روحاني تفاهمهما خصوصا بشأن الشرق الأوسط. وقال روحاني الذي ألقى أول خطاب له في الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ توقيع الاتفاق النووي إن "العلاقات بين إيرانوروسيا تحسنت وتعززت في السنتين الأخيرتين".