ساعات قليلة و يستقبل المسلمين في شتى بقاع الأرض عيد الأضحي المبارك و الجميع يستعد للنحر و الصلاة و القيام بجميع الطاعات ، ويحرص المسلمون على القيام بسنن الرسول محمد- صلى الله عليه وسلم، وآداب الاحتفال بعيد الأضحي المبارك . سنن وآداب العيد الاغتسال قبل الخروج إلى الصلاة، ذكر النووي رحمه الله اتفاق العلماء على استحباب الاغتسال لصلاة العيد، والمعنى الذي يستحب بسببه الاغتسال للجمعة وغيرها من الاجتماعات العامة موجود في العيد بل لعله في العيد أبرز . ويجب علي المسلم ان يرتدي أحسن الثياب والتطيب بالعطر وعدم الأكل حتى يرجع من الصلاة، فيأكل من أضحيته إن كان له أضحية، فإن لم يكن له من أضحية فلا حرج أن يأكل قبل الصلاة. التكبير يوم العيد التكبير مع الجهر بدءًا من ذي الحجة إلى غروب الشمس آخر أيام التشريق، وصيغة التكبير هي " الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله.. الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد" وهو من السنن العظيمة في يوم العيد لقوله تعالى " ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون "، وعن الوليد بن مسلم قال : سألت الأوزاعي ومالك بن أنس عن إظهار التكبير في العيدين ، قالا : نعم كان عبد الله بن عمر يظهره في يوم الفطر حتى يخرج الإمام . صلاة العيد يجب على المسلم الذهاب من طريق إلى المصلى، والعودة من طريق آخر لتأدية صلاة العيد في المصلى، إذ هي سنة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، والصلاة في المسجد لسبب أو لآخر جائزة، و اصطحاب النساء والأطفال والصبيان دون استثناء، حتى العواتق وذوات الخدور، كما جاء في صحيح مسلم أداء صلاة العيد، والاستماع إلى الخطبة بعد أداء الصلاة التهنئة بالعيد، فكان أصحاب الرسول- صلى الله عليه وسلم، إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنك. آداب ذبح الأضحية النية: يجب علي المسلم أن ينوي عند شراء البهيمة أنها أضحية ، وهذه النية تكفي، ولا بدَ من النية ، لأن الأضحية عبادة ، والعبادة لا تصح إلا بالنية ، لقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -:" إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى "، والنية لا بد منها حتى نميز العمل الذي هو لله تعالى عن غيره ومن ذلك الأضحي. ربط الأضحية قبل الذبح استحب بعض الفقهاء أن تربط الأضحية قبل أيام النحر , لما فيه من الاستعداد للقربة وإظهار الرغبة فيها ، فيكون له فيها أجر وثواب ؛ لأن ذلك يشعر بتعظيم هذه الشعيرة قال الله تعالى :" ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ "، يجب ان لا تري البهيم هالات الذبح. أن يسوق الأضحية إلى محل الذبح سوقاً جميلاً لا عنيفاً، فقد روى عبد الرزاق بسنده عن محمد بن سيرين قال "رأى عمر بن الخطاب – رضي الله عنه - رجلاً يسحب شاة برجلها ليذبحها فقال له ويلك "قدها إلى الموت قوداً جميلاً". حدَّ السكين قبل الذبح لأن المطلوب إراحة الاضحيه بأسرع وقت ممكن، وهذا من الإحسان الذي ذكره الرسول - صلى الله عليه وسلم - كما جاء في الحديث عن شداد بن أوس – رضي الله عنه- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :" إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته "، ويجب أن لا يحد السكين أمام الحيوان الذي يريد ذبحه لأن ذلك من الإحسان المأمور به كما جاء في الحديث السابق . استقبال القبلة من الذابح والذبيحة يستحب أن يستقبل الذابح القبلة وأن يوجه مذبح الحيوان إلى القبلة . قال الإمام النووي :" استقبال الذابح القبلة وتوجيه الذبيحة إليها، وهذا مستحب في كل ذبيحة ، لكنه في الهدي والأضحية أشد استحباباً ، لأن الاستقبال في العبادات مستحب وفي بعضها واجب التسمية والتكبير عند الذبح ثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا ذبح قال"باسم الله والله أكبر" كما جاء ذلك في رواية لحديث أنس رضي الله عنه عند مسلم :( قال: ويقول باسم الله والله أكبر ". الدعاء بعد التسمية والتكبير والدعاء كأن يقول "اللهم تقبل مني" ، أو يقول "اللهم تقبل من فلان" ، فهذا مشروع ومستحب ، لما ثبت في الحديث عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر بكبش يطأ في سواد ويبرك في سواد وينظر في سواد فأتي به ليضحي به فقال لها " يا عائشة هلمي المدية".