مع اقتراب عيد الأضحي المبارك تنتشر شوادر بيع الخراف في الشوارع، خصوصاً بالمناطق العشوائية، حيث تتغذى بعضها على القمامة ومخلفات الشوارع والنفايات، الأمر الذي يجعلها غير صالحة للأضحية وكذا عدم صلاحية تناول لحومها، طبقاً لما أكده خبراء تغذية وأطباء بيطريون، وعلماء دين. حذر الدكتور أحمد نبيل، عضو مجلس نقابة الأطباء البيطريين، من شراء أضاحي العيد من المواشى التي تتغذى على القمامة. أشار «نبيل» إلى أن لحوم تلك الأضاحى تتركز فيها نسب مرتفعة من معدن الرصاص، مؤكداً أن تناولها يؤدى إلى إصابة الإنسان بأمراض قاتلة «كالفشل الكلوي والكبدي، وسرطانات الأمعاء والقولون والبنكرياس». وأكد عضو مجلس نقابة البيطريين أنه يمكن كشف لحوم الأضاحى التي تتغذى على المخلفات عن طريق الروائح الكريهة المنبعثة منها خلال عملية الطهو. يقول الشيخ هاشم إسلام، عضو لجنة الفتوى بالأزهر: إن الماشية التى تتغذى على النفايات فى الشوارع لا تصلح للذبح، لافتاً إلى ضرورة عزلها حتى تتغذى على «علف» طاهر ثم تذبح. وأوضح «إسلام» أن المواشي إذا تغذت على النفايات يفسد جسدها وأحشاؤها وبالتالي تكون غير مفيدة صحياً لمن يأكلها، مشيراً إلى أنه يجب تربية المواشى فى المراعى النظيفة، لأنها تأكل من الحشائش الموجودة فى الأرض. من جانبه أكد الدكتور محمد الشحات، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن ذبح الماشية يتوقف على تغذيتها، لافتاً إلى أن تغذية الماشية من النفايات لا يؤثر على شرعية ذبحها أو الأضحية بها، مستدلاً على ذلك بأنه فى عهد الرسول كانت المواشى تسير فى الأرض وتأكل مما تشاء. أضاف «الشحات» أن إطعام الماشية من الأرض جائز، ولكن تغذيتها على النفايات فقط من دون وجود علف صحى يؤثر على جسد الماشية والإنسان الذى يأكلها. وفى سياق متصل أكد الدكتور محمود عمرو، طبيب بيطري، أن المواشي التى تتغذى على النفايات «سامة» ولا تصلح لذبحها. أشار «عمرو» إلى أن النفايات التى تتغذى عليها المواشى تدخل فى لحمها وترتكز على الأخص فى الكبد والمخ، وبالتالى تكون الماشية غير صحية لأكلها، فضلاً عن شكلها المقزز. ووصف الطبيب البيطرى، المواشى التى تتغذى على النفايات ب «الخنازير» ولا يحل لنا أكلها، مشيراً إلى الأمراض الخطيرة التى تنتج عنها. وقال الدكتور أحمد أبوشنب، عضو مجلس نقابة الأطباء البيطريين: إن النفايات التى تتغذى عليها المواشى فى الشارع تتكون من نفايات بلاستيكية تحتوى على مواد سامة تتسبب فى أمراض خطيرة للأضحية. وأكد عضو مجلس نقابة الأطباء البيطريين أن هذا الأمر غير طبيعي وأصبح منتشراً بشكل كبير. ويرى خبراء تغذية، أن عسر الهضم في عيد الأضحي يأتي نتيجة الضغط على المعدة، إذ يقول الدكتور محمد صلاح، خبير التغذية: إن كل ما يقوم به المصريون من عادات غذائية في عيد الأضحى المبارك خاطئة ومضرة للصحة، بداية من وجبة الإفطار حتى العشاء. وأكد «صلاح» أنه يجب على كل فرد تناول قطعة لحم واحدة بكل وجبة بإجمالي ثلاث قطع طوال اليوم، مشيراً إلى أنه لا يجب الجمع بين وجبات مكونة من لحوم في وجبة واحدة. ويضيف خبير التغذية أن تناول وجبة كالرقاق مثلاً لابد أن تكون بمفردها بدون لحوم بجانبها وكذلك الفتة فمكوناتها لا تسمح بتناول الكثير منها نظراً لدسامة شوربتها، مشدداً على أنه من أخطر العادات تناول كمية كبيرة من الدهون في وجبة واحدة قائلاً: «ارحموا معدتكم شوية». وشدد «صلاح» على تناول الخضراوات مع اللحوم، خاصة البقدونس بكثرة مع الوجبات لأنه يساعد على الهضم ويمتص الدهون، مؤكداً أنه من أكثر الأوراق الخضراء فائدة بالإضافة إلى شرب السوائل حتى لا يحتاج إلى أدوية الحموضة وغيرها.. كما نصح «صلاح» بتناول اللحوم «البتلو» لقلة دسامتها عن «الضاني». ودعت ملك صالح، خبيرة التغذية، المصريين إلى تناول قطعتين فقط من اللحوم في اليوم نظراً لكثرة الدهون بها. ووضعت «صالح» عدداً من الشروط لتناول اللحوم، قائلة: «في حالة اللحوم المسلوقة فلابد من غليها مرتين على أن يتم التخلص من مياه الغلي بالمرة الأولى واستخدام المياه الثانية في أغراض الأكل». وأكدت خبيرة التغذية، ضرورة استخدام القليل من المواد الدهنية بالإضافة إلى تناول اللحم «الكندوز» مع الرقاق وليس اللحوم الضاني نظراً لدسامتها، مشددة على ضرورة استخدام أدوية هاضمة مثل الفوار وما شبه ذلك عند تناول كميات كبيرة من اللحم مع الحرص على ضرورة ممارسة رياضة المشي نصف ساعة يومياً. وأوضح أشرف عبدالعزيز، خبير التغذية، أنه لا يجب تناول كميات كبيرة من اللحوم «الضاني»، لأنها تحتوي على نسبة عالية من الدهون، قائلاً: «الناس ما بتصدق العيد ييجي عشان الشوي». وأضاف خبير التغذية، أن التغذية السليمة هي تناول قطعتين من اللحوم خلال الوجبة، كما أنه يجب عند تناول وجبة «الفتة» تحميص الخبز في الفرن بدلاً من تحميره لتقليل الدهون الموجودة به.