إنها حكاية كل عيد، في محطة مصر حيث الزحام وتذاكر السوق السوداء ومشاجرات المسافرين على شبابيك الحجز بمنافذ محطة مصر، اعتاد الركاب خاصة أبناء الصعيد على الدخول فى مارثون اللحاق بتذكرة لقضاء عطلة العيد وسط الأهل والأقارب، ورغم تطبيق منظومة صرف التذاكر ببطاقة الرقم القومى للحد من ظاهرة انتشار ظاهرة السوق السوداء، إلا أن الحصول على بطاقة التأهل لجنوب مصر بات أمراً فى غاية الصعوبة، الأمر الذى دفع الكثيرين الى التكدس داخل الاتوبيسات وسيارات البيجو من أجل اللحظة التى طال انتظارها طوال عمل شاق ليودع القاهرة بالبهدلة وطلوع الروح، «الوفد» ترصد أزمة كل عيد وسط المسافرين قبل ساعات من الرحيل. تبدأ رحلة البحث عن تذاكر قطارات العيد المكيفة قبل طرحها ب 14 يوماً وفقا لما حددته هيئة السكك الحديدية، ونظرا للإقبال الكبير يضطر العشرات منهم الى افتراش الأرض للنوم أمام شباك التذاكر من الواحدة صباحا وحتى بدء العمل وفتح شبابيك التذاكر فى التاسعة صباحا. أزمة زحام توجهنا فى البداية الى المتحدث الرسمى باسم هيئة سكك حديد مصر «نجوى البير» والتى شرحت أزمة التذاكر خاصة فى العيد، حيث قالت: «عيد الأضحى من أكثر الاعياد من حيث أعداد المسافرين أكثر من عيد الفطر، فعدد المسافرين اضعاف عددهم أثناء إجازة عيد الفطر، حيث أكدت أن الهيئة تطرح 50 ألف تذكرة يوميا لعدد 1100 رحلة ويتضاعف عدد الركاب اثناء عيد الأضحى الى أكثر من 3 ملايين راكب أغلب الرحلات تكون بخط الصعيد ولذلك دعمنا الرحلات ب 10 قطارات مكيفة زيادة «vip» وذلك لتغطية زيادة الاعداد وتتميز بوجود انترنت هوائى وكاميرات مراقبة، إلى جانب 20 قطاراً أخري لباقى المحافظات» وتكمل نجوى البير حديثها عن انتهاء أزمة السوق السوداء قائلة: «إن صرف التذاكر ببطاقة الرقم القومى أنهت على تجارة التذاكر فى تلك المناسبات، وترى أن أزمة الصيانة هى السبب فى تأخر بعض الرحلات وذلك بسبب سوء تعامل الجمهور مع القطارات التى تأتى من الرحلات وتحتاج إلى صيانة بسبب تصرفات المسافرين من تكسير لزجاج القطار». السوق السوداء أثناء مرورنا داخل محطة مصر للتأكد من خلو المحطة من تجار السوق السوداء فى تلك الأزمة وأمام شبابيك وجه بحرى استوقفنا شخص يبيع تذاكر ليوم 22 سبتمبر وعرض بيعها للمارة وسرعان ما تم إيقافه من امن المحطة والتأكد من هويته ليتضح أنه عرض بيع التذاكر حتى لا يخسر ثمنها لالغائه رحلته. رضا مجدى الذى انتظر ساعات طويلة من أجل الحصول على تذكرة للاسكندرية درجة أولى ولكنه فشل فى النهاية يقول: «ما يحدث هو تواطؤ ما بين موظفين الشباك وتجار السوق السوداء متسائلا: فكيف تباع التذاكر جميعها مع بداية فتح الشباك» في غمضة عين ولا يحصل الواقفون أمام منافذ التوزيع على أي تذكرة، حيث يفاجأون بالموظف المسئول عن الحجز يردد الجملة التاريخية التي تردد في أكثر المناسبات «كامل العدد». شبابيك المعاناة لا تنتهي بالنسبة للمتجهين للوجه القبلى للوهلة الاولى تجد ملامح الغضب على وجوه المسافرين الذين يسعون فيما بينهم للتعاون مع بعضهم من أجل الحصول على تذاكر السفر الشباب يزاحمون من أجل كبار السن، البعض افترش الأرض من التعب وكثرة الانتظار والآخر بحث عن وسيلة أخرى للسفر. محمد أحمد الذى ضاق صدره فقد أتى لليوم الثانى على التوالى من أجل الحصول على تذكرة له ولزوجته للسفر إلى أسوان قائلا: «لليوم الثانى وأنا أبحث عن تذكرة فى المحطة والحجز منتهى منذ الثامنة صباحا، وتوجهنا معه لمعرفة السبب وراء الأزمة فكانت النتيجة انتهاء الحجز ولا توجد إلا قطارات ال vip وسرعان ما توجه للحجز بها متسائلاً: «والناس الغلابة تعمل إيه والتذاكر غالية». أمام شبابيك وجه قبلى وقف سائقو الميكروباصات يهتفون بحثاً عن الزبائن «أسيوط مكيف أحسن من القطار وب 65 جنيهاً» توجهنا للسائق للحديث معه والذى رفض ذكر اسمه قائلا: «أسعار القطارات ارتفعت وهو ما دعا البعض للسفر بالعربات السرفيس وزبائن العربات لا يفضلون القطارات وكل وسيلة مواصلات ولها زبونها الخاص وفترة العيد هى موسم لأصحاب السيارات». أما حافظ عبد الدايم موظف بالقطاع الخاص فيتحدث عن ارتفاع أسعار التذاكر قائلا: «السبب فى ابتعاد كثير من المواطنين عن القطارات هو ارتفاع أسعارها مقارنة بالعام الماضى فتذكرة الاسكندرية تباع للدرجة الثانية مكيفة بمبلغ 30 جنيها وهي غير موجودة والمتوافر القطارات ال vip وسعر الدرجة الثانية 70 جنيها وهو فارق كبير جعل الكثير يتجهون للسيارات الأجرة، وقد ارتفعت أسعار التذاكر بنسبة 20%. ويشهد شباك حجز اسوان توافد الكثير من المواطنين لشراء التذاكر حيث أكد موظف الشباك ان الحجز فى نفس يوم السفر وهو ما أدى لاستياء الكثيرين من الواقفين لرغبتهم فى حجز التذاكر والسفر قبل العيد بيوم.