بقلم : محمد ثروت الثلاثاء , 06 سيبتمبر 2011 02:30 لم أكن أنوي أن أكتب مرة ثانية عن الدكتور محمد البرادعي المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، ولكن تعليقات أنصاره ومحبيه و"دراويشه" على مقالتي السابقة والتي اتهمتني بالجهل والفشل أخرجت من داخلي مارد التحدي الصحفي، وتلك المرة سيكون الرد بالأدلة ومن بينها ما سيكون على لسان البرادعي نفسه. قلت في المقال السابق إن البرادعي ليس بطلا في ملف الغزو الأمريكي للعراق، وأنه قدّم تقريرا أمام مجلس الأمن تلاعب فيه بالألفاظ ومنح كل طرف ما يريده سواء كان مؤيدا أو معارضا للحرب، وأن البرادعي لو كان عدوا وخصما لأمريكا ما كانت واشنطن تسمح له بتجديد ولايته للمرة الثالثة في الوكالة الدولية للطاقة الذرية عام 2005 أي بعد الغزو بعامين. لا أحد ينكر أن الولاياتالمتحدة عارضت التجديد للبرادعي، ولكنها تراجعت عن تلك المعارضة بعد اللقاء الذي جمع البرادعي بوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندوليزا رايس في يونيو 2005 في واشنطن، وبعد الاجتماع خرج المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية شون ماكورماك يقول: نتوقع أن ننضم الى الإجماع عند التصويت في مجلس المحافظين بالوكالة الدولية للطاقة الذرية على هذه المسألة، وهي تجديد ولاية البرادعي. ما حدث إذن أن واشنطن توافقت مع البرادعي على تجديد ولايته، وهو ما قالت عنه وكالة "رويترز" للأنباء إنه سيكون مقابل أشياء أخرى، هي حملة مناهضة التسلح النووي والملف النووي الإيراني، وأشارت إلى أن الخلافات بين البرادعي والولاياتالمتحدةالأمريكية ترجع إلى ما يراه المسئولون الأمريكيون على أنه "تراخي" من البرادعي في التعامل مع البرامج النووية العراقية والإيرانية. http://www.al-ayyam.com/article.aspx?did=21754&date=6/9/2005 على الجانب الآخر فإن الولاياتالمتحدة كانت في حاجة إلى 12 صوتا فقط من أجل عرقلة تجديد ولاية البرادعي، وهو أمر ليس عسيرا على واشنطن التي تقدّم ما يقرب من 25% من ميزانية الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كما أن نظام التصويت في الوكالة يقوم على توافق الآراء، وما لم يحدث هذا التوافق فإن التصويت يمكن أن يتم بالاقتراع السري، وفي تلك الحالة فإن دول الاتحاد الأوروبي ستنقسم على نفسها كما أن العديد من الدول الآسيوية والأفريقية ستقوم بالتصويت ضد البرادعي. http://www.newsarchiver.com/calendar/2005/html/ind_1945.htm أما المفاجأة، فكانت على لسان البرادعي نفسه في كلمته تحت عنوان "وثيقة نزع السلاح" التي ألقاها أمام الدورة الخمسين للمؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في 18 سبتمبر 2006، حيث قال بالحرف عن العراق http://www.acronym.org.uk/docs/0609/doc08.htm: لا يزال تفويض الوكالة الدولية للطاقة الذرية في العراق وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي 687 لعام 1991 ساري المفعول. أكد قرار مجلس الأمن رقم 1546 لعام 2004 نية المجلس في إعادة النظر في تفويض الوكالة بالعراق. آمل أن يراجع مجلس الأمن التفويض في أقرب فرصة ممكنة، بهدف تطبيع عمليات التفتيش في العراق، بمجرد أن يسمح الوضع الأمني في العراق للوكالة بتأكيد عدم وجود أي أنشطة نووية غير معلنة. يعني البرادعي قبل غزو العراق قال إن الوكالة تحتاج 3 شهور ل"التأكد" من عدم وجود أنشطة نووية في العراق، وبعد الاحتلال بأكثر من 3 سنوات يطالب مجلس الأمن بمراجعة تفويض الوكالة وتطبيع عمليات التفتيش في العراق لتأكيد عدم وجود أنشطة نووية غير معلنة!!!. نبتعد قليلا عن العراق وإيران، ونقترب قليلا، أيوه كمان شوية، ونرى ما قالته الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن مصر في يونيو 2009، عندما كان البرادعي لا يزال مديرا للوكالة، http://ara.reuters.com/article/topNews/idARACAE54514Q20090506?sp=true وفقا لوكالة رويترز للأنباء، فقد أفاد تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة بأن الوكالة تحقق في اكتشاف آثار يورانيوم عالي التخصيب بموقع مفاعل نووي للأبحاث في مصر. ويتابع التقرير بقوله "لم يحدد التقرير، وهو غير مخصص للنشر، ما اذا كانت تلك الآثار ليورانيوم من الدرجة التي تستخدم في صنع أسلحة أم ليورانيوم من الدرجة التي تستخدم كوقود لبعض المفاعلات النووية". تخيلوا إن البرادعي أحد أعضاء مجموعة الأزمات الدولية http://www.crisisgroup.org/en/about/board/Mohamed%20ElBaradei.aspx التابعة للملياردير الأمريكي ذو الأصول اليهودية جورج سوروس . تخيلوا إن الجمعية الوطنية للتغيير التي يتزعمها البرادعي كانت تتلقى دعوات لحضور لقاءات في واشنطن لمناقشة التغيير الديمقراطي في مصر في مرحلة ما قبل الثورة. تصدقوا فعلا إن البرادعي طلع عدو لأمريكا وإسرائيل وبطل قومي عربي وإحنا مش عارفين.