بدأت أيام عيد الأضحى المبارك، أيام معظمة اقسم الله عليها في كتابه الكريم ، بقولة " وليال عشر " ايام العمل الصالح فيها احب الي الله ممن سواها وتنتهي بوقفه عرفه والعيد الاكبر ،ولكل يومًا من هذه الأيام أحكامه وفرائض تخصه، نعرضها ونتطرق إليها. صيام العشر الاوئل من ذي الحجه "صيام التطوع" ذكر الله تعالى فضله في كتابه الكريم قائلًا "فمن تطوع خيراً فهو خير له"، "وافعلوا الخير لعلكم تفلحون" فكل إنسان يحتاج إلى فعل الخير والعمل الصالح تقرباً إلى الله وتعبداً له وزيادة في الأجر والثواب . وصيام التطوع من الأعمال التي تقرب إلى الله تعالى ، كما قال صلى الله عليه وسلم : "ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه"، فالصيام أفضل ما تطوع به لأنه لا يدخله الرياء، والرياء كما تعلمون محبط للأعمال مدخل للنيران والعياذ بالله . فكل بنى آدم خطاء والكل يذنب ويخطئ ، فشرع تطوع صوم النافلة للمسلم محاولة منه لمحو خطاياه أولاً بأول، لهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : " التطوع تكمل به الفرائض يوم القيامة " رواه أحمد وأبو داود وغيرهما ، فالمسلم يسعى لزيادة الأجر ولا يأتي ذلك إلا بفعل الواجبات والإكثار من المستحبات ، ومنها الصوم المستحب ، مثل صوم يوم عرفة . وصوم النافلة له مزايا عديدة من أعظمها أنه يباعد وجه صاحبه عن النار ، ويحجبه منها ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : " ما من عبد يصوم يوماً في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم عن وجهه النار سبعين خريفاً ". اليوم التاسع من ذي الحجة وقد أجمع العلماء على أن صومه يعد من أفضل ايام الصيام، وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ان فضل الصيام فيه أنه قال :" صيام يوم عرفه أحتسب على الله أنه يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده " فصومه رفعة في الدرجات، وتكثير للحسنات ، وتكفير للسيئات. ويعظم ثواب الأعمال والطاعات في يوم عرفة من صلاة وذكر وتكبير وتهليل وتلاوة وصلة وصدقة ودعاء، لأنه يوم فاضل يباهي الله عباده في مشهد عرفة ويعتقهم من النار كما جاء في صحيح مسلم قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيدا من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو يتجلى ثم يباهي بهم الملائكة فيقول ما أراد هؤلاء". كما ينبغي على المؤمن أن يغلق أبواب البدع ووسائلها على نفسه ويسلك الطريق الواضحة ليصون دينه وتسلم له السنة ويلقى ربه ثابت على هدي الرسول غير مبدل فى ذلك اليوم. ويستحب لغير الحاج صيامه لما فيه من الأجر العظيم وهو تكفير سنة قبله وسنة بعده . والمقصود بذلك التكفير ، تكفير الصغائر دون الكبائر ، وتكفير الصغائر مشروطاً بترك الكبائر ، قال الله تعالى : " إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم ". أما الحاج فلا يصوم عرفة فعليه أن يتفرغ للعبادة والدعاء، لحديث عائشة رضي الله عنها قال: " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة بعرفات" فعندما شك الناس في صوم النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة جاءه قدح لبن فشربه حتى يرى الناس أنه لم يصم ، وقال بعض العلماء أن صيام يوم عرفة للحاج محرم ، لأن النهي في الحدث السابق للتحريم .