انتهي الدرس يا... هذا الشعار كان سيد الموقف للتليفزيون المصري في رمضان من قبل مجموعة الفضائيات الجديدة.. فشل ذريع للتليفزيون الرسمي في البرامج والمسلسلات والإعلانات مقابل نجاح لهذه القنوات في الشكل والمضمون والصوت والصورة، انشغل العاملون في ماسبيرو بمعارك وهمية علي الفلوس والمناصب وتفرغوا للإضرابات والتظاهرات وانشغل معهم قيادات ماسبيرو أيضا وتركوا الشاشة باهتة وتوقفت قدرة التليفزيون المصري علي المنافسة في شهر رمضان أمام هذه الفضائيات لأنه لم يمتلك مقومات المنافسة، ففي المسلسلات ذهبت أعمال النجوم مثل مسلسلات «شارع عبدالعزيز» لعمرو سعد و«خاتم سليمان» لخالد الصاوي و«كيد النسا» لفيفي عبده وسمية الخشاب و«وادي الملوك» لصابرين وسمية حتي مسلسل «الشوارع الخلفية» كاد ينسحب من شاشة التليفزيون المصري ولم يمكث علي شاشته سوي مسلسل «الريان» ومسلسلات إنتاج صوت القاهرة وهي إنتاج متوسط، ولم تقو علي المنافسة بدليل أن «الريان» في كل القنوات نجح في جلب إعلانات بالملايين بينما كان يعرض بدون إعلان واحد في التليفزيون المصري وبينما كانت شاشات الفضائيات الجديدة مثل: «النهار - التحرير - cbc» مع دريم والمحور وبانوراما تزخر بالمسلسلات والإعلانات كان التليفزيون المصري في عزلة عن الجمهور ويقف في نهاية الصف لأول مرة منذ سنوات طويلة هرب منه المنتجون بمسلسلاتهم الي ملايين الفضائيات بعد أن حصدوا ملايينه من قبل. وعلي مستوي البرامج كان التليفزيون المصري سلة للبرامج «الواقعة» والمهداة بطريق «الصدفة» ولم تجن أي إعلان يذكر ولم تظهر برامج للنجوم أمثال برامج الفضائيات الأخري. بينما علي مستوي الإعلانات فكانت الفضيحة أكبر.. مليون جنيه هي حصيلة التليفزيون المصري في رمضان وقبله وذهبت الكعكة للقنوات الأخري بعد أن كان التليفزيون المصري هو سيد الموقف حتي العام الماضي والسؤال الآن: هل وصلت الرسالة للتليفزيون؟ هل استوعب أن الدرس انتهي وهل علم الجميع حجم المأساة التي عاشها تليفزيون الدولة الذي يستطيع أن ينافس بل يكتسح جميع هذه الفضائيات لو تفرغ أبناؤه للعمل والابتكار. وهنا نطرح السؤال: كيف نساعد في إحيائه واستعادة بريقه ونجعله مصدر دخل ل40 ألف عامل الذين يكتظون داخل المبني ومعظمهم بدون عمل وهل يشكل وزير الإعلام لجنة لتقصي أسباب وحقائق تخلف التليفزيون المصري عن المنافسة في رمضان وسحب البساط منه في كل شيء.. وأول قرار صائب فعله الوزير هو عودة الإعلانات لوكالة صوت القاهرة ويجب دعم الوكالة حتي تستطيع أن تنافس وأن يعيد هيكلة قطاع الإنتاج ودعم دوره لتفعيله في الإنتاج ومراجعة دور مدينة الإنتاج الإعلامي التي تراجع حجم انتاجها الدرامي بشكل كبير وأن يعود دور صوت القاهرة وقطاع الإنتاج والمدينة للإنتاج المشترك في خمسة أعمال لكبار النجوم علي الأقل حتي يمكن منافسة القطاع الخاص بهم وتفعيل دور اللجنة التي تختار المسلسلات للإنتاج لاختيار أعمال ضخمة وقوية شكلا ومضمونا. ولأنه من غير اللائق أن يتراجع التليفزيون المصري بهذا الشكل وهو يمتلك أكبر شاشات عرض وأكبر خبرات في الإنتاج البرامجي والدرامي.