بقلم : خالد عبدالعال أحمد الأثنين , 05 سيبتمبر 2011 10:41 كانت مهنة المحاماة ولاتزال القلعة الحصينة لحماية أصحاب الحقوق الضائعة المغتصبة، تلك الحقوق التي بدأت مع خلق الإنسان واستمرت معه ولاتزال لصيقة بشخصه في كل زمان ومكان. ولا مراء فيما تتمتع به مهنة المحاماة من شرف يرتبط في المقام الأول بطبيعة هذه المهنة النبيلة، وهدفها الجليل من حيث إعادة الحقوق إلي أصحابها. وتتجلي عظمة مهنة المحاماة في نبل أهدافها وواجبات المحامي إزاء موكليه من حيث الأمانة والاحتفاظ بسر المهنة، وأمام القضاء من حيث الأمانة والاحترام والتوقير المتبادل.. أما عن الأمانة، فهي كلمة تجمع في معناها ومبناها واجبات المحامي كلها.. إنها لا تعني الأمانة المالية وحدها، ولكن تتجاوزها إلي النزاهة وحسن المقصد. وفي ذلك يقول الأستاذ دي كريسنيير نقيب محامي بروكسل الأسبق: «إن المحامي الذي تقوم وظيفته علي خدمة العدالة لا يستطيع أن يعمل علي تضليلها، فمن الواجب ألا يشير علي موكله بعمل يشوبه الغش ولا أن يؤكد له شيئاً أو ينفيه وهو غير عالم بصحته، وفي المرافعة يجب ألا يشير إلي آراء مشوهة نقلاً عن بعض المراجع بما يفهم منه عكس ما يرمي إليه ولا أن يحجز تحت يده مستنداً لا يحق له حجزه». إن المحاماة فرع من فروع الفضيلة، ولازمة من لزوميات العدالة، هي مهنة تسمو إلي أعلي درجات الرفعة، فهي تستطيع أن تجعل من الإنسان رجلاً نبيلاً دون نظر إلي مولد ثرياً دون مال، رفيعاً دون ألقاب، إذا صان العهد وميثاق الشرف. المحامي بالنقض