خارج المقصورة

حسنة الأخ «العقيد»

حسنة الأخ «العقيد»
بقلم : صلاح الدين عبد الله
الأثنين , 05 سيبتمبر 2011 09:58
استوقفني مشهد فك الأرصدة الليبية المجمدة بالخارج والتي تقدر بحوالي 160 مليار دولار ومدي حرص الدول للافراج عنها بقيادة امريكا وبريطانيا وفرنسا وغيرها من الدول التي حصلت علي الضوء الاخضر من لجنة الامم المتحدة المعنية برفع التجميد عن ليبيا.
كل هذه الامور قد تكون عادية لدي البعض لكن «القذافي» الذي حول الجماهيرية إلي حمامات دم ترك في سجله من وجهة نظري «حسنة» رغم الهمجية التي تعامل بها مع شعبه.. حسنة «العقيد» هي ان الارصدة والايرادات النفطية بالخارج تم تسجيلها بحساب الدولة ولم توضع باسم «القذافي» نفسه، رغم انها تقترب من التريليون جنيه مصري.. وكأن الرجل قادرا ان يسجله ضمن ارقام حساباته الشخصية ولا أحد كان يجرؤ علي محاسبته، لكن الرجل لم يكن طماعا مثل النظام المصري السابق.
قلت لنفسي سبحان الله لماذا لم يفعل مبارك واولاده وحاشيته الذين هربوا بأموال البلد إلي الخارج بعدما «حلبوا» الشعب وسجلوا أموال هذا البلد وايرادته ضمن حساباتهم الخارجية، رغم عدم احقيتهم فيها..
أليس كان يسيرا علينا لو كانت الارصدة بحسابات الدولة اعادتها دون الدخول في حسبة برما وتهون علينا من المطالب المعقدة للمؤسسات الدولية بأدلة وبراهين تؤكد احقية الدولة في أموال نظام مبارك التي نهبها وقام بتهريبها إلي الخارج.. لكن ماذا نفعل أمام سياسية 30 عاما من الطمع والجشع..
160 مليار دولار هي الارصدة الليبية بالخارج قادرة علي اعادة بناء دولتين في حجم ليبيا وليس دولة واحدة.. نعم قد اذكر للاخ العقيد هذه الحسنة بأنه لم يسجل ارصدة بلاده تحت حسابه الشخصي وانما تركها باسم شعبه..
سألت نفسي عن سر قيام الثورة الليبية رغم تمتع شعبها برفاهية شديدة ولمست ذلك من اقاربي المصريين الذين يحملون هوية «ص ش» او الصحراء الشرقية ويتمتعون بكافة حقوق الشعب الليبي في المناصب والرواتب والمعاشات الكبيرة.. قلت لنفسي ربما تكون الرغبة في الحرية والكرامة هي السبب في ثورة ليبية وربما ايضا رغبة العائلات والقبائل الليبية الاخري بالاحساس ان قبيلة القذافي ليست افضل منها حتي تستمر في تولي الحكم.. اذن قد يكون الامر شخصيا ليس اكثر بين القبائل.
lasalah2005@hotmail.com