بقلم: دكتور محمود أحمد إبراهيم الأثنين , 05 سيبتمبر 2011 09:45 إنها مرحلة الانتقال إلي الممارسة العملية للديمقراطية الحقيقية مرحلة الإصلاح التي يتطلب الأمر فيها الأخذ بعين الاعتبار لجميع الآراء ولجميع الأطراف من فئات المجتمع المصري دون حجر علي فكر أو رأي وهنا تبرز الحاجة إلي نشر ثقافة الحوار وأدب الحوار حتي تكون أي قرارات للإصلاح في أي مجال معبرة عن رأي الأغلبية المعتدلة التي يهمها في الدرجة الأولي مصلحة البلاد لا المصالح الشخصية، فلثقافة الحوار أسس ومبادئ يجب اتباعها والسير علي نهجها حتي تصل بنا السفينة إلي بر الأمان الذي ننشده لأبنائنا ووطننا، وقد قال صلي الله عليه وسلم «ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا». فالشباب شعلة من نار يجب توجيهه إلي ما ينتفع به لا إلي ما يضره ويضر مجتمعه، فلدي شبابنا من الطاقات والإمكانات والإرادة والقدرة علي التحمل والتحدي ما أذهل العالم حينما نجحت ثورته المباركة. ولكن طلعت علينا بعض الفئات من الشباب وفي ظل هذا الحماس الثوري مطالبين بالتغيير الفوري لبعض القيادات ولبعض رؤوس القيادات في بعض المؤسسات المختلفة سواء كانت إنتاجية أو خدمية أو جامعية، وقد يكونوا محقين في مطالبهم بالتغيير إلا أن الإصرار علي الآن والاعتصام حتي يتم التغيير الفوري في التو واللحظة فهذا لا يتفق مع النظم الإدارية التي تحافظ علي دولاب العمل واستمراريته لدفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، كما لا يتفق مع الاستقرار الأمني الذي ننشده للمواطن وللشارع المصري، فيجب علي شبابنا الواعد أن يتنبه إلي أننا الآن في مرحلة انتقالية حاسمة لنا جميعاً تتطلب بعضاً من الوقت لكي يتحقق التغيير المنشود، وتلبي كل هذه المطالب من تغيير في القيادات ورفع للأجور وتعيين في الوظائف المختلفة، فكل هذه المطالب حصيلة سنوات عجاف مضت طال ظلامها. أما وقد انبلج الفجر ولاح نور الصباح بنجاح ثورة شباب 25 يناير فعلينا جميعاً أن نتحلي بالصبر وحسن الخلق والتمسك بالسلوكيات الحميدة التي تربي عليها مجتمعنا المصري الأصيل فليس من شيمنا أن يتطاول الطالب علي أستاذه، أو الموظف علي رئيسه، وينسي أدب الحوار مع الكبير ويستبدل الألفاظ المحترمة التي تربينا عليها من حضرتك وسيادتك إلي أنت وبعض الإيماءات والتلويح بالأيدي والتي تعبر جميعها عن عدم الاحترام للكبير تحت مسمي الثورة، وقد يتزايد بعضهم فيقول لمحاوره «انت مش فاهم» إلي غير ذلك من الألفاظ التي بدت علي الساحة بعد الثورة. فالثورة للبناء في جميع مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، والثورة بعد نجاحها تعني دفع عجلة التنمية المتواصلة وصولاً للرخاء المنشود لنا وللأجيال القادمة. فقد كان العصر البائد سلطوياً متسلطاً مصادراً علي معظم الحريات والآراء ولم يرع لشبابنا إلا ولاذمة فكان المستقبل أمامهم مظلماً والأمل مقطوعاً فلا وظيفة ولا شقة ولا عروسة ولا ولا ولا. إلخ، ولكن هذا ليس مبرراً للانفلات الأخلاقي والسلوكي والأمني. لذا فإنني أخشي علي بعض من شبابنا من سلوكيات جديدة تحت مسمي الثورة فتكون ثورة علي قيمنا ومبادئنا وثقافتنا واحترامنا للكبير. فالتغيير للأفضل قادم إن شاء الله ولكن يتطلب منا الصبر والمثابرة لتخطي الصعاب والتحديات فليس هناك مدير لمؤسسة أو عميد لكلية تفصيل موجود فيتم صرفه من المخزن ليحل مكان السابق ولكن حتي يتم تغيير القيادات لابد من فترة زمنية محددة يتم خلالها الإحلال حتي لا تتأثر عجلة التنمية ولا يتوقف دولاب العمل. *أمين عام مساعد فرع بنات الأزهر