تعيش 6000 أسرة في منطقة القطامية بجوار «الجولف» مأساة حقيقية منذ سنوات وبالتحديد عقب ثورة 25 يناير بعد أن جاءت هذه الأسر من المناطق الشعبية في شبرا والبساتين واستقر بهم الحال في هذه المساكن لعدم وجود أى مأوى لهم في هذه المساكن التي هي ملك للدولة ولم يتم حتي الآن توفيق أوضاعهم فيها ويعيشون تحت التهديد من المسئولين في الحي وإخلاء تلك المساكن التابعة لهيئة المجتمعات العمرانية ووزارة الإسكان، ومنذ زيارة المسئولين للمنطقة والحديث لم ينقطع عن ترك المكان وتشريدهم هم وأبنائهم. مجرد أن وطأت أقدامنا المنطقة وتجولنا فيها ساعتين لاحظنا انعدام المرافق وخلوها من الأمن، كما أن مياه الصرف الصحي تغرق شوارعها وعشرات الأسر الفقيرة التي توفر قوت يومها بالكاد يجلسون أمام المساكن ينتظرون قدوم أي مسئول يعرفون منه المصير الذي ينتظرهم وأبناءهم بعد أن ضاقت بهم الظروف وتقطعت بهم السبل ويرون أن الموت عندهم أهون من النوم في الشارع وحرمانهم من حقهم في الحصول على مسكن مثلهم مثل الأغنياء. عبدالمطلب صابر، أحد سكان القطامية يقول: نسكن في هذه المنطقة منذ خمس سنوات وجئنا من البساتين والسيدة عائشة، مشيراً إلى أن هذه المساكن تم إشغالها بأمر من مأمور القسم عقب 28 يناير 2011 ولم تكن بها أي خدمات من مياه أو كهرباء، وقمنا خلال الأيام الماضية بتوصيل المرافق على نفقتنا الخاصة، علماً بأن هذه المساكن تابعة لهيئة المجتمعات العمرانية وهي معروفة بمساكن الزلزال، وتم بناؤها في التسعينات وتقدمنا بعدة طلبات للمحافظ للحصول على شقق ونحن مستعدون لدفع ثمن الشقق التي نعيش فيها بالتقسيط بدلاً من التشرد نحن وأولادنا. عايزين حقنا من الدولة بتوفير مسكن مناسب لنا بدلاً من تهديدنا بالإخلاء». ويلتقط طرف الحديث عم سيد أبو سالمة -فى الخمسينات من عمره- ويقول: منذ عام تلقينا خبر الإخلاء من الحي ولدينا أولاد فأين نذهب بهم وهذه المساكن كانت خرابة، فمياه الصرف الصحي تضرب المكان وقمنا بتوصيل مياه الشرب ومرافق الكهرباء وبيهددونا بالطرد كل يوم والتاني وبيقولوا علينا بلطجية وبتوع سلاح ومخدرات عاوزين يشردونا ويرمونا في الشوارع وكل ما نرجوه تقنين أوضاعنا. ويضيف: رفعنا قضية وعملنا 400 توكيل وعلي استعداد ندفع ثمن هذه الشقق وهذه المساكن، مؤكدين أن جمال مبارك كان هيستغلها ويعملها اسطبل خيل قبل الثورة وأن قسم القطامية يهددهم بالطرد والقبض عليهم وحبسهم في حالة رفض الخروج منها. ويواصل: عندي أولاد في الثانوية العامة وكنت عايش في شقة إيجارها 750 جنيهاً قبل الثورة، ولكن مش قادر أعيش في شقة إيجار أدفع فيها هذا المبلغ. محمد عبدالعزيز -على المعاش- يعيش مع أسرته البسيطة يقول: بنسمع كل يوم أن الحكومة هتمشينا مش عارفين نعيش بيقولوا إنهم هيقعدونا في المدارس وقدمنا علي شقق منذ سنوات ولم نتلق أي رد من المسئولين، وهناك قرار إزالة للمساكن مع أنها صالحة للسكن وتم أخذ عينات من المباني وتبين أنه لا توجد بها أى مشكلة. مصطفى، شاب في العشرينات من العمر، متزوج ولديه طفل يقول: أعمل في القطاع الخاص وأحصل على مرتب ضعيف لا يكفي احتياجات الأسرة ومش عارفين ندخل أولادنا مدارس منذ عام وضاعت السنة عليهم من غير دراسة لأنه لا يوجد لنا أي عنوان في المنطقة، وفي ناس ساكنة ومعدومة الدخل ولا تملك قوت يومها هتروح فين هنروح فين هنترمي في الشارع ولا نموت؟! والتقينا أماً لخمسة أبناء تعيش مع زوجها الذي يعمل حداداً وتقول: الظروف صعبة والأسعار نار ومش سيبينا في حالنا، عاوزين يمشونا علماً بأن زوجي بيشتغل يوم وعشرة بدون شغل، الحكومة بتضحك علينا قالت لنا هتستلموا شقق ووعدونا من سنوات والمنطقة لا توجد بها أي مرافق والشائعات التي تلاحقنا أننا بلطجية وبيهددونا بقطع المياه وليس لدينا أي سكن بديل نعيش فيه. وتضيف قائلة: حرام عليهم الغلابة هيعيشوا فين مش كفاية الغلب اللي إحنا فيه وإحنا مش هنسيب شققنا حتي لو متنا ولو حاولوا يخرجونا منها بالقوة هنموت أفضل من أن نعيش في الشوارع مثل الكلاب والحيوانات، ارحمونا حسبنا الله ونعم الوكيل، الأغنياء لهم الجولف والفقراء ينتظرهم الشارع. انتقلنا إلي منطقة أخرى تعيش نفس المأساة والكارثة وهي منطقة الإباجية بجوار منطقة السيدة عائشة أسر بأكملها تعيش تحت الأنقاض لا مسكن لها ولا مأوى، الموت ينتظرها في كل لحظة الساعات تمر والسكان ينطقون الشهادة بعد أن ضاقت بهم الأحوال وأصابهم الإحباط واليأس من وعود المسئولين في محافظة القاهرة بمنحهم شققاً وتنكيس مساكنهم التي علي وشك الانهيار. صفوت عفيفي، أحد السكان، يقول: منذ عام ونصف العام والمنزل آيل للسقوط في أي لحظة وننام وأولادنا في المسجد وليس لدينا أي مكان آخر وأنا مسئول عن أسرة مكونة من 4 أفراد وصدر قرار إزالة للمنزل، بالإضافة إلى 4 منازل مجاورة لنا والمسئولون في الحي قالوا ناموا في الجامع أولادنا في خطر والموت في انتظارهم. محمد أبوالسعود -في الستينات من العمر- يقول: ورثت المنزل عن والدى وأعيش فيه منذ ستين عاماً وأنا علي المعاش ودخلي يكفي أسرتى بالكاد ولا أستطيع أن أسكن في شقة إيجار، الحي قال إننا هنستلم شقق منذ شهرين ولم نحصل علي أي شيء سوى الوعود والمسكنات والديون تحاصرنا مش قادر أدفع حسابي للبقال والأسعار مرتفعة. وأمام أحد المنازل الآيلة للسقوط يجلس سيد عبدالرازق، شاب يعيش بمفرده، ليس لديه أسرة أو سند في الحياة بعد وفاة الأب والأم، فهو مريض لا يستطيع الحركة أو العمل ويعطف عليه المارة ويشكو من مصيره حال خروجه من المنزل وتركه، ويتساءل أين المسئولون من الخوف الذي نعيش فيه كل لحظة؟. ويطالب المهندس حسين منصور، نائب رئيس حزب الوفد، الدولة بتوفير مساكن للفقراء أو المعدمين، مشيراً إلي أن المساكن القديمة أصبحت متهالكة في منطقة الأباجية، مما يحتاج إلى تدخل واسع وعملية إحلال وتجديد للمباني القديمة، مؤكداً أن منطقة الأباجية هي منطقة يعرفها السياح والقاطنون خارج مصر، أما المصريون فلا يعرفونها، لافتاً إلى أنها تضم أضرحة ابن الفارض وبن عطاء الله السكندرى والعديد من أولياء الله الصالحين وكلها أضرحة أثرية ومزارات يتوافد عليها الأجانب من كل مكان. ويضيف «منصور»: أما مساكن القطامية فهذه المساكن الحائرة التي أخذها أبناء الشعب في أعقاب ثورة يناير 2011 فيبدو أن هناك بعض أصحاب المصالح ورأس المال يريدون أن ينقضوا عليها ولا يتركوها لأبناء الشعب، لذا نناشد الدولة ومحافظة القاهرة التدخل لحماية حقوق ساكنى مساكن القطامية وحمايتهم من تغول الفاسدين الذين يريدون أخذ كل شيء في بلادنا. كلام صور: 1- حسين منصور نائب رئيس حزب الوفد 2- سيد أبو سالمة 3- عبدالمطلب صابر 4- صفوت عفيفي 5- محمد أبوالسعود 6- مساكن القطامية في خطر 7- أهالي الأباحية ينتظرون رد المسئولين 8- مساكن الأباحية آيلة للسقوط