في أول رد فعل عملي علي المشاكل التي أثيرت أثناء عرض مسلسل «الشحرورة» تم تحديد جلسة مستعجلة أمام الدائرة الثانية لمحكمة القاهرة الاقتصادية في الرابع من أكتوبر القادم وذلك للنظر في الدعوي المرفوعة من عائلة عازف الكمان الشهير أنور منسي الزوج الثاني لصباح ووالد ابنتها هويدا، ضد صناع مسلسل «الشحرورة» لتعمدهم الإساءة لصورة أنور منسي وإظهاره بشكل ينافي الحقيقة علي حد تعبيرهم. الدعوي التي أقامها الدكتور أنور عبدالوهاب منسي الأستاذ بمعهد الكونسرفتوار وابن شقيق عازف الكمان الشهير بالاشتراك مع اخوته وأبناء عمه، اختصمت كلا من المؤلف فداء الشندويلي والمخرج أحمد شفيق والشركة المنتجة ووزير الثقافة بصفته ورئيس الرقابة بصفته وطالبت بوقف عرض المسلسل وسحب ترخيصه. قال الدكتور أنور عبدالوهاب منسي: هالني أنا والأسرة ما شاهدناه في مسلسل «الشحرورة» من إساءة بالغة لصورة الفنان الكبير أنور منسي ومحاولة تصويره علي أنه رجل قمار ولص ومزور ونصاب وسيئ السمعة بين زملائه الفنانين وأنه رجل همجي دائم الاعتداء علي زوجته كما صوروا بالزور صورة سيئة وشائنة للسيدة الفاضلة والدة المرحوم أنور منسي حيث أظهروها امرأة متسلطة عنيفة السلوك خاطفة للطفلة هويدا ابنة المرحوم وصباح، وهو أمر يتنافي تماما مع الحقيقة حيث كان هذا الفنان العظيم محبوبا جدا نظرا لأخلاقه الكريمة وموهبته العظيمة واحترامه للجميع الصغير قبل الكبير. ويضيف د. أنور: لاحظنا تعمدا واضحا من صناع العمل الإساءة لكل من رموز العمل الفني خاصة المصريين منهم في مقابل تصوير صباح علي أنها «ملاك» عانت كثيرا من كل من حولها وفي هذا الإطار صوروا أنور منسي بهذا الشكل دون مراعاة لحرمة الميت ولا للإساءة لعائلته، وذويه واحتقارهم بين معارفهم وجيرانهم بعد أن كانوا يتباهون بأن أنور منسي هو أحد أفراد عائلتهم يفخرون بهن ويعتبرونه مثلا أعلي يحتذي به. ويكمل د. أنور حديثه قائلا: لم يكلف المؤلف فداء الشندويلي نفسه عناء البحث عن الحقيقة بدقة والرجوع لأكثر من مصدر موثق للتحقق من طبيعة الأحداث والشخصيات ولو كان فعلها لكان اكتشف أن الموسيقار الراحل أنور منسي الذي لقب ب«ملك الكمان» كان من الفنانين العظماء الذين أثروا الحياة الفنية بأعمالهم حتي ان الموسيقار أحمد فؤاد حسن اشتري كأسا باسم أنور منسي يهديه كل عام أحسن عازف من الجيل الجديد كما جمع مقطوعاته الموسيقية علي اسطوانة أسماها «حياتي». كما تقام بمعهد الموسيقي كل عام احتفالية سنوية في ذكري رحيله بالإضافة الي أنه كان يتمتع بسمعة جيدة وسط زملائه الفنانين حتي ان الراحل عبدالحليم حافظ أصابه الاغناء من صدمة رحيل أنور منسي وكانت له جنازة مهيبة لم يتغيب عنها أي من عمالقة الفن في هذا العصر والذين نعوه في الصحف والمجلات ومنهم محمد عبدالوهاب وفريد شوقي وهدي سلطان وأنور وجدي ومحمد فوزي ومديحة يسري ومنير مراد علي عكس ما ظهر في المسلسل حيث لم يظهر أي من الفنانين في عزائه! وبسؤال المؤلف فداء الشندويلي عن حقيقة ما حدث قال: كل ما قيل في هذا الشأن مغلوط فأنا لم أنكر القيمة الفنية لأنور منسي كأحسن عازف كمان في مصر والوطني العربي وأظهرت أن صباح أحبته من خلال موسيقاه ومشاعره الرقيقة حتي انها في ليلة الدخلة أعطته «كمان» وطلبت منه عزف أول مقطوعة سمعتها منه من فرط عشقها لفنه ولم أنتقص من قدره كفنان لأن هذا أمر لا جدال ولا نقاش حوله أما بالنسبة لطبيعة الحياة الشخصية بينه وبينها فقد اعتمدت علي مذكرات صباح التي سجلتها لقناة المستقبل اللبنانية في 16 حلقة أذيعت عام 1997 شملت حياتها كلها وذكرت فيها أن أنور منسي كان لاعب قمار وأن هذا هو ما أفسد حياتهما معا وذكرت أنه كان يضربها وأنه قام بتزوير شيك لرفضها إعطاءه مالا لسداد ديونه من القمار. ويستأنف فداء قائلا: معظم وقائع الحياة الشخصية لصباح وأنور منسي كاناهما فقط شهودها وبما أنه توفي فلا يمكن الرجوع لأي مصدر آخر سوي صباح وهي التي تتحمل مسئوليته.