سادت حالة من الغضب والثورة بين أهالي قري ومراكز دائرة منية النصر «الجمالية وميت سلسيل والكردي» بسبب أزمات انقطاع مياه الشرب والتي أصبحت صداعاً في رأس الأسر البسيطة لما تسببه من معاناة يومية بحثاً عن قطرة المياه والتي غابت عن صنبور المياه وجف الرمق منذ بداية موسم الصيف، لتظل كلمات المسئولين بهيئة مياه الشرب والصرف الصحي بالدقهلية ومحطات ضخ المياه (هنجيب منين مياه.. هنحل المشكلة.. روحوا لمدير المحطة» وكله مسكنات... كلمات بدأ بها المهندس إبراهيم عماشة النائب الوفدي ومرشح الوفد بدائرة منية النصر والذي نقلت إليه أهالي الدائرة آلام ومعاناة أسرهم بسبب انعدام المياه والتي لا يمكن لأي منزل أن يستغني عنها مطلقاً. قائلاً: تعايشي مع الواقع وبين أهالي دائرتي يسمح لي منذ زمن طويل دراسة المشكلة من جذورها، فعلي الرغم من وجود محطة مياه للشرب «بمركز الجمالية» والتي تصل سعتها 1200 لتر/ثانية، حيث أنشئت عام 1994، وتعمل بأكثر من السعة وذلك بتشغيل الاحتياطي للمحطة، إلا أنها لا تفي احتياجات المنطقة والتي تتغذي منها بدءاً من مدينة المطرية شمالاً إلي الوحدة المحلية بمركز منية النصر والوحدة المحلية بمنشية عبدالرحمن بمركز دكرنس والوحدة المحلية بالربيعة مركز دكرنس مروراً بمركز المنزلة كاملاً، ومركز الجمالية وميت سلسيل. مضيفاً أنه بالرغم من إضافة تشغيل محطة مياه الشرب بالمنزلة بسعة 600 لتر/ثانية، إلا أن المشكلة لم يتم حسمها وتعاني هذه المناطق من فقر شديد في مياه الشرب وحسماً لهذه المشاكل المعلومة لدي الجهاز التنفيذي بدأ في تنفيذ محطة مياه الشرب بمنية النصر منذ خمس سنوات إلا أن قصور الاعتمادات جعل العمل بها في حالة بطء شديدة لتصل نسبة التنفيذ حتى الآن بما لا يزيد على 40% والمفترض أن تكون سعتها بكامل طاقتها 1200 لتر/ثانية، إضافة إلي سرعة الانتهاء من تنفيذ توسعات محطة مياه ميت فارس بدأت منذ خمس سنوات أيضاً وهناك فيها من المعوقات الفنية وعدم سلامة التنفيذ وعدم مطابقة الشروط والمواصفات وعدم تسلمها حتى الآن لمخالفة الشروط الفنية والمواصفات. وأصبح من المطلوب أن تحل تلك المشكلتان في أسرع ما يمكن حتى يتم القضاء عليهما تماماً من جذورهما، خاصة أن المشكلة أصبحت في غاية الصعوبة، وظهورها هذا العام بشكل فج يثير غضب الأهالي وتسبب في العديد من الوقفات وقطع الطرق. من الاعتراضات التي خرجت نتيجة ما يراه المواطن هذا العام بسبب قلة حيلة المسئول في التعامل مع الأزمة وحل المشكلة بشكل متواز بتنفيذ خطة توزيع المياه بالمناوبات من جهة، والانتهاء من التجديدات واستكمال إنشاء باقي المحطات التي توقف فيها العمل لأسباب تعلمها هيئة مياه الشرب. يقول محمد سعد الغالي مدرس من أهالي قرية الشعيرة انعدام وصول المياه تماماً منذ شهر ونصف ليصبح أهالي القرية في رحلة بحث يومية عن مياه للشرب في القرى المجاورة حيث يتم استقدامها من مدينة ميت سلسيل والتي تبعد 7 كيلو عن القرية ويتم نقلها بالموتوسيكلات والتريسكلات والتكاتك وتكلفة نقل الجراكن الذي يتكلف حوالي جنيه، وينطبق هذا علي عزبة اللطيفة والخمسمائة والحاجة رتيبة وصلاح بيومي وهي قري تعاني من نفس المشكلة وخاصة مع توقيت الموجه الحارة. ويضيف محمد محمد أبو السعود تاجر من أهالي عزبة عوض بك والفتح وعزب يقول: المشكلة بدأت منذ شهرين بانعدام تام لمياه الشرب ولأول مرة منذ سنوات عديدة حيث كان الانقطاع لا يزيد على عدد ساعات يومية محددة نستطيع من خلالها أن نقوم بتخزين ما نحتاجه من هذه المياه. ويؤكد إبراهيم الغالي، مدرس من أهالي قري البكري ومنشية السلام والوشايحة والترعة الجديدة والاتحاد بمركز دكرنس، ذهبوا إلي مسئولي محطات المياه بدءاً من أصغر مسئول إلى مدير الهيئة في محاولة للتعرف علي موعد عودة المياه ولكن لا مجيب، والرد دائماً «نجيب ميه منين؟». ويقول محمد أحمد فودة «مزارع» من قري ليسا الجمالية: إن ثورة الغضب والهياج الشديد والتي تسود تلك القرى منذ أكثر من شهر ونصف وتزايدت مع محادثة أحد مواطني الدائرة عبر إحدى القنوات الفضائية يشكو من انعدام المياه، وخروج المحافظ منفعلاً لنري صورة من صور عدم قدرة أكبر مسئول عن التعامل مع الأزمة ليدب بداخلنا اليأس في إيجاد الحل لتلك الأزمة التي لا يمكن لأي مسئول أن يتحملها. مشيراً إلي أن قرية النظارة وامتدادها حتى قري المأمورية والمهاجرين والكبريتية والخضري، والوحدة المحلية بالرياض ومركز منية النصر والكثير من التوابع التي يصعب حصرها والتي تعاني من انعدام مياه الشرب بها، لتمتد إلي أزمة عدم توافر جراكن للبيع والتي يستخدمونها في نقل مياه الشرب من الأماكن التي تصل مسافاتها من 4 إلي 15 كيلو، كما أنه لا يمكن استخدام مياه الترع نظراً لتلوثها الشديد ليصبح «الهم همين» مياه الشرب والأمراض. ويختتم نجاح إبراهيم من أهالي قرية برمبال القديمة أن ضخ المياه للقرية منذ 28 يونيو الماضي لتبدأ بوصولها في ساعات متأخرة من الليل ولمدة ساعة يتم من خلالها ملء الخزانات، أما مياه الشرب فقد كنا نؤجر تريسيكل ونذهب للمدينة لنملأ الجراكن لاستعمالها في الشرب والأغراض الأخرى الخاصة بالطعام، ورغم شكوانا إلا أن الحال انتهي بتصعيد الأزمة في انقطاع المياه تماماً وأصبح حل وصول سيارات «الرش» لنقل المياه والتي تصلنا كل أسبوعين لا تكفي منازل قليلة في المنطقة التي نعيش فيها ولكم أن تتخيلوا العراك معا من أجل الحصول علي جركن مياه، ليتم استغلال الأزمة من المستغلين لديهم سيارة كبيرة مملوءة بالمياه يمرون بها علينا، ويبيعون لتر المياه بخمسين جنيها، ومن يرغب في ملء خزانه يدفع 50 جنيهاً ويقوم صاحب السيارة بتشغيل موتور كبير معه ويرفع الكمية المطلوبة للخزان، والغريب أن محصل المياه جاء ليطالبنا بفاتورة الاستهلاك للمياه غير الموجودة. فيما يؤكد عماشة أن الحل العاجل للمشكلة في سرعة الانتهاء من محطة منية النصر وكذا سرعة تشغيل توسعات محطة ميت فارس، مع تنفيذ المناوبات في توزيع المياه توزيعاً عادلاً بين جميع المناطق بقري ومراكز الدائرة، الأمر الذي يحتاج تنفيذ مناوبات ليلية لصالح المناطق المحرومة من المناطق المتوفرة فيها المياه بشكل مستمر.