الريان «1» بقلم :وجدى زين الدين الجمعة , 02 سيبتمبر 2011 02:29 مسلسل الريان الذى تم عرضه فى رمضان، خطف أنظار المصريين طوال الشهر الفضيل، الأجيال الجديدة قبل الكبار كانوا حريصين على متابعة هذه الدراما التليفزيونية التى تعد ترجمة لحياة أحمد الريان رجل الأعمال المصرى الذى أزعج أوروبا وأمريكا، وقضت عليه وعلى شركاته الحكومة المصرية فى نهاية الثمانينيات وأودعته السجن ليقضى اثنين وعشرين عاماً خلف القضبان.. عرفت أحمد الريان عن قرب داخل سجن الاستئناف عام 1998، وتحديداً فى شهر ديسمبر من ذلك العام.. كان رجلاً جاداً وصارماً يقضى أيامه الطويلة فى السجن داخل زنزانة انفرادية ويرفض أن يمكث معه أحد، كنت التقيه فى فسحة التريض أو فى أثناء الصلاة خاصة يوم «الجمعة». وقبل ذلك عرفت «الريان» من خلال عملى بجريدة «الوفد« منذ منتصف الثمانينيات عن طريق المرحوم الأستاذ محمد رشاد نبيه المحامى، الذى كان يرأس مجلس إدارة جريدة «وفد الفيوم» وكنت مديراً لتحرير الجريدة ثم رئيساً لتحريرها، حدثنا رشاد نبيه رحمه الله عن الريان كثيراً جداً، وكان يؤكد لى أن أسرة الريان لن تسلم من غدر حكومة هذا الزمان، لأن اقتصاد الريان لأعماله وشركاته فى الداخل المصرى والخارج، أزعج أمريكا وأوروبا، وكان لابد أن تقضى عليه الحكومة بين عشية وضحاها..وكانت البداية عندما حررت الحكومة قضية بيع مخالفة للتسعيرة للذرة الصفراء،فى حين ان الدولة كانت تنادى بانفتاح اقتصادى وتحرير سعر السوق، وفى غمضة عين تم الزج بالشقيق الأصغر محمد توفيق الريان داخل السجن ليقضى عقوبة بالسجن لمدة سنتين حتى رشاد نبيه نفسه لم يسلم من أذي الحكومة وقضى ثلاثة أعوام بالسجن. كنت مصراً على أن أتحدث الى الحاج أحمد الريان داخل السجن وكان يتهرب منى ورفض أى حديث ولما كان اصرارى شديداً كان حاسماً معى كيف ستنشر أى كلام لى وأنت فى السجن!! والتزم الريان طوال اثنين وعشرين عاماً الصمت دون الصراخ أو العويل واستسلم لقدره بعزيمة شديدة يندر أن تجدها فى أى مسجون آخر، ولما قضى المدة المحكوم بها ضده والتى بلغت خمسة عشر عاماً رفض حبيب العادلى وزير الداخلية الأسبق والمتهم بقتل المتظاهرين فى التحرير وميادين مصر بالمحافظات، الإفراج عنه، واستمر الريان سبعة أعوام زيادة على المدة المحكوم بها ضده. وجاهد «الريان» كثيراً وقدم شكاوى عديدة، الى منظمات حقوق الإنسان وغيرها حتى تم الإفراج عنه فى العام الماضى بعد قضاء عقوبة الغدر ضده وزيادة سبعة أعوام.. وتم إيداع الريان السجن بعد تدبير قضية له وقام خلالها مجلس الشعب فى الزمن البائد، بإصدار قانون فى مدة «24» ساعة لتضييق الخناق على الريان وكل شركات توظيف وتلقى الأموال والقضاء على قلعة اقتصادية كشفت خيبة الحكومة والنظام السابق.. الريان كشف خيبة أمل النظام فى مصر وكانت النتيجة تسليم شركاته، وتقليب المودعين ضده، فالحكومة اعتقلته وأصدرت قانون توفيق الأوضاع فى مدة ثلاثة شهور، فكيف يتم ذلك لمقيد الحرية؟! وللحديث بقية