افتتح المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء، صباح اليوم الاثنين، المتحف الحيواني بحديقة الحيوان بالجيزة، الذى يعد أول وأكبر متحف حيواني بالمنطقة العربية، بعد انتهاء الأعمال الإنشائية وأعمال التطوير والتجديد التي شهدها المتحف مؤخراً، بالتنسيق مع جهاز الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة. حضر الافتتاح الدكتور صلاح هلال وزير الزراعة واستصلاح الأراضي واللواء عادل لبيب وزير التنمية المحلية والدكتور اشرف العربي وزير التخطيط والدكتور خالد العادلي محافظ الجيزة، واللواء عماد الألفي رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة. وقال رئيس الوزراء إن تطوير المتحف يأتي ضمن التحديات التي تواجهها الحكومة في جميع قطاعات الدولة وما حققته من إنجازات على أرض الواقع، مناديًا بالحفاظ على مقتنيات هذا الصرح العظيم والاهتمام بالجانب العلمي الذي يقدمه المتحف للباحثين من كليات العلوم والطب البيطري والزراعة. ومن جانبه أكد الدكتور صلاح هلال وزير الزراعة واستصلاح الأراضي أهمية الدور الذي يقوم به المتحف في تثقيف جمهور الحديقة، فضلاً عن الجانب الترفيهي الذي يقوم به، لافتاً إلى أن الأعمال الإنشائية التي تم الانتهاء منها مؤخراً بالمتحف جعلته أول وأكبر متحف حيواني بالشرق الأوسط. وتابع وزير الزراعة، إنه تم إعداد قاعدة بيانات للمتحف تضم جميع محتوياته من أعداد وأنواع وأسماء علمية للمُحنطات، حيث يحتوى على 1352 طائرا مُحنطا، 555 من الثدييات، 259 من الزواحف، 115 من الجماجم، 49 من الرؤوس، 35 من الهياكل العظمية. وقال هلال إنه تم وضع رؤية لتطوير حدائق الحيوان في مصر وإعادتها إلي مكاناتها العالمية في تفعيل كامل أدوارها التي أنشئت من أجلها وتغيير الفكر المجتمعي الذي يقدم حديقة الحيوان كمكان ترفيهي فقط، تماشياً مع أهدافها القومية والثقافية والعلمية. وأضاف وزير الزراعة أن الرؤية الجديدة تستهدف تحويل الحديقة الى صرح ثقافي تعليمي يوفر المعلومات العلمية الصحيحة والمتنوعة عن منظومة البيئة من حيوان ونبات بشكل متكامل بداية من التصنيف العلمي والمعيشة والبيئة المحيطة وكيفية الإيواء والسلوكيات، مشيراً الى ضرورة أن تخدم الرؤية الجديدة تطلعات الزائرين من كافة الأطياف شاملة في ذلك الأسرة المصرية والطلاب والهواه والعاملين في مجال البيئة والحيوان من المتخصصين وطلبة كليات العلوم والزراعة والطب البيطري، كذلك تستهدف الأطفال في منظومة بيئية مصغرة تحاكي البيئة الأم. واضاف الوزير، أنه سيتم تفعيل دور الحديقة في الحفاظ على الحياة البرية والبيئة بشكل عام والبيئة المصرية بشكل خاص تتضمن تقديم مشروع قانون أكثر صرامة وحزماً إلى جهات التشريع لمنع الإتجار غير المشروع في الحياة البرية، فضلاً عن وضع برامج إكثار للأنواع المهددة بالانقراض ولاسيما المصرية وإعادة إطلاقها في بيئتها الطبيعية، وبرامج التوعية والتثقيف البيئي للمجتمع لتوضيح أهمية البيئة وكيفية الحفاظ عليها. وأكد هلال أهمية تفعيل الدور السياحي لحديقة الحيوان لجذب السائحين المهتمين بالبيئة وحدائق الحيوان في رسالة دولية تعكس الدور المصري في الحفاظ علي البيئة، فضلاً عن تطوير وتحديث الدور الترفيهي لحديقة الحيوان ليمثل نقطة جذب للأطفال لتلقي المعلومة في منظومة ثقافية ترفيهية جذابة. يرجع تاريخ انشاء المتحف إلى عام 1906، حيث كان يحوي نماذج من المُحنطات النادرة والهياكل العظمية والجلود والجماجم لمعظم الحيوانات والطيور والزواحف البرية، وتم تجديده فى عام 1962 وإنشاء ديورامات جديدة تضم بعض الحيوانات البرية وطيور البيئة المصرية. ويتكون المتحف من ثلاثة طوابق لعرض المُحنطات وبدروم أسفل المتحف لتخزين باقى المُحنطات ، وفى مدخل المتحف توجد حجرتان إحداهما للمؤتمرات والمُحاضرات وتضم مجموعة صور للوفود والزيارات الهامة للحديقة، والحجرة الأخرى تضم المجموعات العلمية النادرة والتي تعتبر مجموعة مرجعية ضخمة في تقسيم وتصنيف المملكة الحيوانية، وهي مجموعة علمية موجودة في مصر فقط، والتي يبلغ عددها 536 من الثدييات والقوارض و6254 طائرا ويرجع إليها عند تعريف أى من الثدييات والطيور والزواحف فهى تخدم بذلك الدارسين فى علم الحيوان في جميع المجالات. يضم المتحف مجموعة متنوعة من المُحنطات ببيئاتها الطبيعية والجغرافية وكذلك مجموعة من الرؤوس والجماجم إلى جانب البهو الأوسط الذي يحتوى على عدد من الهياكل العظمية لبعض الثدييات والطيور والزواحف ، كما يضم في الطابق الثاني مُحنطات حيوانات البيئة المصرية والزواحف وكهف يحتوى على هياكل عظمية للمُقارنة العلمية بين الإنسان والشمبانزى وإنسان الغابة والقردة وعرض للمُقتنيات القديمة ومجموعة فراشات وحشرات تعرض لأول مرة بالمتحف، بالإضافة إلى الطابق الثالث الذي يضم عرض للطيور طبقاً للتقسيم العلمي للرتب المُختلفة.