قنبلة العمالة بأجر بقلم: علاء عريبى الأثنين , 29 أغسطس 2011 02:22 منذ أكثر من عام كتبت هنا عن السياسة التي انتهجتها حكومة الحزب الوطني في التوظيف، ونبهت وحذرت من الكارثة التي يواجها الشعب المصرى ، وقلت إن نظام العمل بأجر دون تثبيت قنبلة موقوتة ستنفجر في أقرب وقت، وقد دفعنى لتذكر هذه القنبلة الرسائل والمكالمات التى أتلقاها يوميا من العاملين المؤقتين فى مركز المعلومات واتخاذ القرار الذى يتبع مجلس الوزراء، حيث لا يمر يوم دون أن أتلقى استغاثة من بعض العاملين، يطالبون فيها مساعدتهم في تنفيذ مطلبهم المشروع: التثبيت. في ظني أن إهمال الحاج عصام شرف رئيس حكومة الفلول لهذا الملف وتجاهله التام له سوف يهيئ القنبلة للانفجار، وأتوقع أن يكون انفجارها مثل الطوفان، سيجتاح جميع مدن وقرى مصر، د.نظيف ومن سبقه اتخذ هذه السياسة لخدمة رجال الأعمال الذين كانوا يسيطرون على حكم البلاد، فلماذا يصر شرف على إتباع نفس السياسة؟، لماذا يصر على حمل هذه القنبلة وتهيئتها للانفجار؟. لكى نخلص ضميرنا، ولكى أقف أمام الله عز وجل وأقول: اللهم أنى بلغت اللهم فاشهد، أعيد عليكم ما كتبته منذ عام، ولكم أن ترفعوا اسم نظيف وتضعوا اسم شرف: السياسة التي ينتهجها د.أحمد نظيف رئيس الوزراء تجاه العمالة المصرية سوف تؤدى بالبلاد إلى كارثة، وخطورتها سوف تظهر خلال السنوات القادمة، عندما تكتشف العمالة المصرية أن نظيف شردهم هم وأولادهم، وأنهم عملوا بلا أية ضمانات أو تأمينات، فمنذ أن تولى نظيف الوزارة وقد انتهجت الحكومة سياسة في غاية الغرابة والخطورة، وهى فتح باب العمل في الهيئات والوزارات بنظام الأجر اليومي، وفى هذا النظام يعطى العامل أو الموظف أو المدرس جهده مقابل مائة جنيه أكثر أو أقل، حسب الأيام التي يعملها تماما مثل العامل الأجرى، إذا عمل يوما صرف أجره، وبالطبع لا يصرف أيام الاجازات، وليس له إجازات اعتيادية أو مرضية، ويخصم من أجره هذا بعض الضرائب والدمغات، وأخطر عيوب هذا النظام أن العامل غير مؤمن عليه، ولا تخصم منه نسبة للتأمينات، وهو ما يعنى أنه عندما يتقاعد لن يجد مليما ينفقه، وفى حالة الوفاة تشرد أسرته، وفى حياته لا يجد من يعالجه، ولا تطبق عليه أية زيادات أو علاوات، ومن أخطار هذا النظام أن العامل عرضه للطرد من عمله في أي لحظة، هذا النظام يمكن أن تراه في التربية والتعليم وفى جميع الهيئات والوزارات والشركات، وبجانب هذا النظام الكافر مرر نظيف بعض القوانين التي تمنح أصحاب العمل حق الفصل واستغلال العامل بأجر يومي مثلما تفعل الحكومة، وفى ظرف عدة سنوات من العمل بهذا النظام تكتشف العمالة أن عمرها ضاع دون أن يحصلوا على حق العلاج أو التأمين أو الحصول على علاوات، وسوف تدمر الأسر ويتم تشريدها، لهذا نأمل أن تنتبه النخبة والهيئات العمالية لهذه الكارثة التي ستشرد الأجيال الحالية والأجيال القادمة، ويجب أن نقف جميعا لمواجهة هذا المخطط الذي سوف يقضى على الشباب والأسرة المصرية، ونأمل أن تنتبه الأحزاب والقوى السياسية المختلفة وتتصدى له، ونأمل أيضا أن تتوحد العمالة المصرية وتقف في مواجهة هذا الخراب القادم، ويطالبون بحق التثبيت والتأمين الصحي والاجتماعي، لأن ما يقوم به نظيف هو مخطط الحزب الوطني لتخريب هذا الوطن، وتجويع الشعب لكي يظل تحت أمرته وسلطته الفاسدة، لأنه ما هو المبرر للأخذ بهذا النظام المخرب الظالم سوى تجويع الشعب وإذلاله ووضع الطوق حول عنقه، إذا كانت الحكومة تحتاج لعمالة في جميع الهيئات لماذا لا تؤمن عليها اجتماعيا وصحيا؟، لماذا تعاملهم هكذا بنظام السخرة والعبودية؟.