ظواهر كثيرة أثرت على نجاح أفلام عيد الفطر لهذا الموسم، 5 أفلام تنافست على الإيرادات وخرجت النتيجة فى صالح «شد أجزاء» بعد أول أسبوع الذى حصد أكثر من 11 مليون جنيه وتخطى بذلك فيلم «ولاد رزق» الذى لم يتجاوز ال5 ملايين فى حين ظل فيلم «حياتى مبهدلة» الأقل ب4 ملايين جنيه و«سكر مر» أيضاً 4 ملايين جنيه فى حين كان فيلم «نوم التلات» الأقل فى الإيرادات محققاً 2 مليون جنيه فقط. رغم أن شباك التذاكر اعترف بنجاح محمد رمضان، على حساب منافسيه إلا أن كفاءة الفيلم لم تكن المعيار الوحيد للإيرادات، طرح الفيلم فى موسم العيد حدد نوعية جمهور معينة ظلمت أفلام مثل «سكر مر» لكنها أتاحت الفرصة لأفلام أخرى فى تحقيق إيرادات رغم ضعف مستواها مثل «حياتى مبهدلة» الكوميدى الوحيد المنافس، وجاءت تجاوزات بعض قاعات العرض للقانون فى رفع الأفلام لحساب رمضان الذى يتهافت عليه الجمهور دون حساب لظلم الأفلام الأخرى، أما الرقابة فوضعت نفسها فى موقف حرج عندما أجازت كماً هائلاً من الألفاظ الإباحية فى فيلم «ولاد رزق» دون أى مبرر درامى ودون وضع لافتة للكبار فقط على حساب وضع صافرة على بعض الألفاظ فى الأفلام الأخرى، وهو ما فتح النار على الرقابة وجعل رئيسها يمتنع عن الإدلاء بأى تصريحات حول اتهامه بالمحاباة للمخرج طارق العريان، على حساب فرق العمل الأخرى، ظواهر كثيرة رصدتها «نجوم وفنون» لتوضح معايير نجاح الأفلام فى موسم عيد الفطر.. وكان رأى النقاد كالآتى. الناقد طارق الشناوى، قال: إن فيلم «ولاد رزق» فيلم مصنوع طبقاً للمواصفات التجارية المباشرة عرى وجريمة وغناء ورقص وجنس، ورغم ذلك فهو فيلم غير مصدق وهو ما يفسر عدم إقبال الجماهير عليه، رغم أنه من بطولة 4 نجوم مميزين ولكن هذا يؤكد أن الفنان أحمدعز فقد جاذبيته كنجم ليس بسبب أزمته الشخصية مع زينة،كما ردد البعض ولكن هذا ثبت فى إيرادات آخر فيلمين فلم يحققا إيرادات تذكر، وهذا ما يوضح أن المراهنة عليه كنجم سينمائى أصبحت محفوفة بالمخاطر وحتى المشاركين معه فى الفيلم عمرو يوسف وكريم قاسم وأحمد داود وأحمد الفيشاوى لم يجذبوا الجمهور. أما فيلم «شد أجزاء» فهو عمل تتوافق فيه كافة الصفات التجارية التى يبحث عنها الجمهور، لأن بطله له جاذبية ليثبت للعام الرابع على التوالى أنه نجم الشباك الأول، رغم أن الفيلم إخراجياً أضعف بكثير من فيلم «ولاد رزق» وهو ما يؤكد أن النجم المحبوب يحقق نجاحاً أكثر فى شباك التذاكر. أما قلة الأفلام الكوميدية فى هذا الموسم أتاحت الفرصة لمحمد سعد بفيلمه «حياتى مبهدلة» أن يحقق إيرادات رغم أنه لم يقدم جديداً فهو جزء ثانٍ من فيلم «تتح» وهو ابن شرعى لشخصية اللمبى، ولم يستوعب سعد أن الجمهور تشبع من هذه الشخصية، ومنطقى الفيلم من المفترض ألا يحقق أى إيرادات. وضعف مستوى فيلم «نوم التلات» لهانى رمزى كان سبباً أيضاً فى هذه الإيرادات، وللأسف هانى رمزى اختار سيناريو سيئاً وللأسف لم يعرف أنه سيىء وهانى رمزى كرر نفسه والمفترض أن يعمل على نفسه أكثر كان المفروض أن يكون أكثر رشاقة لأنه يجسد شخصية شاب مقبل على الزواج ولذلك كان يحتاج لوسائل تصديق. واعتبر «الشناوى» فيلم «سكر مر» الأفضل بين هذه الأفلام سينمائياً وإخراجياً، وقال: إن عرضه فى موسم العيد كان ظلماً بيناً له، ومن المتوقع أن يحقق بعد العيد نجاحاً أكبر، فالفيلم يعتبر الزواج مشروعاً فاشلاً على مختلف الأصعدة الدينية والاجتماعية ويلعب على المسلمين والأقباط وكمخرج استطاع أن يقدم صورة سينمائية مميزة من خلاله ضبطه لأداء ممثليه ومن خلال الكاميرا عبر عن لقطات قريبة تتناسب مع طبيعة العمل الفنى لذلك كان عملاً جيداً. وعن استخدام الألفاظ الجريئة ضمن أحداث الفيلم، قال «الشناوى»: من الواضح أن الرقابة تسير بمعيارين، ففى فيلم «ولاد رزق» استخدموا ألفاظاً جريئة وتم إتاحتها للجمهورفى عرض عائلى رغم أنه كان من المفترض أن يكون تبعاً للتصنيف العمرى لا يصلح للأطفال نهائياً وعلى جانب آخر حذفت ألفاظ كثيرة من فيلم «سكر مر» أساءوا التقدير فيها رغم أنها كانت مبررة درامياً، ورغم ذلك أثبت للجمهور أن الألفاظ الجريئة والمشاهد المبتذلة لا يمكن أن تكون معياراً لنجاح الفيلم. وندد «الشناوى» بجرأة أصحاب قاعات العرض فى ظلم بعض الأفلام ورفعها من بعض قاعات لصالح فيلم «رمضان» تحت شعار أنه الأكثر جماهيرية، الأمر الذى يضر السينما المصرية خاصة أنها ليست المرة الأولى التى يحدث فيها ذلك. وقال الناقد محمود قاسم إن أفلام العيد هذا الموسم رغم قلة عددها إلا أن هناك تنوعاً فى الموضوعات المقدمة على عكس المواسم السابقة التى تنحصر كلها إما فى الكوميديا أو فى الأكشن لكن التنوع الموجود فى الأفلام يجذب أكبر فئات متنوعة من الجمهور، فهناك أفلام كوميدية يتصدرها محمد سعد وأثبت نجاحاً من خلالها لأن الجمهور يسعى لمشاهدة أى عمل يضحكه ويبعده عن الأوضاع السياسية أو الاجتماعية التى يعيش فيها، أيضاً هانى رمزى قدم فيلم «نوم التلات» وهو كوميدى خفيفة يعتمد على كوميديا الموقف لكنها أيضاً متنوعة فى حين سنجد أفلام من نوعية الأكشن مثل «شد أجزاء» والذى ابتعد عن الكوميديا ليقدم قصة ضابط شرطة بشكل جديد ومختلف ويحاول خلالها محمد رمضان أن يكتب لنفسه نجومية جديدة رغم أنها نفس عوامل النجاح التى يلجأ لها فى كل مرة، فى حين تجد فيلم «سكر مر» من نوعية الأعمال الجادة التى تقدم موضوعاً اجتماعياً مهماً بوجهة نظر مخرجه فى رفض الزواج وهو تجربة أشبه بتجربة فيلم «سهر الليالى» التى ضمت مجموعة كبيرة من النجوم الشباب فى ذلك الوقت وحققت نجومية لهم استمرت حتى الآن وجعلتهم نجوم شباك وأعتقد أن هذه التجربة ستكون مميزة لبعض نجومها خاصة كريم فهمى وأيتن عامر وناهد السباعى لأدائهم العالى فى العمل. أما فيلم «ولاد رزق» لأحمد عز والمخرج المتميز طارق العريان فهو نوعية أيضاً تعتمد على النجاح الجماعى وهذا اتجاه جديد من المنتجين الذين يسعون لاجتذاب أكبر عدد من الجمهور فى نجومية ونجاح أفلامهم. وأضاف «قاسم» أن الرقابة على المصنفات الفنية لها معاييرها فى نجاح الأعمال، وكان لابد أن يطرح فيلم «ولاد رزق» تحت شعار «للكبار» مثل فيلم «سكر مر» لأنه تناول ألفاظاً جريئة لغاية لا يمكن أن تعرض حتى على شاشات التليفزيون.