على عكس ما هو شائع بأن شباب الخريجين يفضلوا الجلوس على المقاهي في انتظار خطابات التوظيف، أقبل عدد من شباب الخريجين على العمل بوظائف بسيطة قد يرى البعض أنها لا تتناسب ومؤهلاتهم الجامعية، ودخلوا سوق العمل بمهن بسيطة بحثا عن لقمة العيش. كاميرا "بوابة الوفد"، رصدت قيام عدد من حملة المؤهلات العليا بالعمل بمحلات وسط القاهرة دون انتظار خطابات التوظيف . "وأنا صغير كنت بشتغل في إجازة المدارس في الصيف مع والدى بنصنع فطير ونبيعه واشتغلت بالمطاعم علشان أساعد أبويا في تربية أخواتي"، بهذه الكلمات بدء "محمد حسن" خريج بكالوريوس زراعة، 26 سنة، يسكن بمحافظة الدقهلية، حديثه لبوابة الوفد. وتابع "حاولت أقدم في وظائف حكومية وشركات خاصة ولم يحالفني الحظ، ولكنى لم أستسلم ودلوقتي بشتغل في عمل الفطير وهو ما أحب ودخلي الشهري 2500 ولو كنت في وظيفة حكومة كنت هأخد ربع هذا المبلغ ولن أقدر على ظروف المعيشة". وأضاف "لازم الشباب تشتغل محدش يقعد على القهاوي ويستنى اللي يشغله ويديله مصروف"، موجها رسالة للشباب "شقوا طريقكم ودوروا على شغل ومتستنوش جوابات القوى العاملة". ومن جانبه قال أحمد مصطفى (30 عاما- خريج كلية تجارة)،: "أنا بحب العمل في مجال الصيانة واشتغلت وظائف تانية في نفس المجال منذ التخرج، وقمت بتدشين مشروع خاص لصيانة الكمبيوترات والموبيلات وعملي يدر دخل ثابت". وبدوره أكد "محمود محمد" (22 عاما -خريج كلية نظم معلومات)، إنه لم يجد سوى وظيفة "بمغلق خشب" يقوم طوال الوقت بتفريغ شحنات الأخشاب من سيارات النقل لداخل المخازن، وعلى الرغم من مشقة الوظيفة إلا أن محمد محمود يقول أنه سعيد بوظيفته، موجها رسالة لشباب الخريجين قائلا: "اشتغلوا ودوروا على شغل وأبنوا نفسكم". وفي سياق متصل روى "جورج" (62 عاما- صاحب محل قطع غيار سيارات بوسط القاهرة) عن تجربته مع سوق العمل منذ تخرجه قائلا: "أعمل كصاحب محل بوسط القاهرة منذ تخرجي وتجاهلت خطاب القوى العاملة لتوظيفي بأحد الوظائف، وبدأت عملي في مجال أحبه"، موجها رسالة لشباب الخريجين "لا تنتظروا خطابات القوى العاملة وانطلقوا للعمل بأي مجال تحبون وإن كان بعيدا عن تخصصكم". ويضيف "عمر" طالب بالصف الثالث الثانوي،: "أعمل بأحد المحلات بإجازة الدراسة لتوفير نفقاتي طوال العام"، ناصحا الشباب بالعمل أثناء الدراسة بأن كانوا قادرين على الموازنة بين الدراسة والعمل، قائلا: "أنا بتحدى الظروف وبساعد أهلي وبصرف على نفسي". وفي السياق ذاته، قال "أحمد" الطالب بالفرقة الثالثة بكلية الحقوق، "أعمل مع أخي في محله ويصرف خلال إجازة الدراسة، ولن أنتظر خطاب التوظيف عقب تخرجي"، مضيفا "سأعمل في مشروع خاص بي ولن أكون عاطلًا"، موجها رسالة لشباب الخريجين: "طول ما أنتم قاعدين على القهاوي ومبتدوروش على شغل محدش هيشغلكم". واتفق معه في الرأي "محمد علي" (32 عاما- خريج كلية هندسة زراعية)، ويعمل بمحل مبيدات، موضحا أنه يعمل في هذا المجال منذ تخرجه وأنه يبحث عن عامل للعمل بمحله، مضيفا، "أواجه عجز في العمالة مع وجود عاطلين"، ناصحا الشباب بالسعي من أجل الرزق. ويروي "بدر" (45 عاما - عامل بمحطة وقود بمنطقة وسط القاهرة) أن نجلته خريجة كلية تربية نوعية بتقدير جيد جدا ولا تجد وظيفة حتى الآن رغم أنه أنفق الكثير على تعليمها، لافتا إلى أنه يبحث لنجلته الآن عن وظيفة بأي مجال لتعينه على تكاليف الحياة بدلا من الجلوس في المنزل.