ليلة القدر ليلة هي اليلة التي نزلت أول الأيات القرآنية إلى النبي محمد عليه -الصلاة والسلام، و تاتي هذه الليلة المباركة في الأيام العشر الأوخر في شهر رمضان، وتكون عادة في يوم 23، 25، 27 و الله اعلم . وهي ذا أهمية عظيمة و كبيرا ، حيث ورد في القرآن الكريم أنها خير من ألف شهر فأول ما نزل منه كان في تلك الليلة المباركة نزلت أول خمس آيات من سورة العلق. وقال الله عز وجل عنها "وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ" أي أن لليلة القدر شأنًا عظيمًا، وبين أنها خير من ألف شهر أي أن العمل الصالح فيها يكون ذا قدر عند الله عز وجل خيرًا من العمل في ألف شهر. ومن حصل شرف رؤية ليلة القدر نال خير الدنيا و الاخرة ، ومن أكثر علماتها، مثل أن تظهر الشمس صبيحتها لا شعاع لها، أو حمراء، أو أن ليلتها تكون معتدلة ليست باردة ولا حارة، ومن اجتهد في القيام والطاعة وصادف تلك الليلة المباركة نال من عظيم بركاتها فضل كثيراً ثواب العبادة تلك الليلة، قال رسول الله :"من قامَ ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدَّم من ذنبه" . وقيام ليلة القدر يحصل بالصلاة فيها إن كان عدد الركعات قليلاً أو كثيرًا، وإطالة الصلاة بالقراءة أفضل من تكثير السجود مع تقليل القراءة، ومن يسَّر الله له أن يدعو بدعوة في وقت ساعة رؤيتها كان ذلك علامة الإجابة. فكم من أناس سعدوا من حصول مطالبهم التي دعوا الله بها في هذه الليلة ثم قال تعالي " تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ" ويروى عن رسول الله أنه قال :"إذا كانت ليلة القدر نزل جبريل في كَبْكَبَة (أي جماعة) من الملائكة يصلون ويسلمون على كل عبد قائم أو قاعد يذكر الله فينزلون من لَدن غروب الشمس إلى طلوع الفجر" فينزلون بكل أمر قضاه الله في تلك السنة من أرزاق العباد وآجالهم وفيها يفرق كل أمر حكيم أي كل أمر مُبْرَم، أي أنه يكون فيها تقسيم القضايا التي تحدث للعالم من موت وصحة ومرض وغنى وفقر وغير ذلك، مما يطرأ على البشر من الأحوال المختلفة من هذه الليلة إلى مثلها من العام القابل. ثم قال الله "سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ" فليلة القدر سلام وخير على أولياء الله وأهل طاعته المؤمنين ولا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءًا أو أذى، وتدوم تلك السلامة حتى مطلع الفجر. وعن عائشة رضي الله عنها قالت :"قلت يا رسول الله إن علمت ليلة ما أقول فيها؟ قال: قولي: اللهم إنّك عفوّ تحب العفوَ فاعفُ عنّي" وكان أكثر دعاء النبي في رمضان وغيره :"ربّنا آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقنا عذاب النار".