حينما تموت ضمائر المسئولين والتنفيذيين، حتماً يكون الهلاك مصير 600 ألف نسمة، بمركز بنى مزار شمال محافظة المنيا، على أيدى الأمراض والأوبئة المتوطنة، التى تنفق الدولة المليارات على علاجها. حيث أشارت تقارير الإدارة الصحية بمركز بنى مزار وملوى، إلى عدم صلاحية مياه الشرب، بسبب وجود عكارة ومواد أخرى زائدة على النسب المسموح بها، التى تعد خطراً داهماً على صحة المواطنين، وتعرض حياة مليون و200 ألف نسمة لخطر الموت، بالأمراض القاتلة. وكان مصير هذا التقرير، هو أدراج الإهمال التى دأب عليها مسئولو المحافظة، بل وما يزيد الطين بلة، هو قيامهم بإصدار قرارات وتعليمات، بعدم التقدم ببلاغات ضد مسئولى مياه الشرب والصرف الصحى، إلا بعد الرجوع للوحدة المحلية. فمركز بنى مزار، يشتمل على 42 قرية، وعدد سكانه يزيد على 500 ألف نسمة، وكذلك 76 قرية بمركز ملوى بما يقرب من 980 ألف نسمة، أصبحوا جميعاً على حافة الموت، حيث كشف تقرير صادر عن قسم صحة البيئة، التابع للإدارة الصحية بمركز بنى مزار وملوى، وموجه إلى رئيس فرع شركة مياه الشرب، ورئيس الوحدة المحلية بالمركز، عن عدم مطابقة مياه الشرب للمواصفات الصحية، وعدم صلاحيتها للاستخدام الآدمي، بما يهدد حياة المواطنين بالخطر والإصابة بالأمراض. كما أشار الخطاب الصادر برقم 179 في 23 فبراير 2015، أن جميع العينات الواردة لمكاتب الصحة، غير صالحة للاستهلاك الآدمي، وحمَّل مكتب الصحة شركة المياه مسئولية التلوث، وعدم الاستجابة لحل المشكلة. كما أرسل قسم صحة البيئة بالإدارة الصحية ببني مزار، خطاباً ثانياً لرئيس مركز بني مزار برقم صادر 180 في 23 فبراير 2015، مناشداً فيه مسئولي الصحة ورئيس مجلس المدينة، إصدار تعليمات لرئيس شركة المياه، باتخاذ إجراءات سريعة وعاجلة، لإلزام الشركة بعمل الصيانة اللازمة على وجه السرعة، لكون جميع عينات مياه الشرب غير صالحة للاستهلاك الآدمي. يقول أدهم مبروك من أهالى مركز بنى مزار، لقد تقدمنا شكاوى بعدة مرفقة بالتقارير، إلى رئيس المدينة، ومسئولي ديوان عام المحافظة، ولكن لم تحرك تلك الشكاوى ساكناً، وطالب المهندس محلب رئيس الحكومة، بإقالة ومحاسبة المسئولين بالمنيا، لإهدارهم جهاراً نهاراً، صحة الآلاف من أهالى المركز مع سبق الإصرار والترصد، بعد أن أهمل مسئولو مياه الشرب عمليات الصيانة المطلوبة، بخلاف عدم مراقبة عينات مياه الشرب، ومدى صلاحيتها للشرب. وأضاف شداد عنتر، من أهالى مركز ملوى، أننا نتجرع يومياً الأمراض من صنبور المياه، وعلى رغم شكوانا المستمرة من هذا الأمر، لم يحرك ذلك ساكناً للشركة، ولا مسئولى المحافظة، ونستغيث بالمسئولين لمحاسبة المتسببين فى تلوث مياه الشرب.