"كانت بالنسبة للشعب المصري أمنية وحلم يأمل أن يتحقق، ولكن شاءت الأقدار أن يتأخر كثيرًا، حتى يكتب له الخروج للنور صبيحة وقفة شهر رمضان الكريم". حلم افتتاح محطة السادات، التي تم افتتاحها مجلس الوزراء صباح اليوم، بعد إغلاق لما يقرب من عامين، منذ فض اعتصامي رابعة والنهضة في 14 أغسطس 2013، وسط ابتهاج من ركاب مترو الإنفاق، الذين أبدوا سعادتهم وارتياحهم من فتح المحطة. يأتي حلم "الافتتاح" بالنسبة للمصريين ذات طبيعة خاصة، لما عانوه على مدار عامين من ازدحام شديد، إبان تغيرهم لمحطات المترو بين خطوطه وبعضها البعض، حيث كانت محطة رمسيس هي المنفذ الوحيد للتغير، وكانت عائقًا كبيرًا أمامهم، وتسبب لهم أذى على المستوى الشخصي والإنساني، وتحرشات بشكل وقتي، ومشاجرات بين الركاب وبعضهم البعض، وبالتالي الافتتاح للسادات، سيكون له تأثير إيجابي للقضاء على هذه الظواهر السلبية، التي عايشها المصريون لمدة عامين". جاء الافتتاح بعد وعود كثيرة، وتتم مخالفتها، إلا أن الدولة صدقت اليوم، وسط تكثيف أمني لشرطة النقل والموصلات وشرطة الأمن العام وتواجد للكلاب البوليسية والبوابات الإلكترونية، وتزين المحطة لاستقبال المواطنين والركاب، حيث لا تقتصر أهمية محطة السادات في أنها تقع في ميدان التحرير، قلب العاصمة إلا أنها أيضًا محطة ربط بين المترو الخط الأول "المرج – حلوان"، والخط الثاني "الجيزة – شبر"، فيما أعلنت الإذاعة الداخلية في محطات مترو الأنفاق، فتح المحطة صباح اليوم، وسط إذاعة لأغاني تحتفي بقدوم شهر رمضان المعظم. وكشف اللواء سيد جاد الحق، مساعد وزير الداخلية لقطاع شرطة النقل والموصلات، عن وجود خطة تأمين محكمة للمحطة، وذلك لمواجهة أي محاولات للعناصر الإرهابية لإثارة الشغب ونشر الفوضى، ونظرا لحساسية مكان المحطة وتأثيرها على منطقة قلب القاهرة، إذا حدث فيها أي أعمال إرهابية. جاء ذلك في تصريحات له صباح اليوم، أثناء تفقده المحطة، واطمئنانه على سير الخطة الأمنية المعدة لتأمين مداخل ومخارج المحطة، مؤكدًا المحطة مأمن بالكامل من شرطة النقل والموصلات، وبالتنسيق مع قطاع الأمن العام بوزارة الداخلية، في الإطار الخارجي للمحطة، بالإضافة إلى وجود كاميرات مراقبة لرصد أي تحركات غريبة من قبل العناصر الإرهابية إذا حاولت القيام بأعمال مخالفة للقانون. ولفت مساعد الوزير إلى أن القيادة السياسية اتخذت قرار الفتح للتخفيف على المواطنين، وتقليل الضغط على محطة رمسيس، أُثناء شهر رمضان الكريم، لافتا إلى قيادات الأمن على مستوى عال بالمحطة، ولن تسمح بأي أعمال تخريبية في قطاع المترو بأكمله والشارع المصري. واستقل المهندس هاني ضاحي قطار المترو من محطة "السادات" متجهًا إلى شبرا الخيمة وسط الركاب، يرافقه اللواء سيد جاد الحق مساعد وزير الداخلية لشرطة النقل والمواصلات، والمهندس على فضالي مدير إدارة المشروعات للشركة المصرية لمترو الأنفاق. وتحدث الوزير خلال جولته داخل عربات المترو للمواطنين للوقوف على مشاكلهم في الفترة الماضية خاصة في محطات المترو، مؤكدًا أنه سيعمل على تذليل كل العقبات التي تواجه المواطنين من خلال التنسيق مع جميع الجهات المعنية لشركة المترو. ونزل الوزير في محطة العتبة وسط تكثيف أمني التي تشهده محطات المترو اليوم بعد افتتاح محطة مترو السادات بعد توقف استمر لأكثر من عامين. في ذات السياق، رصدت "بوابة الوفد"، صباح اليوم الأربعاء، استمرارية تعطل ماكينات التذاكر، حيث لا يزال الماكينات متعطلة، ويقوم موظفون تابعون لهيئة المترو باستلام التذاكر من الركاب ووضعها في سلات مخصصة لهم. يأتي ذلك بالرغم من إجراء هيئة المترو صيانة لجميع محتويات المحطة طوال الفترة الماضية، وعمل استعدادات على مستوى عال لراحة الركاب، إلا أن الماكينات ما زالت متعطلة، مثل باقي المحطات، ويقوم الموظفون باستلام التذاكر من الركاب حال خروجهم، فيما تم تخصيص ماكينة واحدة في كل مدخل، لدخول الركاب فقط، مما تسبب في حالة زحام شديد عليهم، وهو ما فسره القائمون على استلام التذاكر، بأن الماكينات ما زالت معطلة، ولديهم تكليفات باستلام التذاكر، من أجل التسهيل على الركاب ومساعدتهم في المرور. كما رصدت "بوابة الوفد" صباح اليوم الأربعاء، تركيب الهيئة العامة لمترو الأنفاق، تكييفات حديثة، ومراوح هوائية جديدة، بالمحطة، مما تسبب في حالة من الهدوء والارتياح لدى الركاب والمواطنين أثناء خروجهم ودخولهم المحطة. وبذلك تصبح محطة مترو السادات أول محطة بالخط الثاني مكيفة، فيما شهدت المرحلة الأخيرة انضمام قطارات لخطوط المترو مكيفة، ويحرص الركاب على ركوبها، مخالفة للقطارات الأخرى الغير مكيفة، وتتسبب في حالات اختناق كثيرة لدى الركاب، فيما أِشاد المواطنون بالافتتاح والوضع الجديد بالمحطة. يذكر أن الخط الثالث تم إنشاؤه على طراز أوروبي، حيث قطارات مكيفة، وأيضا المحطات، بالإضافة إلى حداثة الماكينات به وميكنتها، ورسومات وزخارف على مستوى عال لرصد تاريخ وحضارة الشعب المصري على جدرانه.