فتحت ثورة 25 يناير الباب أمام كثير من إبداعات الشباب، التي كانت محبطة ومقيدة فى ظل النظام السابق.. من بين هؤلاء الشاب "مصطفى عكر"، صاحب فكرة "ساقية الدلتا" بمدينة طنطا. مصطفى يبلغ من العمر 35 عاما، ودرس الطب بجامعة طنطا، وكان عضوا في حزب العمل منذ عام 1996. قام بتأسيس "ساقية الدلتا" هو ومجموعة من أصدقائه الشباب بعد قيام الثورة، بعد ضغوط لاحقتهم من قبل النظام السابق. عن فكرة الساقية وما تقدمه لجمهور الشباب، التقينا مصطفى في هذا الحوار.. * ما هي فكرة "ساقية الدلتا"، وسبب اهتمامك بها؟ - الساقية مركز ثقافي شامل، تعقد فيه اللقاءات والندوات، يحضرها الساسة والكتّاب الصحفيين المشهورين، وتقدم العروض الفنية للشباب المبتدئين الموهوبين، كما تقدم مجموعة من ورش العمل لتدريس مبادىء السياسة والآداب. وسبب اهتمامي بها أنني مؤمن أنه لا أمل في إنقاذ أي دولة إلا بالعقل والتنوير، والدليل على ذلك الدول الأوروبية التي أصبحت متقدمة لأنها اهتمت بالتعليم والثقافة. * وكيف جاء تنفيذ الفكرة؟ - فكرة الساقية عندي منذ 10 سنوات، قبل ساقية الصاوي، وبدأت عندما فكرت في افتتاح كافيه ملحق به مكتبة. * ما هو الهدف من وجود "ساقية" على أرض الدلتا؟ - الهدف هو بناء الكوادر، فليس عندنا كوادر مدربة على أرض الدلتا، وأيضا استثمار الثقافة فى بناء الوعي العام للشباب. ولنا فعاليات أخرى تخص فئات مهمشة من المجتمع، مثل إعادة تأهيل المطلقات والبلطجية وأطفال الشوارع والعشوائيات من خلال تغيير سلوكهم وثقافتهم. * هل المقارنة بين ساقية الدلتا وساقية الصاوي تسبب لك مضايقة؟ - بالتأكيد لا، واختيارنا لكلمة "ساقية" جاء في الأصل حتى تفهم الناس هدف المشروع، وتم تغيير الاسم بعد أن كان اسمه القديم أوراق البردي. * كيف جاء اختيارك لمكان الساقية؟ - استأجرت في ستاد طنطا قاعة وحديقتين، وهي ملك للدولة غير تابعة لأشخاص، ولكن تعرضت لمشاكل من مدير الإستاد ووكيل وزارة الشباب بسبب المكان، فبحثت عن مكان آخر، فكان قصرا فى شارع البحر ولم يكن مناسبا لأن إيجاره 20 ألف جنيه في الشهر، وأنا أنفق على المشروع من مالي الخاص، وفي النهاية كان المكان الحالي في شارع حسان بن ثابت في طنطا، والذي جهزته من الكراسي واليافطات التي كانت موجودة فى العيادة الخاصة بي، كما أحضر أصدقائي ما يستطيعون إحضاره لتجهيز المكان. * ما هي نوعيات جمهور الساقية؟ - الجمهور المستهدف من كل الفئات، لكن التركيز الرئيسي على الشباب الذين لديهم قدرة على العطاء، وعلى أرض الواقع فمن يحضر إلينا حتى الآن هم شباب من الطبقة الوسطى، وأغلبهم يدرسون في الجامعة، وهناك بعض الطلاب في المرحلة الثانوية. * ما هي المواهب التى تراها متواجدة في محافظات الدلتا؟ - كل المواهب تتواجد في الدلتا، عندنا فنانون يقدمون عروضا مسرحية وشعراء وأصوات حلوة، لكن هذه المواهب ذهبت ضحية النظام القديم، "اللي كان بيعقدهم لما كانوا بيعرضوا مواهبهم في قصور الثقافة"، وهنا يأتي دور الساقية الهام في احتوائهم. * ما هى أهم الأنشطة التي تقدمها ساقية الدلتا في رمضان؟ - نحن نقدم العديد من الأنشطة في كل المجالات فنية وثقافية وسياسية، وفي رمضان نقدم أيضا أنشطة تنموية فتوجد ساقية الدلتا للخير. * ماهي السلبيات التي تعوق مسار ساقية الدلتا؟ - العائق المادي، نحن نحتاج لإعانة مادية، وقد رفضنا الكثير من التبرعات من رجال أعمال كانوا أعضاء فى الحزب الوطني، لأن ساقية الدلتا ليست ملكا لأحد يقيم عليها شروطه، ولا تعمل لحساب مصلحة شخصية، فهى منبر يتنفس منه الشباب الثقافة ليعبر عن رأيه بحرية. * وما هو طموحك لساقية الدلتا؟ - طموحي أن تتواجد الساقية في كل قرية ومدينة ومركز داخل الدلتا، وأول خطوة لذلك سنقوم بافتتاح ساقية في مدينة المحلة الكبرى بعد أيام قليلة. ** شاهد فيديو عن ساقية الدلتا: