منازلة من العيار الثقيل خاضتها الأحزاب التركية فى انتخابات برلمانية مصيرية ، أسفرت نتائجها الأولية عن طرح حزب الأغلبية "حزب العدالة والتنمية" أرضا وأنزاله من عليائه وصعود أحزاب أخرى ، موجه بذلك عدة صفعات للرئيس رجب طيب أردوغان أقواها الإطاحة بأحلامه فى تحويل النظام السياسى التركى من نظام برلمانى الى نظام رئاسى ، تجتمع فيه كافة الصلاحيات لرئيس الجمهورية 0 نتائج أولية رغم أنها وصلت لمرحلة شبه نهائية من الفرز ، أكدت أن سلطة الشعب فوق كل شئ ، ولن تغير النتيجة النهائية التى ستعلن رسميا فى غضون من 10 الى 12 يوما من واقع المقاعد او النسب الأولية التى أشارت اليها النتائج الأولية الا بهامش ضئيل ، والهزيمة المدوية للحزب الإسلامي المحافظ ( حزب العدالة والتنمية ) باتت مؤكدة ، و يترتب عليها تراجع عدد مقاعده البرلمانية الى ما دون الأغلبية المطلقة ، مما يعني ، عمليا عدم قدرته على تشكيل حكومة حزبية بمفرده، وهو ما يجعل السيناريوهات المقبلة تتراوح مابين تشكيل حكومة ائتلافية أو إجراء انتخابات نيابية مبكرة يدعو اليها رئيس الجمهورية بحكم السلطة المخولة له فى هذا الشأن 0 تحول فى المسار التصاعدى الذي سلكه "حزب العدالة والتنمية" ورئيسه أردوغان ، منذ نحو 15 عاما ، وأدى انعكاسه الى تنازل بعدما حصل الحزب على نحو 40 فى المائة فقط فى الانتخابات البرلمانية التى أجريت أمس ، وبات مؤكدا فى ظل نجاح أربعة أحزاب فى تجاوز حاجز 10 فى المائة اللازمة لتخطى حاجز النجاح ، وكان المنتصر الأكبر فى تلك الانتخابات هو حزب الشعوب الكردى 0 وفى الوقت الذى أكد احمد داوود اغلو رئيس حزب العدالة انه رغم ذلك فإن حزبه سيبقى عصب التنمية والعمود الفقرى لتركيا والضامن لاستقرارها ، استبعد رئيس حزب الشعوب الكردى التحالف بين الحزبين ، ومؤكدا استحالة التحالف مع حزب لايذكر الا بجرائم الفساد والرشوة . خيارات صعبة يواجهها حزب العدالة ، الذى اجتاز كل الانتخابات البرلمانية والمحلية والرئاسية منذ عام 2002 ، حيث حصل على 49.8 في المائة في آخر انتخابات برلمانية أجريت فى عام (2011) ، الا أن مفاجأة انتخابات 2015 تمثلت فى النجاح الذى حققه أكراد تركيا ، الممثلين سياسيا بحزب الشعوب الديموقراطي الكردى ، والأحزاب التى تخطت حاجز النجاح هى حزب الشعب الجمهوري ، وحزب الحركة القومية و حزب الشعوب الديموقراطي الكردي وذلك وفقا للنتائج غير الرسمية. وإخفاق "حزب العدالة والتنمية " في الوصول الى 43 44 في المائة من الأصوات الصحيحة فى الانتخابات البرلمانية ، يعني أن تركيا أمام انقلاب سياسي ، يتمثل في عدم قدرة الحزب الإسلامي على تشكيل حكومة بمفرده ، وهو ما سيفرض عليه الدخول في ائتلافات مع أحزاب أخرى ، وفى تلك الحالة فلن يستطيع الحزب الاستمرار في سياساته الحالية لا داخليا ولا خارجيا ، لأن الشريك الجديد، سيعارض العديد من هذه السياسات 0