هل استطاعت داعش أن تظهر نفسها فى دور بطل العالم السني الإسلامى؟.. خاصة الذين يشعرون بحصار الشيعة متمثلا فى حكومات سورياوالعراق، بعد السيطرة على مدينة تدمر السورية وتفجير سجن تدمر سيء السمعة المعروف عنه اعتقال وتعذيب النشطاء السياسيين فى سوريا، بحسب ما ورد فى تقرير صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية. إستراتيجية داعش المزدوجة قالت الصحيفة فى تحليلها يشأن أداء داعش، أن التنظيم يحاول إظهار نفسه ككيان سياسي واجتماعي مندمج ليملأ الفراغ الواضح الناتج عن غياب وتفكك السلطة وفي نفس الوقت يعتمد أسلوب الرد العنيف تجاه أي مجموعة سنية – سواء مسلحة أو مدنية – يعتقد أنها تمثل تحديًا لسطوته. قالت الصحيفة إن هذه الإستراتيجية المزدوجة لداعش، مكنت التنظيم من حماية المصالح السنية وفى الوقت ذاته الانقضاض على أي جماعة منافسة تحاول لعب دور التنظيم، وبشكل عام التصدى لضربات التحالف الجوية ضده. أسباب تحيز بعض العراقيين والسوريين لداعش وأوضحت الصحيفة أسباب تقبل سوريين وعراقيين لوجود داعش داخل بلادهم، حيث قالت إن مهاجمة التحالف الدولى الذى تقوده أمريكا ضد داعش لقوات التنظيم فى سوريا فقط لمجرد التخلص من التنظيم دون ردع قوات الأسد ضد ضرب المناطق السنية فى سوريا أدى إلى ميل بعض السوريين لمعسكر تنظيم داعش. وأضاف أحد سكان تدمر للصحيفة الذى أطلق على نفسه اسم "دهام"، لدواع أمنية، أن التنظيم استطاع "أسر القلوب والعقول فى العراق لمدة سبعة سنوات" منذ وجود القاعدة وتابع أن "ذلك ما حدث حرفيا فى تدمر التى سقطت فى يد داعش دون أى مقاومة، خاصة بعد تدمير سجن تدمر المشهور بتعذيب المدنيين السوريين" ، و"الشعور بأن العدل تحقق على يد المسلحين المتطرفين"، بحسب رامى جراح ناشط ضد الحكومة السورية وتنظيم داعش. وفى مخيمات اللاجئين الفلسطينيين فى لبنان، يطلق البعض على أنفسهم كلمة بالعامية تدل على الانتماء لداعش وهى "دعووش"، تصغير لاسم الشخص المنتمى لداعش. أما عن العراق، تتجاهل جماعات السنة محاربة داعش لأنهم يرون أن حكومة بغداد لا تستحق القتال من أجلها، "لأننا نحتاج ضمانات أن مكافحة داعش ستمكننا من الحصول على حقوقنا المشروعة ومعاملتنا مثل باقى العراقيين"، بحسب السنى أسامة النجيفى نائب أسبق لرئاسة العراق. داعش راعى مطالب السنة أوضحت الصحيفة أن الوضع المضطرب فى سورياوالعراق ساهم فى اقتناع السنة في العراقوسوريا بأن التعايش مع التنظيم لم يرع مطالبهم ومصالحهم الوطنية، وعلى الرغم من أن معظم العرب السنة في العراقوسوريا لا يؤيدون التشدد الذي ينتهجه تنظيم داعش إلا إن قسمًا منهم بدأ يميل لما يقوله التنظيم عن حماية العرب السنة من اضطهاد الحكومات الشيعية.