اهتمت الصحف العالمية بفوز الرئيس عمر البشير ب 94% من أصوات الناخبين السودانيين يوم الاثنين الماضى أمام 19 من المرشحين للسباق الرئاسى الذى انتهى بفوز البشير لمدة رئاسية جديدة من خمس سنوات بعد حكم دام لحوالى 25 عاما. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن الرئيس السودانى يعتبر الرئيس الوحيد الموجود فى منصب الحكم بالرغم من قرار القبض عليه من قبل المحكمة الجنائية الدولية الذى صدر ضده فى 2010 على خلفية مذابح دارفور التى أسفرت عن إبادات جماعية لأعداد من السودانيين. رأى بعض المحللين أن انخفاض الإقبال على التصويت تعتبر "نكسة" بالنسبة للحزب الحاكم السودانى "حزب المؤتمر الوطنى" بسبب مقاطعة المعارضة وانخفاض نسبة الإقبال واللامبالاة العامة التى سادت بين المواطنين السودانيين. ورأت صحيفة جارديان البريطانية أن رئيس لجنة الانتخابات السودانية عمر العصام يصر على أن تقارير انخفاض الإقبال على الانتخابات "غير دقيقة" بالرغم من مقاطعة غير مسبوقة للنشطاء السياسيين واعتبارهم التصويت فى الانتخابات "مهزلة سياسية". وألمحت الصحيفة إلى إحكام البشير قبضته على الحكم فى السودان وأنه أعلن من خلال حملته الانتخابية أن انتخابه هو السبيل الوحيد لنجاة السودان من الفوضى التى ابتلعت الدول العربية الأخرى وناقش فى حملته قضايا مثل الزراعة وأزمة الحصول على المياه، حيث يعيش حوالى نصف السودان فى نسبة عالية من الفقر والبطالة. وفى تقرير صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية عن الانتخابات السودانية، قالت أن اللجنة العليا مدت مدة الانتخاب ليوم إضافى لتشجيع المصوتين على المشاركة، وترى أن انتخاب البشير لمدة رئاسية جديدة من خمس سنوات تعتبر "تحديا" لقرار المحكمة الجنائية الدولية بالقبض على البشير لممارسته سياسات القمع وارتكاب جرائم الحرب فى دارفور. مضيفة أن السودان شهدت فى عهد البشير حروبا متوالية شهدت مقتل 300 ألف شخص بحسب تقارير هيئة الأممالمتحدة بينما 10 آلاف شخص فقط بالنسبة لتقارير الحكومة السودانية. وعن النقد الذى وجه للانتخابات، قالت جارديان أن بريطانيا والولايات المتحدة رأتا أن السودان "فشلت فى خلق مناخ مناسب من الحرية للانتخابات" بينما انتقد الاتحاد الأفريقى الانتخابات على "استحياء" قائلا أن" العملية الانتخابية أبرزت التحديات الجادة التى تواجه بناء العملية الديموقراطية فى السودان"، فيما تجاهل المتحدث الرسمى باسم الحكومة السودانية، ربيع عبد العاطى، النقد تماما معتبرا أن فوز البشير "نصر محقق". ورأت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية أن البشير استطاع اللعب على "الكارت الرابح" بربط نجاحه فى الانتخابات بالحفاظ على استقرار الدولة من الانهيار الذى نال من الدول العربية المجاورة للسودان ولكنها رأت أن عقبة البشير الكبرى تتمثل فى الاقتصاد الذى تطوقه العقوبات الأمريكية إضافة إلى انخفاض سعر الجنيه السودانى.