قالت صحيفة "المونيتور" الشرق أوسطية إن هناك حالة من الجدل والاستغراب بين صفوف الشعب المصريّ، نتيجة تطوّر الهجمات الإرهابيّة إلى أكثر شراسة، على الرغم من التصريحات العسكريّة الإيجابيّة بالقضاء على الإرهاب. وأوضحت الصحيفة أنه تم قتل 18 جنديا و3 مدنيين وأصيب 15 آخرون الخميس 2 أبريل/2015، في هجوم نفذه مسلحون بقذائف صاروخية على عدة حواجز أمنية عسكرية شمال سيناء. تفاصيل الهجوم الأخير على سيناء قالت الصحيفة أن هناك وحدة عسكريّة في تنظيم ولاية سيناء تسمّى الرصد والتخطيط، وظيفتها مراقبة الارتكازات والمعسكرات على فترات وأوقات مختلفة، وبناء على المعلومات التي يتمّ جمعها، يتمّ تنفيذ الهجمات النوعيّة الكبيرة. وأشارت الصحيفة إلي أن الجماعات المتشددة التابعة لتنظيم داعش في سيناء والتي تطلق على نفسها "ولاية سيناء" قاموا بالهجوم في الساعة الخامسة فجراً ، وهي من المواعيد التي يتراخى فيها الجنود، ويتّضح من الصور التي نشرها ولاية سيناء، أنّ القوّات كانت في حالة تراخٍ في شكل لا يوحي بوجودها في حالة حرب. ونبهت الصحيفة إلي أن المتشددين يستغلون التحصينات العسكريّة في شكل عكسي، حيث تم استغلال الأكوام الرمليّة التي وضعها الجيش لحمايته من اختراق السيّارات المفخخة، كحاجب رؤية تسللوا من خلفه إلى داخل الارتكاز والاشتباك في الداخل بكلّ سهولة. كيف نفذ الهجوم ذكرت الصحيفة أن العلميات التي تنفذ بواسطة جماعة "ولاية سيناء" على مدار الأشهر السابقة، تتمّ بالسيّارات المخفّفة والانتحاريّين، لكنّ قوّات الجيش أغلقت الطرق كافّة المؤدّية إلى مقرّاتها بأكوام الرمال، واعتقدت أنّها بذلك قد أوقفت الهجمات الكبيرة، مع توقّعات وتطمينات باستحالة حدوث اشتباكات ومباغتة من نقطة قريبة، وذلك بحسب ما قاله جهادي منشق عن جماعة ولاية سيناء للصحيفة. وأكدت الصحيفة على حسب ما قاله الجهادي، أن حروب الإرهاب تعتمد على الخديعة، ومن أكبر الأخطاء التي تقع فيها القوّات النظاميّة هو وضع التوقّعات والتطمينات، فطالما هناك إرهاب، يجب أن تكون القوّات متأهّبة وحذرة على مدار الوقت، فالإرهاب يعتمد على الثغرات والمفاجأة وتغيير الخطط في استمرار، مع أسلوب الكرّ والفرّ على فترات مختلفة. ونقلت الصحيفة ما قاله باحث في شئون سيناء والجماعات المسلحة، رفض الكشف عن هويّته :"أن الاستغراب من نجاح الهجمات في سيناء ليس في محله، لأن الجيش لم يغير في خططه التي تعد دفاعية وتعتبر محاولات لصد الهجمات وإغلاق الثغرات، بدلاً عن كونها خططاً هجوميّة لاستهداف الإرهاب واقتلاعه من جذوره". وأضاف الباحث: تعمل قوات الجيش في سيناء في شكل روتيني أشبه بالواجب الوظيفي اليومي، من دون إجراء أي تغييرات لها دلالات استراتيجية ومستقبلية. فعندما تهاجم معسكرات الجيش بالسيارات المفخخة، يقوم الجيش بإغلاق الطرق المحيطة بالمعسكرات، ويعتقد بذلك أنه أوقف الهجمات، فيتّجه المسلحون إلى تغيير استراتيجيّتهم ويهجمون بالعبوات الناسفة، فيتّجه الجيش إلى تغيير الطرق والسير عشوائيّاً عبر طرق صحراويّة غير منتظمة.