تلوح في الأفق بوادر تطور غير مسبوق للصراع بين الحركات المسلحة في أفغانستان، البلد الذي كان منذ عقدين ملاذا لمسلحي الملا عمر. وقالت تقارير صحفية إن كلًا من حركة طالبان وتنظيم داعش في أفغانستان، أعلنتا الجهاد ضد بعضهما الآخر، في ولاية هلمند، خصوصًا في ظل تأكيد نائب والي ولاية غزني محمد علي أحمدي أن داعش ينشط في 5 مناطق من الولاية وأن قادة التنظيم ينتمون إلى جنسيات عربية وأنه يسخر إمكاناته المادية لاستقطاب الشباب وعناصر كانت ضمن طالبان سابقًا. ومن جانبه كشف مدير أمن ولاية هلمند نابي جان مولاهل عن إعلان طالبان الحرب على داعش في مناطق ينشط فيها فرع تنظيم "أبوبكر البغدادي" الذي ظهر بقوة قبل أشهر في تلك الولاية. ويقول مولاهل إن طالبان أصدرت بيانًا، اعتبرت فيه داعش "تنظيما غير مسلم ودعت إلى ضرورة الجهاد ضده"، الذي رد بإعلان الجهاد ضد حركة طالبان واعتبرها "مرتدة عن الإسلام". وتفيد المعلومات الصادرة عن مسؤولين أمنيين أفغان أن داعش يمارس أنشطته في الأماكن التي لا تبسط الحكومة سيطرتها عليها وأنه يقوم بالتدريبات العسكرية لعناصره هناك في منطقة زامن دافر وبتدريب عناصر سابقة في حركة طالبان يقع تزويدها بالمال والسلاح. هذا الأمر أصاب المسؤولين الأفغانيين في مقتل وزاد من مخاوفهم وذلك حينما كشف أحمدي أن الولاية أبلغت الحكومة الأفغانية التي يترأسها عبدالله عبدالله وقيادة حلف شمال الأطلسي "الناتو" بهذه المعلومات الخطيرة وأن أي منهما لم تبد قلقها أو تأخذ التحذيرات على محمل الجد. ويرى خبراء أن طالبان تحاول إثبات ذاتها مع تواصل تمدد داعش في آسيا الوسطى عبر حصد ولاء القيادات المنشقة عن الحركة والتي تجد نفسها منسجمة معه في مواجهة الأجهزة الأمنية الأفغانية أو الجماعات الجهادية المنافسة لها على الساحة. يذكر أن أول ظهور علني لداعش في أفغانستان كان عقب الاشتباكات التي وقعت بينه وطالبان في هلمند أواخر نوفمبر الماضي حيث سبق أن أعلن مسؤولون حكوميون أن مسلحين ملثمين يحملون رايات سوداء يشتبكون مع مسلحي طالبان هناك.