استضافت قناة الحياة فى 9/4/2015 الأستاذ الدكتور سامى نصار والأستاذ الدكتور كمال مغيث والأستاذة الفاضلة وكيل أول وزارة التربية والتعليم بالجيزة لطرح الرؤى المختلفة حول قضية التعليم وأدارت الاعلامية لبنى عسل الحوار مع ضيوفها.. والحقيقة أننى قد تداخلت مع بعض الضيوف فى برامج أخرى عن نفس الموضوع، ولكن يبدو أن الاصرار واضح على إعفاء أصحاب القرارات الخاطئة والمؤثرة فى إفساد المنظومة التعليمية وإقحامها فى أتون التعصب الأعمى.. تمثلت بدايات الموضوع فيما يلى: 1- مهاجمة جمال عبد الناصر العلنية لأساتذة الجامعات وسخريته من رسائل دكتوراه تحديدا عن الذبابة وأجنحتها وكأن دراسة علم الحشرات Entomology أو تقديم بحوث عنها شىء هين أو لا أهمية له! 2- ابتداع وزارة للتربية والتعليم لتحل محل وزارة المعارف.. فأى المسمين كان هو الأصح؟! 3- فرض وزير للوزارة وللبحث العلمى ولرئاسة المجلس الأعلى للجامعات ليجلس على نفس الكرسى الذى جلس عليه الدكتور طه حسين والدكتور حسين هيكل والدكتور عبد الرزاق السنهورى وكانت رتبته العسكرية رائد، دخلت دفعته الكلية الحربية ولا تحمل التوجيهية!!. وكان من باكورة أعماله وقراراته الفذة اعتبار الراسب فى الثانوية العامة فى مادتين إضافة إلى مجموع فى حدود 40% ناجحاً فيها!! 3- التعليم فى العالم كله وسيلة لتقدم الأمم والشعوب وليس أبداً وسيلة لإذابة فوارق مزعومة بين الناس. 4- تجاهل الأشاوش المغرضون أن التعليم أساساً للقادرين عليه ذهنياً بصرف النظر عن مواقعهم من الغنى أو الفقر!، وأن الاتاحية Availability للجميع يجب أن تكون حتى مدى الطاقة الذهنية للمتلقى. 5- كانت الجريمة البشعة أن يفرض الحاكم إذعاناً على كل الناس أن يكونوا اشتراكيين... الأستاذة الجليلة وكيل أول وزارة التربية والتعليم شددت فى البرنامج على حتمية أن يكون المدرسون من خريجى كليات التربية وأن عنف بعض المدرسين مع الطلبة لأنهم ليسوا من التربويين !!.. يا سيدتى.. منبع التربية أساساً المنزل،وأية تلميذة أو تلميذ لم يحسن تربيته أهله لا ولن تصلحه أية مدرسة!!.. هذه بديهية.. وما أراه أن عنف بعض المدرسين مرجعه فى أحيان كثيرة إلى البيئة التى أتى منها هؤلاء التلاميذ والتلميذات.. فكيف لمدرس أن يتحمل شرور أمثالهم وأمثالهن !.. فى العهد الليبرالى الذى نعتوه بالبائد كان التعليم الحكومى أو الرسمى هو القيمة والقمة!.. وكان الطلبة المتفوقون يلتحقون بمدارسه.. سعد زغلول.. مصطفى النحاس.. طلعت حرب.. على ماهر.. وأحمد ماهر.. فكرى أباظة.. فاروق جويدة.. فاروق شوشة.. أحمد زويل.. فاروق الباز..أسامة الباز وكثر غيرهم فى جميع المجالات.. الجامعات المصرية وعلى القمة منها وفيها جامعة فؤاد – القاهرة الآن - كانت هى الأعلى فى كل شىء دون استثناء.. وكما قال الكاتب الصحفى الكبير لويس جريس، وهو خريج الجامعة الأمريكيةبالقاهرة، فى حديث له بإحدى القنوات الفضائية أن خريجى كليات جامعة فؤاد كانوا ينظرون إلينا من عل!.. لقد تأملت ما قاله د.كمال مغيث بالحلقة عن تعليم الستينات!.. يا دكتور كمال تعليم الستينات هو امتداد لتعليم ما قبل 23/7/52 بالقصور الذاتى!.. لقد وجه الملهم الكبير فى هذه الفترة رسالة إلى أساتذة كليات الهندسة العظام رسالة مفادها هذه دولتنا وأوامرنا ومن لا يعجبه ما نفعل عليه أن يحمل عصاه على كاهله ويرحل!.. أما أستاذ الهندسة الآخر عندما تحدى والد الرئيس الأعلى للجامعات ورشح نفسه أمامه لمجلس الأمة بدائرة بنها وفاز فيها باكتساح فكان الرد الفورى عدم السماح له بالعودة إلى الجامعة!!.. ثم نعود مرة أخرى إلى ما قاله أ.د سامى نصار بالحلقة من أن شقاوة العيال مسألة طبيعية فهذا مردود عليه.. نعم.. ولكن شقاوة العيال الأسوياء الذين أحسن أباؤهم تربيتهم!.. ثم نأتى إلى نقطة أخرى هى مسألة الدروس الخصوصية.. لقد كانت فيما مضى هى العار نفسه بالنسبة للأستاذ والطالب على السواء، وبالرغم من أن أحداً لا يعارض رفع مرتبات المدرسين ولكن هذا الآن.. لن يمنع ولا حتى يقلل من الدروس الخصوصية.. لأسباب عديدة ذكرتها فى عديد من مقالاتى بالوفد.. مرة أخرى كان المدرسون دون جميع موظفى الدولة تتأخر ترقياتهم بوزارة المعارف بعنف، ومع ذلك لم يضربوا أو يهملوا فى أداء رسالتهم لأنهم فعلاً كانوا أصحاب رسالة وقامة عالية وأصحاب هامة هى الأرفع عن غيرهم.. وفى ختام المقال.. الغالبية العظمى من المدرسين الأكفاء فى كل العلوم لم تكن أبداً حكراً على خريجى معاهد التربية، إن ملكة التفوق فى التدريس ليست أبداً قاصرة على كلية بعينها بل إن أفضل مدرسى الرياضات والفيزياء وأكثرهم لمعاناً وتفوقاً كانوا من خريجى كليات العلوم بالجامعات!.. وفى ختام المقال فإن العملية التعليمية تعتمد أساساً وعلى أى مستوى على أربعة عوامل وبالتحديد هى منهج جيد وأستاذ مستوعب له وقادر على نقله بكفاءة للطلاب يليها أسئلة تختار بعناية فائقة لتحديد المستوى ثم أخيراً تصحيح يكون دقيقاً للغاية.. إهمال أى عامل من هذه العوامل الأربعة يؤدى بالحتم إلى هبوط فكر ومعارف وتعليم مفترى عليه!.