* خناقة عادية تحدث كل يوم..مجرد خناقة.. ضابط طيار.. يسير بسيارته الملاكى..يستوقفه احد امناء الشرطة فى كمين مرورى.. ويطلب منه ابراز رخصة القيادة..فرفض الاول اظهار رخصه بعد ان ابلغ الامين بجهة عمله..فما كان من الامين الا ان يصر على تطبيق القانون..واصر على طلبه فى ضرورة اظهار الطيار لرخصه..فحدث تلاسن لفظى..سرعان ما تطور لاشتباك بالايدى!! *خناقة عادية تحدث وتتكرر كل يوم..شخص يرى نفسه بحكم وظيفته.. او بحكم قرابته لمسئول سلطوى كبير.. انه فوق القانون..خاصة اذا ما كان الغندور.. تابعا لاحدى الجهات المعروفة او السيادية تحديداً!! * خبر اعتدنا عليه فى بلادنا..ولم يعد شيئاً غريباً. .ولا شاذا..انما الغريب والشاذ حقاً هو ما حدث بعد ذلك. * فقد اصرت الشرطة المدنية على تنفيذ القانون..وتحرير محضر بالواقعة.. واصطحاب الطيار للقسم..فما كان من صاحب المقام الرفيع..الا ان يبلغ قياداته فى الجيش بالأمر..وللاسف فإن قياداته لم يزجروه ..ولم يعلموه ان يمتثل للقانون..ولم يقولوا لجنابه.. هو انت على راسك ريشة.. القانون ..قانون.. يا عم الأمووووور!! * ابدا لم يقولوا لجنابه ذلك.. بل تصرفوا برعونة تفوق رعونة مرؤوسهم..واعتبروها موقعة استرداد الكرامة.. ورفعوا شعاراً يقول «لايسلم الشرف الرفيع من الاذى.. حتى يراق على جوانبه الدم».. فحضروا بدباباتهم ومصفحاتهم..ومعهم قوات من الشرطة العسكرية .. تكفى لتحرير عكا.. واحاطوا بقسم شرطة شبين القناطر من كل جانب.. وهتافهم واحد..الغازية لازم تنزل..معذرة .. اقصد امين الشرطة لازم ينزل.. ويتقبض عليه.. من الشرطة العسكرية..لتأديبه على غلطته فى حق جناب الباشا. * وهنا شعر زملاء امين الشرطة بالاهانة من ان يجر زميلهم جرا.. للتأديب داخل «قشلاق» القوات المسلحة لمجرد حرصه على تنفيذ القانون. * وهكذا حضرت القبيلة..وغابت الدولة فى شبين الكوم. فكل طرف انحاز -بحكم القبيلة -للطرف الذى يتبعه. * وحضرت قيادات البلد باكملها بداية من محافظ المنوفية..وقيادات الجيش والشرطة الى موقع الحدث..حتى لايتفاقم ويتطور اكثر من ذلك! * وبالتأكيد سينتهى الأمر باعتذار أمين الشرطة.. وقياداته للطيار الهمام على غلطتهم .. فى حق جنابه.. مع وعد قاطع بعدم تكرار الخطأ مرة أخرى..وعدم الاعتداد بسيادة القانون مرة أخرى..بعد ان داس عليه جنابه ببيادته العسكرية الثقيلة. * أظنكم تتذكرون معى أن هذه الواقعة لم تكن الاولى..كما لن تكون الاخيرة فى هذا المسلسل الهابط.. وان كان ابطاله يتغيرون.. يعنى مرة يكون البطل «المتجاوز» قاضياً او وكيل نيابة.. وأحيانا يكون ضابط شرطة أيضاً.. وفى بعض الاحيان ضابط جيش.. ففى كل مرة.. ربنا يكرمنا بوحش الشاشة الجديد.. والذى يدوس على القانون بحذائه.. بل يتم توقيع العقوبة.. على المسكين البائس الذى يصر..ويصمم على تطبيق القانون!! * طب ايييه الحل ياسادة يا كرام؟! - الحل فى رأيى هو منح القانون اجازة.. أو حتى «تعسيلة «.. مؤقتة فى التعامل مع الفئات المستثناة جيشاً أو قضاء أو شرطة.. وكذلك انجالهم واقاربهم حتى الدرجة الخامسة.. فهؤلاء ينبغى منحهم «حصانة» تحميهم من «غلاسة» القوانين..وتقيهم من «غتاتة» منفذية. * يعنى .. يعنى.. لو اي كمين مرورى فى اى مكان..حتى لو كان فى العريش أو شمال سيناء كلها.. ومرت عليه أي سيارة بها زجاج فاميه.. ويقودها أي شخص.. وقال عندما يطالبه الكمين بالرخص .. انه قاض او ضابط جيش او ضابط شرطة.. فعلى الكمين عمل تعظيم سلاااااام لجنابه وتركه يمر..حتى لو كان ارهابيا ينتمى لبيت المقدس.. ويحمل فى سيارته الاسلحة والمتفجرات.. التى سيفجر بها منشأة عسكرية او شرطية..مش مهم !! * المهم ألا نغضب جناب الباشا الهمام.. واللى على رأس «جنابه» ألف ريشة وريشة.. على وزن ألف ليلة وليلة.. فكلنا الآن بتنا ندوس على القانون بأحذيتنا سواء كنا ننتمى للقضاء او الجيش او الشرطة.. او حتى لبيت المقدس!! * المهم ان نضمن عدم اشتعال الحرب بين السلطات..وعدم التنازع على الحدود بين السلطاااات!! * والآن.. لنا ان نتخيل نتيجة وكارثية هذا الطرح.. فعندما يغيب القانون الانسانى.. ستحضر قوانين الغابة التى تعنى ان القوى يأكل الضعيف!!