أخطأ ضابط مرور القاهرة الجديدة عندما «كلبش» سيارة تقف صفاً ثانياً، واخطأ أيضاً عندما أصر علي اتخاذ الإجراءات القانونية بعد معرفته لشخصية قائدها الكابتن الشهير عماد متعب!! وأقول أخطأ الضابط لانه لم يفهم «سلو» بلدنا.. ولم يدرك ان المشاهير لهم «حصانة» سواء كانوا لاعبين أو فنانين أو حتي راقصة تهز وسطها، فهؤلاء يا ضابطنا الهمام فوق القانون.. وفوق البشر.. هم مواطنون «سوبر»، أما قانونك فهو «خاص وحصري» للغلابة والمهمشين من أبناء الشعب.. هؤلاء لابد ان تأخذ حقك وحق القانون من «حبابي عنيهم». ولو سألت زملاءك السابقين أيها الضابط الهمام ستدرك ان السيد «متعب» هوايته الأولي قبل الكرة هي ضرب رجال الأمن والتعدي عليهم، وقبل ان تقع الفأس في الرأس تسارع إدارة الأهلي راعية الأخلاق لانقاذ نجمهم الأشهر، وعفا الله عما سلف، وأحياناً يلجأ الضابط الضحية للاعتذار للنجم الشهير خوفاً من شهرته أو تنفيذاً لأوامر قادته، والتي قد تصل أحياناً للوزير شخصياً إذا ما ركب الضابط المخلص رأسه علي أداء عمله وتنفيذ القانون علي جناب «الكوتش» الشهير. وقد علمنا ان واقعة السيد متعب، والتي وصلت لحد قيامه برفع سلاحه «المرخص» مهدداً أفراد الأمن بالقتل إذا لم يسمحوا لجنابه بالانصراف رغم خطئه بالوقوف في الممنوع كصف ثان - هذا ما صرح به أفراد المرور في محضرهم، وعلي الفور وكالعادة أسرع عضو مجلس إدارة الأهلي المحترم بالاتصال بقيادات الداخلية مصطحباً معه مسئولاً أمنياً سابقاً نعمل بالنادي الأهلي حاليا من أجل «لم» المسألة إنقاذ اللاعب قبل توسع الموضوع!! أما الذي أسعدني حقاً فهو إصرار أفراد الكمين علي إحالة اللاعب للنيابة التي أفرجت عنه بكفالة خمسة آلاف جنيه مصري علي ذمة القضية.. والقضية هنا ليست قضية لاعب كرة «أرعن» اعتاد الاعتداء علي رجال الشرطة وتهديدهم بالقتل والتشريد من عملهم.. لكن القضية هي سيادة القانون والتي داسها اللاعب الشهير بحذائه «الذهبي». بل هي قضية الكثير من المشاهير الذين جاءتهم الشهرة بلا ثمن.. فأصيبوا بجنون العظمة وشعروا بأنهم فوق القانون، وهناك عشرات بل مئات من الوقائع كان أبطالها مشاهير في الفن والرياضة، وكان ضحاياهم ضباط شرطة محترمين أصروا علي تنفيذ القانون وفهموا - خطأ - بأن جميع المواطنين سواسية أمامه لا فرق بين كبير وصغير «شهير أم نكرة»، فهم تعلموا للأسف خطأ ان القانون «مفيهوش زينب» ولا متعب ولا المدعو شيكابالا نجم الزمالك السابق، والذي يشترك مع زميله نجم الأهلي في هواية ضرب رجال الشرطة والجيش والاعتداء عليهم. والسؤال هنا كيف يسمح قادة وزارة الداخلية بأي وساطة مع كابتن الأهلي الذي رفع سلاحه المرخص في وجه رجال الشرطة، فهذه جريمة كبري لو وقعت في أي بلد يحترم القانون ضد رجال الأمن المكلفين بتنفيذه لطارت رقبة اللاعب الشهير فيها، أما قبول الوساطة فهذا يعني إما ان «جنابه» فوق القانون أو إن رجال الأمن كذبوا علي سيادته في محضرهم وأنه لم يهددهم و«لا دياولو»! يا سادة لابد ان يأخذ القانون مجراه حتي يكون هذا اللاعب وأمثاله من المشاهير «عبرة» لكل من يفكر في الاعتداء علي رجال الشرطة.. فيكفي هؤلاء البؤساء و«قرف» الإرهاب وحقارة الإخوان.. وها نحن بدلا من ان نقف معهم نشترك مع اللاعب في إهانتهم وتحقيرهم خاصة ان هناك آلاف الشباب يتخذون من أمثال الكابتن المذكور قدوة ومثلاً!!