يحتفل المصريون، اليوم، بكافة طوائفهم الدينية، وطبقاتهم الاجتماعية بعيد شم النسيم، الذي يشهد ميلاد حياة جديدة، الذي عد أحد أبرز المناسبات الاجتماعية الخاصة، ومن ضمن نسيج المجتمع المصري. وبدء الاحتفال بأعياد شم النسيم إلى ما يقرب من سبعة آلاف سنة، وبالتحديد إلى أواخر الأسرة الثالثة الفرعونية، ومازال يحتفل به الشعب المصري حتى الآن. وترجع تسمية "شم النسيم" بهذا الاسم إلى الكلمة الفرعونية "شمو"، وهي كلمة مصرية قديمة، تعرضت للتحريف على مرِّ العصور، وأضيف إليها كلمة "النسيم" وذلك لارتباط هذا الفصل باعتدال المناخ بين الحرارة والبرودة، والفصل الذي تكثر فيها الأزهار. ويتميز عيد شم النسيم ببعض الطقوس الخاصة، مارستها الشعوب منذ القدم، ومن أبرازها التي يحرص عليها المصريون منذ قديم الأزل، التنزه في الحدائق والحقول لاستنشاق عبير الأزهار، إضافة إلى حرص على تناول بعض المأكولات كالفسيخ والرنجة والأسماك المملحة، والبصل الأخضر، وقد وثقت عديد من البرديات وجدران المعابد مراسم الاحتفال بعيد الربيع. وأظهر المصريون القدماء براعة شديدة في حفظ الأسماك وتجفيفها وصناعة الفسيخ، إضافة إلى حرصهم على تناول الخس الذي كان يعد من أهم النباتات المفضلة لدى المصريين القدماء، حيثُ أعدوه من النباتات المقدسة، ونقشوا صورته تحت أقدام إله التناسل عندهم، ومن ضمن الطقوس المميزة لهذا اليوم تلوين البيض، وهو من أكثر العادات المحببة عند الأطفال، الذين يحرصون عليها وينتظرونها كل عام. ويذكر أن أعياد شم النسيم هو عيد يرمز عند قدماء المصريين إلى بعث الحياة، وكان يعتقدون أن ذلك اليوم هو أول الزمان، أو بدأ خلق العالم. كما أن النقش على البيض من أبرز العادات التي كان يمارسها القدماء المصريون، فقد كانوا ينقشون على البيض دعواتهم وأمنياتهم للعام الجديد، ويضعون البيض في سلال من سعف النخيل يعلقونها في شرفات المنازل أو في أغصان الأشجار؛ لتحظى ببركات نور الإله عند شروقه فيحقق أمنياتهم. يذكر أن على الرغم من قائمة التحذيرات الطبية لخطورة تناول الفسيخ، إلا أن المصريين مازالوا يحرصون على الاحتفال بعيد شم النسيم بنفس الطقوس والمراسم التي يحرص عليها المصريون القدماء.