يأتي فصل الربيع والصيف مصاحبا معه الأمراض الجلدية بكافة أشكالها وأنواعها، التي من أكثرها الحساسية التي يعاني منها معظم السيدات والرجال على حد سواء، وتعد الأرتكاريا من أكثر أمراض حساسية الجلد المزمنة التي تستمر لأيام وأسابيع، وتحدث بسبب التعرض لإحدي مسببات الحساسية. ويوضح الأستاذ الدكتور مهند عبد الجواد استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية والعقم، مسببات الارتكاريا قائلا:"يوجد الكثير من مسببات الحساسية، لكن اغلبها غير معروف، فقد تأتي الأرتيكاريا نتيجة تناول بعض الأطعمة مثل "البيض، السمك، الجمبري، المانجو، الشيكولاتة، الفراولة، واللبن ومنتجاته، وبعض الأطعمة المحفوظة"، إضافة إلى تناول بعض العقاقير الطبية، أو نتيجة استنشاق بعض الهواء الملوث أو الروائح العطرية، كما أن الإصابة ببعض الميكروبات، أو التعرض للدغات الحشرات قد يؤدي إلى الإصابة بالأرتكاريا. ويضيف استشاري الأمراض الجلدية :"تظهر الأرتكاريا في صورة طفح جلدي على هيئة بقع حمراء تصاحبها حكة شديدة، مع وجود بعض التورم الذي يجعل الطفح الجلدي مرتفعا قليلا عن باقي الجلد". ويتابع :"يوجد نوعان من الأرتكاريا وهما الحادة التي تستمر لأقل من 6 أسابيع، والمزمنة وهي تستمر أعراضها لأكثر من 6 أسابيع". ويكمل :"تكمن خطورة حساسية الأرتكاريا إذا لم تشخص مبكرا، لأن هناك حالات تزداد أعراض الحساسية لديها التي تكون في صورة تورم في الشفتين، والعين، والأعضاء التناسلية، ويصاحب تلك الأعراض ضيق في التنفس، مع انخفاض ضغط الدم، الذي يؤدي بعد ذلك إلى الوفاة"، ومؤكدا، يجب التشخيص المبكر وبالأخص حالات الحساسية للوصول إلى الشفاء بشكل أسرع. وعن طريق الوقاية من حساسية "الأرتكاريا" يقول دكتور مهند عبد الجواد استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية والعقم :"تأتي حساسية الأرتكاريا في فصول السنة بأكملها فهي غير مرتبطة بفصل معين، لكنها تزداد وتتكاثر في فصلي الربيع والصيف، لهذا ضرورة تجنب الإكثار من تناول الأطعمة المحفوظة في فصلي الربيع والصيف، والانتباه لنوعية الأطعمة التي تسبب الحساسية، والاطلاع على الروشتة الطبية قبل تناول العقاقير الطبية للتعرف على نوعية المواد المستخلص منها الدواء الذي من الممكن أن تكون مسببة للحساسية، إضافة إلى أن التشخيص المبكر ضروري وهام للإسراع من عملية الشفاء". ويشدد:" في حالة ظهور علامات الحساسية يجب استشارة الطبيب على الفور، مع تجنب التعرض لدرجة حرارة مرتفعة، والاستحمام بالماء الفاتر". ويختتم حديثه قائلا:"على الرغم من أن حساسية الأرتكاريا ليست من الأمراض التي تستلزم إجراء عمليات جراحية، إلا أن حدتها وخطورتها تزداد نتيجة التشخيص المتأخر، فأغلب الحالات التي تشخص مبكرا يختفي الطفح الجلدي لديها خلال 24 ساعة من بدء العلاج".