أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن روسيا تواجه حربا إعلامية غير مسبوقة مع الغرب على خلفية الأزمة الأوكرانية. ونقلت قناة "روسيا اليوم" عن لافروف قوله، في اجتماع مع ممثلي منظمات أهلية روسية في موسكو اليوم الجمعة، إن سياسة العقوبات غير الشرعية ومحاولات معاقبة روسيا بسبب دفاعها عن الحقيقة والعدالة وحمايتها مواطنيها أدت إلى نشوء أزمة خطيرة في العلاقات بين روسيا والغرب. وأضاف الوزير الروسي أن جهودا غير مسبوقة تبذل من أجل تشويه صورة روسيا وسياستها، مؤكدا في هذا السياق أهمية الجهود الرامية إلى إيصال معلومات موضوعية إلى المجتمع وتعزيز العلاقات مع هؤلاء الذين يسعون إلى تعاون بناء، كما يحدث في إطار ما يسمى ب"رباعية النورماندي"، مشيرا إلى أهمية الدور المتنامي للمجتمع المدني في هذا المجال. ودعا وزير الخارجية الروسي إلى إشراك المزيد من المنظمات الأهلية من القرم في عمل روسيا في المحافل الدولية الخاصة بحقوق الإنسان، مضيفا أن ذلك سيسمح بإطلاع شركاء روسيا على معطيات موضوعية وجديدة حول الأوضاع في القرم في الوقت الذي تشوه فيه وسائل الإعلام الغربية ما يجري هناك بشكل صارخ. وأوضح لافروف إن التوتر في العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي انعكس سلبا على الحوار المجتمعي بين الجانبين، مشيرا إلى أن اللجنة الأوروبية الاقتصادية والاجتماعية أقرت نهاية العام الماضي تقريرا مسيسا حول وضع المجتمع المدني في روسيا ورفضت عمليا اعتبار المجلس الاجتماعي الروسي شريكا حقيقيا لها بسبب موقفه بشأن أوكرانيا، مضيفا أن الجانب الأوروبي لسبب ما يتجاهل تماما دعم معظم المواطنين الروس لسياسة الدولة الخارجية. كما دعا وزير الخارجية الروسي إلى مواصلة التعاون على مستوى المجتمع المدني وتطوير التعاون بين المناطق الحدودية لروسيا والاتحاد الأوروبي رغم التوتر الحالي، لافتا إلى استمرار التعاون الروسي الأوروبي على مستوى أبرز المراكز العلمية والجمعيات التجارية. من جهة أخرى أكد لافروف أن هناك جهات تسعى للتلاعب بمواضيع تاريخية، خاصة موضوع الحرب العالمية الثانية، وتريد التشكيك في وضع روسيا كدولة منتصرة في الحرب. وقال الوزير الروسي إن العمل المنتظم في مواجهة تزوير التاريخ وتمجيد النازيين ومكافحة القومية العنيفة وكراهية الآخرين يجب أن يكون من أهم الأولويات في عمل منظمات المجتمع المدني الوطني.