اليوم العالمي للمعلمين، الأوقاف تشيد بجهودهم في تحصين الطلاب من الفكر المنحرف    جامعة الفيوم تنظم ندوة "زواج القاصرات وآثاره السلبية على المجتمع" بكلية الآثار    أحمد الشرع يلغي عطلة "حرب أكتوبر" في سوريا    لمستفيدي تكافل وكرامة والأسر فوق خط الفقر.. رئيس الوزراء يصدر قرارًا جديدًا    35 مليار جنيه أرباح العاصمة الإدارية في 2024 ونمو الأصول إلى 335 مليارًا    عمران القاهرة.. بين السلطة الحاكمة ورأس المال وفقراء الشعب    قناة إسرائيلية: بن غفير وسموتريتش طالبا نتنياهو بالعودة للقتال حال عدم تفكيك سلاح حماس    ماذا قال الجيش اللبناني بعد التحقيق مع فضل شاكر؟    الرئيس التشيكي يضع الانتماء إلى الناتو والاتحاد الأوروبي في صميم مشاورات تشكيل الحكومة المقبلة    محلل: الانتخابات السورية جرت بسلاسة رغم غياب الكرد والدروز    شاهد، "كعب العميد وفينيش تريزيجيه" في مران منتخب مصر    «هفضل أدافع عن الأهلي».. شوبير يوجه رسالة لجماهير الزمالك قبل برنامجه الجديد    جوارديولا: سأتصل بالسير أليكس فيرجسون وآرسين فينجر لنحتفل معًا    يوتيوب دون تقطيع الآن.. مباراة يوفنتوس وميلان اليوم في الدوري الإيطالي 2025-2026    500 شاب وطفل من ذوي الهمم يشاركون في القافلة المجتمعية لوزارة الشباب بالمنيا    رفع 400 حالة إشغال متنوعة بحي الهرم    مصر تحشد لدعم العناني قبل يوم الحسم في اليونسكو    لينك تحميل تقييمات الأسبوع الأول للعام الدراسي 2025-2026 (الخطوات)    تفاصيل جديدة في واقعة الفعل الفاضح على المحور    الحب وأشياء أخرى    حفيد شقيقة عبدالحليم حافظ: نسعى لتسجيل منزل العندليب في اليونسكو وتحويله لمزار عالمي    بعد اتهامها بالاعتداء على أحد الصحفيين.. مهرجان الإسكندرية يرد: ليلى علوي ضحية واقعة اقتحام وليست طرفًا    «إوعى تآمنلهم».. 3 أبراج أكثر مكرًا    نجل شقيق عبدالحليم حافظ: فوجئنا بأشخاص يحصلون على أموال نظير صعود محبي الراحل إلى منزله    مواقيت الصلاه غدا الإثنين 6 اكتوبرفى محافظة المنيا.... تعرف عليها    «مستشفى 15 مايو التخصصى» تتسلم شهادة دولية تقديرًا لجودها في سلامة المرضى    نقيب المعلمين: انتصار أكتوبر نموذج في التضحية.. والمعلم شريك أساسي في بناء الوعي    هل يجوز ضرب الزوجة؟.. أمين الفتوى يجيب    تامر فرج يكشف أسرار حياته العملية قبل دخوله عالم التمثيل    مباحث تموين الغربية تضبط 42 مخالفة في حملة رقابية خلال 24 ساعة"    وكيل صحة الأقصر.. يعلن بدء حملة التطعيم المدرسي للعام الدراسي 2024 / 2025    حماس: تصعيد استيطاني غير مسبوق في الضفة لابتلاع مزيد من الأراضي الفلسطينية    دور المقاومة الشعبية في السويس ضمن احتفالات قصور الثقافة بذكرى النصر    جامعة بنها الأهلية تنظم الندوة التثقيفية احتفالاً بذكرى نصر أكتوبر المجيد    روبيو: لا يمكن تجاهل تأثير الحرب في غزة على مكانة إسرائيل في العالم    هل يشارك كيليان مبابي مع منتخب فرنسا فى تصفيات كأس العالم رغم الإصابة؟    وزير التموين: تكثيف الرقابة والتصدى الحاسم لحالات الغش التجارى    تأجيل محاكمة 5 متهمين بخلية النزهة    مستشفى الغردقة العام تستقبل الراغبين فى الترشح لانتخابات النواب لإجراء الكشف الطبي    برلماني: استراتيجية النهوض بصناعة الحديد والصلب خطوة حاسمة لتعزيز الاقتصاد المصري بتوجيهات السيسي    رئيس الوزراء يترأس اجتماع اللجنة الرئيسية لتقنين أوضاع الكنائس والمباني الخدمية التابعة لها    وزارة الإسكان السعودي تحدد نقاط أولوية الدعم السكني 2025    إزالة 50 حالة تعدٍّ واسترداد 760 فدان أملاك دولة ضمن المرحلة الثالثة من الموجة ال27    رئيس الوزراء اليوناني: مستعدون لدعم الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب في غزة    مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي يكرم فناني ومبدعي المدينة (صور)    منتخب السعودية في اختبار صعب، هل ينجح الأخضر في تجاوز أزمة غياب اللاعبين المحليين؟    شهيد لقمة العيش.. وفاة شاب من كفر الشيخ إثر حادث سير بالكويت (صورة)    موعد أول يوم في شهر رمضان 2026... ترقب واسع والرؤية الشرعية هي الفيصل    موعد مباراة باريس سان جيرمان ضد ليل والقناة الناقلة    «بس ماترجعوش تزعلوا».. شوبير يعتذر ل عمرو زكي    وزير الصحة: تم تدريب 21 ألف كادر طبي على مفاهيم سلامة المرضى    الأوقاف تعقد 673 مجلسا فقهيا حول أحكام التعدي اللفظي والبدني والتحرش    «السبكي» يلتقي رئيس مجلس أمناء مؤسسة «حماة الأرض» لبحث أوجه التعاون    تجديد حبس المتهمين بسرقة شركة خدمات إلكترونية 15 يوما    رئيس مجلس الأعمال المصرى الكندى يلتقى بالوفد السودانى لبحث فرص الاستثمار    عودة إصدار مجلة القصر لكلية طب قصر العيني    اعرف مواقيت الصلاة اليوم الأحد 5-10-2025 في بني سويف    أذكار النوم اليومية: كيف تحمي المسلم وتمنحه السكينة النفسية والجسدية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أطباء نفسيون
الضرب فى المدارس يحول الطفل ل"بلطجى"
نشر في الوفد يوم 09 - 04 - 2015

"التعليم فى الصغر كالنقش ع الحجر"، هكذا جسد الحكماء قيمة التعليم فى السن الصغير، والعمل على ترغيب الأطفال فيه، وليس ترهيبهم منه، ولكن انقلب الحال فى العصر الحديث، وباتت العصا هى فزاعة الأطفال من المدرسة .
وأصبح بعض المعلمين يعتادون ضرب التلاميذ، وأحيانا تصل لحد العنف فى الضرب، بغض الطرف عما لهذا الأسلوب من آثار نفسية سيئة تقع على الطفل، بل وتنمو معه، وتتسبب فى تشكيل شخصية غير سوية على المدى البعيد.
وكشف عدد من الأطباء النفسيين وأساتذة علم النفس، عن الآثار النفسية للضرب فى المدارس، لاسيما للأطفال، ومدى قدرتها على تغيير شخصية الطفل.
فقال الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس، إن العنف ضد الأطفال فى المدارس، يسبب لهم مع الوقت حالة من الكراهية للمدرسة بوجه عام، أو كراهية للمادة التى يتعامل معلمها بعنف معه.
وأضاف فرويز، أنه بمرور الوقت يقل استيعاب الطالب للمادة العلمية من المعلم الذى يتعامل بعنف، ويظل طوال حياته لا يعرف سبب كرهه الحقيقى لهذه المادة، لافتا إلى أن هذا العنف على المدى البعيد، يتحول بداخل الطفل نحو المجتمع، كعملية تعويضية، لما شعر به، حتى أنه إذا أصبح معلما، سيتبع نفس السبل التى اتبعت معه.
وأشار أستاذ الطب النفسى، إلى أن أنسب طريقة لعقاب الأطفال، والتى تعتبر أفضل من الضرب وتأتى بنتائج، هو "الحرمان"، والتهديد فقط بالضرب، إذ أن التهديد يجعل الطفل مترقبا لأسوأ النتائج مما يجعله خائفا، بينما الضرب يسقط هذا الخوف وقد يجعل منه مع الأيام "بلطجى"، مؤكدا أنه بتكرار فعل الحرمان، سيتعلم الطفل ضرورة الالتزام بالسلوك الصحيح حتى تتوقف معاقبته.
وفى سياق متصل، قال الدكتور إبرهيم مجدى، استشارى الطب النفسى بجامعة عين شمس، إن تكرار العنف المدرسى مع الأطفال، قد يقود الطفل للانعزال ورفض الذهاب إلى المدرسة.
وأضاف مجدى، أنه من الممكن أن تتسبب المعاملة العنيفة فى حدوث "كوابيس" للطفل، وقد يصاحبها بعض حالات الاكتئاب، وربما تبول لا إرادى، فضلا عن الإهمال الدراسى، موضحا أن العنف الذى يستقبله الطفل فى المدرسة، يجعله عنيفا مع الآخرين بشكل عام.
وأشار استشارى الطب النفسى، إلى أن هذا العنف قد يتسبب على المدى البعيد فى وجود ردود أفعال عدوانية، وتغيرات سلوكية تصل لحد السرقة والكذب وتخريب الممتلكات، وهو مرض يطلق عليه فى علم النفس "سوء السلوك" .
ولفت مجدى، إلى أن المعايير الصحيحة لاختيار المدرسين تغيب عن المدارس المصرية، فلابد أن يكون المعلم، دارسا لعلم النفس التربوى، ولديه كاريزما وقدرة للتعالم مع الأطفال، بالإضافة إلى ضرورة قوته فى مادته العلمية؛ لأن ضعفه بها سيضعف قدرته على الإقناع، ومن ثم لن تكون له هيبة كافية داخل الفصل، فضلا عن قدرته على التواصل مع عقليات الأطفال بشكل صحيح، واحتوائهم، مؤكدا أن "اللجوء للضرب معناه ضعف الشخصية" .
وأوضح استشارى الطب النفسى، أن الحرمان و"التذنيب"، واستدعاء ولى الأمر، من أبرز طرق العقاب التى تتسبب فى إيذاء نفسى للطفل بالدرجة المناسبة التى تجعله يلتزم بالسلوك الصحيح، مبينا أنه فى حالة الاضطرار للضرب، فمن الضرورى أن يعى المعلم الطريقة التى يضرب بها دون إيذاء.
ومن جانبه، أوضحت الدكتورة سوسن فايد، أستاذ علم النفس بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، أن العنف يخلق نوعا من التردد واهتزاز الثقة بالنفس لدى الطفل، واضطرابات نفسية بشكل عام.
وأضافت فايد، أنه من الممكن أن يسير الطفل فى الاتجاه السلبى التام الناتج عن هذا العنف، وربما يسير نوعا ما فى الاتجاه الإيجابى، وهو يقتصر على انتقامه من الآخرين، باتباع نفس وسيلة العنف معه، واتجاهه نحو تلقين الآخرين ما تم تلقينه له.
وبينت أستاذ علم النفس، أن الحرمان واستدعاء ولى الأمر، من أبرز العقوبات التى يمكن توقيعها على الطفل بديلًا عن الضرب، مؤكدة ضرورة اتباع وسيلة الثواب والعقاب، وليس العقاب فقط، فى التعامل مع الأطفال، ناصحة بضرورة وجود أخصائيين اجتماعيين ونفسيين، يتواصلون مع الأسرة لتعليمهم كيفية التعامل الصحيح مع الطفل.
وعلى صعيد آخر، أوضح الدكتور أحمد عبد الله، مدرس الطب النفسى بجامعة الزقازيق، أن فكرة عقاب الأطفال أصبحت فكرة قديمة، لا يتم اتباعها عالميًا.
وأضاف عبد الله، أن العنف ضد الأطفال يؤدى إلى كافة الأضرارالنفسية التى يمكن توقعها، من اكتئاب وانعدام ثقة فى النفس واضطرابات سلوكية ونفسية بشكل عام، لافتا إلى أن العالم أجمع اتخذ موقفا محددا من ظاهرة العنف ضد الأطفال ولكنها غير موجودة فى مصر.
وأشار مدرس الطب النفسى، إلى أن الاتجاه العالمى لتربية الأطفال حاليا، لا يذهب لمعاقبة الطفل على سلوكه الخاطئ، بينما فى التعرف على "لماذا ارتكب هذا الخطأ"، ثم تصحيح هذا السلوك من خلال أنواع تربية جديدة، منها "التربية بالمغامرة والدراما واللعب"، مؤكدًا أن تأثير هذه الوسائل أبلغ بكثير من تأثير وسيلة الثواب والعقاب التى اندثرت حاليًا، معربا عن أسفه لمدى تأخر مصر فى مجال تربية الأطفال.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.