الزمن الجميل ذكري تملأ خيالنا... تعيش بداخلنا رغم قراره من بين أصابعنا وعلمنا اليقيني انه لن يعود. نلمس ذلك عند مشاهدتنا لأفلام الأبيض والأسود لعمالقة السينما المصرية الريحاني واسماعيل يس وزكي رستم وغيرهم، ونلمسه أيضا عندما نستمع بمشاهدة وسماع الحفلات الغنائية المسجلة لسيدة الغناء العربي الراحلة أم كلثوم وقد ارتدي الحاضرون ملابس السهرة الأنيقة وهم جالسون بوقار يليق بمستمعي الفن الأصيل. دار ذلك بمخيلتي وأنا أتذكر عملاق الرياضة المصرية والعربية والافريقية، النادي الأهلي، ومبارياته في الستينات حيث كان يضم أفذاذ الرياضة صالح سليم والفناجيلي وطه اسماعيل وعادل هيكل وميمي الشربيني وفؤاد أبوغيدة مرورا بجيل محمود الخطيب وحسن حمدي وطاهر أبوزيد ومصطفي عبده وأحمد عبدالباقي ومصطفي يونس وماهر همام وإكرامي وثابت البطل وأحمد شوبير وشريف عبدالمنعم ومحمود رشدي ثم جيل أبوتريكة وبركات والكاس وعصام الحضري وإسلام الشاطر وشوقي ومتعب. انها أجيال متلاحقة حققت العديد من البطولات يصعب بل يستحيل علي أي ناد آخر في مصر أن يكررها أو يقترب منها حتي لو تم وصف بعضهم بالمنافسين، ودار الزمن وتبدلت الأوضاع وطفا علي السطح العديد من الأزمات التي تأثر بها مجتمعنا المعاصر ومنها دون شك نادي القرن الذي واجه أزمات طاحنة وعتيدة وظهور بعض المنتفعين الذين حاولوا تعكير صفو هذا الزمن الجميل ما أدي إلي ظهور بعض الممارسات التي شابها العديد من السلبيات أبرزها: إهمال بعض القضايا المؤثرة علي أعضاء الجمعية العمومية داخل النادي خاصة الخدمات الاجتماعية. عدم وجود آليات واضحة لاختيار العاملين بالنادي. ضعف الاهتمام بالمظهر العام للنادي وانشاءاته بما يتناسب مع مكانة النادي الاقليمية والعالمية. عدم وجود رقابة علي ما يقدم من معلومات رياضية وتاريخية من خلال التعليق والنقد والتحليل. الخلط الواضح بين الاعلام والإعلان، فالأول يحتاج لترميم واضح واختيار دقيق لمن يعمل فيه مراعيا للأسس المهنية والكفاءة والخبرة والمصداقية. يجب الاستفادة من دروس الماضي، فمن استكبر الاعتذار عن أخطائه عظمت خطاياه. ومع ذلك ظهرت بوادر اصلاح لهذه السلبيات علي أيدي مجلس الادارة الحالي والذي يضم نخبة مميزة من أعضاء النادي: فقد حصل نادي القرن علي ثلاث بطولات في فترة زمنية قصيرة «الدورى كأس السوبر الكونفيدرالية» رغم الظروف التعجيزية التي تمر بها البلاد، ورغم اعتزال العديد من النجوم واصابات بعض اللاعبين المؤثرين. افتتاح مجمع الاسكواش الجديد بفرع الجزيرة وعلي أحدث طراز عالمي. انجاز العديد من أعمال البنية التحتية والانشائية وهي قيد الانتهاء خلال الفترة المقبلة. إطلاق اسم الراحل العظيم صالح سليم «المحبب لقلبي وجميع الأهلاوية» علي قاعة الاجتماعات بمقر الشيخ زايد وهي لمسة وفاء وتقدير رائعة. سداد بعض الديون المستحقة علي النادي في فترة زمنية وجيزة. تخصيص أرض للنادي بالقاهرة الجديدة لاقامة الفرع الرابع لهذا الصرح الكبير. تحقيق فائض بالميزانية لأول مرة منذ خمس سنوات «15 مليون جنيه» ومع ذلك فإنني أناشد مجلس الادارة الحالي برئاسة الرجل الخلوق محمود طاهر بسرعة انجاز ما يلي: سرعة البحث الدقيق والسريع عن لاعبين مميزين لدعم الفريق الأول لكرة القدم في الفترة القادمة. وضع برامج قصيرة وطويلة الأجل لخدمة أعضاء الجمعية العمومية أبرزها انشاء مول تجاري ومستشفي النادي الأهلي. مراجعة دقيقة وشاملة لجميع العاملين بالنادي والاستبعاد الفوري لمن لا يستحق أن يكون من بين هذه الكوكبة. وضع خطة استراتيجية إعلامية لقناة الأهلي تتبني الصدارة لجميع القنوات الرياضية. انشاء لجنة مشتركة يمثل فيها المثقفون، الرياضيون، الاعلاميون، ورجال الأعمال من أبناء النادي المخلصين للتواصل علي كافة المستويات وفي مختلف المجالات. حماك الله يا أهلي وأبقاك دائما رمزا وعطاء متجددا مقدما أروع النماذج في النجاح والرقي كمؤسسة عملاقة يلتف حولها ملايين المصريين يذوبون فيها حبا وعشقا ويثرون حياتنا بما يقدمون. لو لم أكن مصرياً.. لوددت أن أكون مصريا أهلاوياً.