أثار الفيديو التي نشرته داعش وهي تقوم بهدم التماثيل اعتقادا منهم بأنها أصنام ستؤثر على العقيدة الإسلامية غضب الكثير من المسلمين الحق ،باعتبار ذلك تحطيم للحضارة . وفى هذا الشأن استطلعت "بوابة الوفد" آراء عدد من الشيوخ، حول تصرف داعش ،ومدى تحريم القرآن والسنة للتماثيل . بدأ الدكتور احمد محمود كريمة، أستاذ الفقه والشريعة الإسلامية، حديثه بالمثل المصري الشهير "إذا عرف السبب بطل العجب"،موضحا أن داعش تقوم بكل ما يتنافى مع الدين الإسلامي باسم الدين ،مؤكدا أن داعش تعتبر الآثار أصنام وهذا لا يدل إلا على الجهل والتخلف الذي يتخلل عقولهم. ومن جانبه أكد "أستاذ الفقه والشريعة الإسلامية" أن جهلهم بالشريعة خلق نوع من الاختلاط بين العبادات والفنون الجميلة ،لافتا أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان ينظر إلى هذه الآثار على أنها فنون تدل على الحضارة. وأوضح مجدي عاشور، مستشار مفتي الجمهورية ، أن طبيعة داعش المتطرفة تجعلها تحارب الإبداع وتشوه الجمال من خلال هدم الآثار التاريخية فالبغض والحقد هو الطاغي على تصرفاتهم ،مضيفا أن أفعالهم هذه ما هي إلا ترويع للمواطنين. وأكد "عاشور" إنهم يحاولون إسناد أفعالهم إلى القرآن والسنة ،لافتا إلى أنه ليس هناك ما يحرم التماثيل مضيفا، أن التماثيل التاريخية من فوائدها أنها معينة على التذكر ومعرفة العصور التي مر بها الإنسان وليست للشرك بالله كما يدعون. ووصف الدكتور محمد رأفت عثمان ،أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بالقاهرة، أن ما قامت به الجماعات الإرهابية "داعش" من تدمير للآثار التاريخية ب"عمل بربري" صادر من جهلة لا يفقهون شيئا في الدين ،مؤكدا أن جهلهم وصل إلى حد عدم قدرتهم على التميز بين الأصنام والآثار التاريخية فزمن الأصنام قد ولى. وأكد"عثمان" أنه ليس هناك ما يدعو في القران أو السنة أن التماثيل التاريخية محرمة أو تحرض على الشرك، مضيفا أن الله تعالى قد امتن على سيدنا سليمان عليه السلام بأن سخر له الجن ليصنع له المحاريث والتماثيل لتكون تأريخ لعصره ولو كانت محرمة لما سخر الله الجن ليصنعوا التماثيل. وفي سياق متصل ،أكد محمد الجندي ،عضو مجمع البحوث الإسلامية ، أن في هذا العصر لا يوجد ما يسمى بالأصنام، مؤكدا أن الإنسان المسلم، قد تجاوز هذه المرحلة منذ زمن، وأصبح أكثر وعيا بدينه ، مدركا ،أن هذه الأصنام لا تنفع ولا تضر. وأدان "الجندي" ، هذه الجريمة لأنهم بذلك التصرف أظهروا عقل الإنسان المسلم على أنه سطحي لا يحترم الإبداع وهمجي أمام العالم الكافر، مؤكدا أن هذا هو هدفهم ،فهذه التماثيل تشكل نوعا من التفكير وتأريخ للأحداث ، فهم بذلك ، حطموا كل تاريخ والحضارة التي أسسها القدامى . وأوضح الشيخ هاشم إسلام، عضو مجمع البحوث، أن تصرف داعش هذا يعبر عن مدى جهلهم بأي شيء يخص دين أو ثقافة فهم لا يشغلهم سوى القتل بل والإبداع فيه مؤكدا، أن هدم التماثيل ليس له أي أهمية ولن يؤثر في العقيدة الإسلامية، كما أنه ليس نوعا من نشر الإسلام ، ولو كانت محرمة كما يدعو لكان عمرو بن العاص عندما دخل مصر هدم التماثيل.