الفلول فى الصحافة بقلم: علاء عريبى السبت , 13 أغسطس 2011 05:35 حكى لى أحد الزملاء أن الزميل عبدالله كمال رئيس تحرير جريدة روزاليوسف السابق بعد عزله، كتب مقالاً وأرسله للزميل إبراهيم خليل رئيس تحرير الجريدة الحالى لكى ينشره، الأخير رفض نشر المقال، سأله عبدالله: هل هناك تعليمات من الحكومة أو المجلس العسكرى بمنعى من الكتابة، رد إبراهيم: لا، قال عبدالله: إذن لماذا لم تنشره، قال إبراهيم: لأن الشعب لايريدك تكتب، وأمام إجماع الشعب امتثل عبدالله كمال وجلس فى بيته دون كتابة هذه الحكاية لا أعرف ما مدى صحتها، هل جرت كما نقلت لى أم أن لها صياغة أخرى؟، كما أننى لم أتصل بالزميلين للتحقق منها، لكن ما أذكره جيداً، بعد ترك عبدالله كمال منصبه بفترة بسيطة، تحدثت مع الزميل أسامة سلامة رئيس تحرير مجلة روزاليوسف، وسألته عن عدم كتابة عبدالله، وهل هناك تعليمات بذلك، نفى أسامة، وأكد أنه سيكتب مقالاً، لكن القضية مسألة وقت، وأن ابراهيم خليل سوف يستكتبته بعد أن يعيد ترتيب الجريدة، ومرت الأيام والشهور وللأسف لم نقرأ مقال عبدالله، وتأكدنا بالفعل انه ممنوع من الكتابة، والذين منعوه هم زملاؤه بالجريدة، لماذا؟، لأنه كان أحد التابعين للنظام السابق، كما أنه كان يروج لخطاب هذا النظام، وبعد الثورة أصبح من الفلول. هذا الرأى فى ظنى منطقى جداً، بالفعل عبدالله كمال وكرم جبر وغيرهما من قيادات الصحف الحكومية كانوا يتبنون ويروجون لخطاب النظام السابق، لكن ثمة سؤال:هل رئيس تحرير الجريدة أو رئيس مجلس إدارتها الوحيد فى الجريدة الذى كان يتبنى ويروج لخطاب النظام السابق؟، وماذا عن سائر قيادات الجريدة ومحرريها؟، ألم يشاركوا فى وصول هذا الخطاب للمواطنين فى أشكال الكتابة الصحفية المختلفة؟، هل خطاب النظام السابق كان يصل فى مقال رئيس التحرير فقط، ولا يصل فى سائر مواد الجريدة؟، هل رئيس التحرير كان يكتب مقالات تروج للخطاب الحكومى وأسرة التحرير كانت تتبنى خطاب المعارضة؟. قد يرى البعض أن رئيس التحرير هو الذى يوجه دفة الخطاب فى الجريدة، وهو الذى يضع مواصفات الطبخة، لكن هل كان يطبخ بمفرده؟، وإذا كان المحررون يرفضون الطبخة لماذا قبلوا المشاركة فى طهيها؟، لماذا سعوا للعمل كمروجين لها؟. أعتقد أن هذه الصحف كانت ومازالت ملكاً للحكومة، والحكومة أصدرتها لكى تروج لخطابها السياسى والثقافى والاجتماعى، وليس لترويج خطاب مضاد أو معارض لها، والذين ذهبوا إليها «بوساطة أو بدونها» للعمل يعلمون جيداً أن وظيفتهم هى الترويج لخطاب الحكومة، فما الذى استجد على المحررين وجعلهم مختلفين عن رئيس التحرير؟، نفس الشىء يسرى على صحف الأحزاب والصحف المستقلة، جميعاً تروج لخطاب مالك الصحيفة، وجميعاً تتسابق وتتنافس وتتصارع لكى تتولى المناصب القيادية بها، والمضحك ان معظمنا عندما يتغير المالك «رئيس الحزب، رجل الأعمال، رئيس الجمهورية» نحاول للأسف إقصاء من يتولوا المراكز القيادية لكى نركب على مناصبهم تحت مسميات كثيرة يمكن أن نختزلها فى كلمة «الفلول»، ونؤكد للمالك أن رئيس التحرير وجماعته هم فلول رئيس الحزب أو رجل الأعمال أو النظام السابق، وأن وجودهم خطر ولا يتواكب مع المرحلة القادمة، وبالفعل يعود الزملاء لصفوف المحررين،وفى أصعب الظروف يسمح لهم بالكتابة من منازلهم. عبدالله كمال وكرم جبر وغيرهما لم يتم استكتابهما لأنهما حسب النظام الجديد أصبحا من الفلول، فهما لم يتحولا مثل غيرهما من النقيض للنقيض، ومازالا على الخطاب السابق، ومن الضرورى أن يقضيا السنوات المتبقية لهما «15 و10 سنة« فى منزليهما، لأن إتاحة الفرصة لهما يعنى بالضرورة السماح لخطاب اخر مضاد أو مغاير لخطابنا، ويعنى كذلك أننا سنقضى على الثورة، وماذا عن التعددية وحرية الرأى وقبول الآخر؟، هل هذه هى الديمقراطية التى نسعى إليها، وهل بالفعل هما من الفلول؟.