نظافة الإسكندرية أولاً!

في اجتماع محافظ الإسكندرية الجديد هاني المسيري برؤساء وممثلي أندية عروس البحر المتوسط، فوجئ الحاضرون بأن الرجل بدأ كلامه بموضوع أصاب معظمهم بالدهشة واستغربه الجميع.. المحافظ طلب منهم أولا وقبل التقدم بأي مطالب تخص أنديتهم، طلب مشاركتهم في حملة نظافة المدينة وطرح تصوراتهم لحل الأزمة التي تعاني منها المحافظة.
رغم حالة الدهشة التي أصابتهم فإنني أتفق تماما مع المحافظ الجديد في أن هذه هي نقطة البداية الحقيقية لحل مشاكل مصر، التي تعودت أعيننا - للأسف - علي مشهد القمامة في كل مكان، وأصبح مشهدا مألوفا لا نحرك له ساكنا لدرجة أننا أصبنا بما يسمي «الأمية البصرية»!
العالم كله ينطلق من هذه النقطة، حتي تتصفح الصورة ثم نبدأ العمل والبناء، وإذا كانت وجهة نظر المحافظ قد استغربها ممثلو الأندية فهي مشكلتهم كسائر المصريين، الذين أصبحت النظافة أمرا هامشيا، والقمامة والتلال التي تلقي في كل مكان لا تؤذي أعيننا.
أزمتنا أننا أصبحنا نستغرب طلب المحافظ الذي أراهن علي نجاحه لأنه اختار البداية الصحيحة حتي لو كان مسئولو الأندية غير راضين عنها.
الفارق كبير جدا بين شارع نظيف وآخر احتلت القمامة كل شبر فيه، ومدينة ساحلية سياحية تاريخية مهمة جدا النظافة يجب أن تكون عنوانها، ثم نفكر في أي شيء آخر.
رؤساء الأندية الذين حملوا العديد من المشاكل والطلبات لم يفكر أي منهم في قصة النظافة والمشاركة المجتمعية لحل هذه الأزمة «المستعصية»، البعض لم ينظر إلا تحت الأقدام، الطلبات تركزت في تسليم قطعة أرض تم تخصيصها، أو الدعم المادي وحل مشاكل العاملين والفرق الرياضية وغيرها من المشكلات المزمنة التي لا يرون غيرها ويعتبرونها الأهم!
البداية الجديدة التي طلبها محافظ الإسكندرية جعلت الحاضرين يخرجون غير راضين خاصة أنهم استبشروا خيرا - من وجهة نظرهم - باعتباره رياضيا ومهتما بعدد من اللعبات، لكنهم وجدوه يتحدث في قضية يبدو أنها لا تعفيهم كثيرا أو علي الأقل ليست من أولوياتهم.
قضية النظافة أهم من كل المشكلات الرياضية التي تتحدث عنها الفضائيات وأزمة الدوري وعمر جابر ومدرب المنتخب وتخبط اتحاد الكرة، و«تويتات» أبوتريكة وارتباك الحكام وتنقلات اللاعبين الشتوية، والعروض الوهمية وضياع السوبر من الأهلي.
وأقترح علي المحافظ السكندري هاني المسيري أن يتابع قضية النظافة وأن تكون الأولوية في حل أي مشاكل لهذه الأندية لمن يساهم فعلا في حل أزمة القمامة حتي يكون لهذه الأندية دور إيجابي ويتعدي اهتمامهم المستطيل الأخضر أو صالة الألعاب أو التراك.
الرياضة عليها دور فعال وأكبر من مجرد الفوز والخسارة ورفع الكؤوس وحصد البطولات، وأعتقد أن النظافة هي البداية الجادة من محافظ وضع يديه علي الجرح.