فى أول ظهور إعلامي له بعد خروجه من السجن، عقب اندلاع ثورة كان أحد أهدافها عزله وسجنه لما قام به من فساد سياسي واجتماعى، خرج أمين تنظيم الوطني المنحل على الشعب المصرى فى حوار تليفزيونى، مساء أمس، ليستفز الجمهور من خلال حديثه عن ثورة 25 يناير والانتخابات البرلمانية المزورة بعام 2010 وغيرها من الموضوعات. وأثار اعتذار عز سخط جموع الشعب المصرى، خاصة بعد أن قال "أعتذر عن الغضب الذي كان بين جموع المصريين الذي لا يقدر بثمن، وسأظل أعتذر حتى آخر نفس في"، وكأنه بذلك يمحى سنوات الديكتاتورية والفقر التى عاشها الشعب إبان حكم الرئيس المخلوع حسنى مبارك ورجاله. وفى هذا الصدد استطلعت بوابة الوفد أراء بعض السياسيين حول اعتذار أمين تنظيم الوطنى المنحل، وردود الأفعال حول حديثه مساء أمس. وقال أحمد بهاء الدين شعبان، رئيس الحزب الاشتراكى المصري، أن اعتذار أحمد عز للشعب المصري غير مقبول، ولا يساوي حجم الجرائم التى ارتكبها فى حق الشعب، مشيرا إلى ضرورة محاسبته على جريمة تحول الشعب المصري من أحد أهم الشعوب إلى شعب متسول. وأضاف شعبان فى تصريح خاص ل"الوفد"، اليوم الأربعاء، أن سياسة أحمد عز الفاسدة عرضت الشعب المصرى للموت عبر البر والبحر بحثا عن لقمة العيش، فضلا عن سماحه لجماعة الإخوان الإرهابية بإجراء صفقات سياسية مشبوهة، قائلا "نحن ندفع ثمن فساده الآن". وأكد رئيس الحزب الاشتراكى المصري، أن أحمد عز رمز نظام سارق للشعب المصري، متسائلا "بأى حق يعتذر بعد الفساد والسرقة والموت"، مضيفا أنه شخص انتهازى اتبع النظام للوصول إلى أهدافه، قائلا "مهما اعتذر فهو مجرم". ولام شعبان على الإعلام المصري الذى يسمح لبعض اللصوص والمجرمين على حد تعبيره- بالظهور على شاشات التليفزيون، وإعطائهم الفرصة فى الظهور وتبرير أخطائهم وتبييض وجوههم، مضيفًا أن الإعلام يتحمل جزء كبير من تشويه وعى الشعب واستفزازه. ومن جانبها قالت كريمة الحفناوي الأمين العام لحزب التحالف الاشتراكي، إن الشعب المصرى لن يقبل اعتذارعلى جرائم ارتكبت فى حقه من لجنه سياسات الحزب الوطنى الذى كان على رأسها أحمد عز أمين التنظيم. وأضافت الحفناوي، أن أحمد عز يحاول التنصل من جرائم هو مرتكبها فى حق الشعب، قائلة "أحمد عز نسى أنه المسئول عن تزوير الانتخابات البرلمانية لعام 2010، والمسئول عن إلغاء مادة الأشراف القضائى على الانتخابات، بالإضافة إلى أنه كان شريكًا لجمال وعلاء مبارك و"ترزية" قوانين الحزب الوطنى". وأشارت الأمين العام لحزب التحالف الاشتراكي إلى أن عز نسى تسببه فى غلاء سوق الحديد وارتفاع أسعاره، فضلا عن منعه للدولة من استيراد الحديد من دول أخرى أقل ثمنا، مما ساعد على منع الشعب المصرى من وحدات سكنية ويجعلهم يلجأون إلى العشوائيات. وأكدت الحفناوي على عدم قبول اعتذار عز، مطالبه بمحاكمته على فساده السياسي وفساد حياة المصريين. وأوضح ناجي الشهابي رئيس حزب الجيل، أن اعتذار أحمد عز تصرف جارى عليه السياسيين فى كل دول العالم بعد ارتكاب أخطاء سياسية، مشيرا إلى أن الشعب هو من يحسم أمره. وقال الشهابى، إن عز شخصية عنيدة ويحاول أن يبرئ نفسه من فساد سياسي جارٍ فى نظام هو أحد أركانه، لافتا إلى عودة أحمد عز للحياة السياسة أصبحت مستحيلة. وأشار رئيس حزب الجيل، إلى أن حديث عز أمس استفز الشعب المصرى، والسخرية والتهكم على حديثه أبلغ رد من الشعب المصري عليه. ومن جانبه أكد نبيل زكي عضو حزب التجمع، أن أحمد عز لا يصلح للعودة للحياة السياسية مرة أخرى، مشددا عن ضرورة عدم دخول رجال الأعمال فى الحياة السياسية، لافتا إلى أنه يفسد السياسة لصالح أعماله. وقال زكى، إن اعتذار عز للشعب غير كافٍ ولايغفر جرائمه السياسية، مشيرا إلى أنه كان أحد أسباب تدهور الوضع الاجتماعى للمصريين طوال السنوات الماضية. قال الدكتور،حسن نافعه أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن لجوء أحمد عز إلى فكرة الاعتذار أثناء الحوار الذي أجراه بالأمس، ما هى إلا محاولة منه لتصدر المشهد السياسي والعودة مرة أخرى للحياة السياسية، مؤكدًا على أن الحوار كان وكأنه يتم أثناء انتخابات 2010. واعتبر نافعه ،فى تصريحات خاصة للوفد، أن المناخ السياسي العام لمصر لا يسمح بمنع أى من الشخصيات مهما كانت من المشاركة فى الحياة السياسية،مضيفًا أن الوضع السياسي المصري الآن اختلطت به الأوراق بشكل يصعب فهمه وتحليله. فيما أكد الدكتور إكرام بدر الدين، رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة القاهرة سابقًا، إن فكرة عودة رموز نظامي الإخوان والفلول،صعبة للغاية و غير مقبوله بالنسبة للشعب المصرى لأن الأمور مرتبطه بنظام أسقطه الشعب بنفسه، مشيرًا إلى احتمالية عودة أحد أعضاء الحزب الوطني المنحل ممن لم يفسدوا الحياة السياسية ولكن هذا لا يطبق على النخب لأنها مرفوضة شعبيًا. وأوضح بدر الدين،فى تصريحات خاصة لبوابة الوفد، أن اعتذار أحمد عز خلال حواره بالأمس شئ وعودته إلى المشهد السياسي مرة أخرى شئ آخر، مؤكدًا أن من يعتذر ليس بالضرورة أن يعود مرة أخرى إلى المشاركة فى الحياة السياسية. و أشار محمد أنور السادات،رئيس حزب الإصلاح والتنمية، إلى أن حديث أحمد عز أوضح أنه تغير كثيرًا ولم يكن الشخص الذى عرفه الشعب المصرى بجبروته،مؤكدًا إلى أنه ظهر خلال الحوار منكسرًا وكأنه شخصية أخرى لم نرها من قبل. وأضاف السادات ،فى تصريح خاص للوفد،إن فكرة اعتذار عز توضح أنه يريد أن يخلق تعاطفًا شعبيًا له، معتقدًا أنه نجح إلى حد ما فى هذا الأمر، مؤكدًا على أنه ليس بالضرورة أن يكون حريصًا من هذا الحوار على خوض انتخابات البرلمان القادمة وإنما هى محاولة للعودة مرة أخرى إلى الاندماج فى المجتمع. وتابع رئيس حزب الإصلاح و التنمية، أن رجوعه وممارسته للعمل السياسي مرة أخرى صعب، لأن الشعب لن يتناسى ما فعله فى الفترات الماضية، مبينًا أن نجاحه يتخلص فى قدرته على التعايش بين الناس ولّى على رجوعه للحياة السياسية.