أوباما ألقى كلمة أمام قمة مكافحة الإرهاب... الكلمة شكلها حلو... وتخدع كثيرا من الشباب... لأنه تكلم عن المسلمين... وعن الإسلام... وعن بلاد الإسلام... وشباب المسلمين كلاماً جميلاً... لكن ليس بالكلام وحده تثبت النوايا الحسنة... وعلى رأى المثل القديم أسمع كلامك أصدقك... أشوف أمورك أستعجب... وكلمة أوباما تحمل سم الأفاعى فى عسل النحل... لا تختلف كثيراً عن ملامح الكلمة التى ألقاها فى جامعة القاهرة... فى كلمته فى جامعة القاهرة تحدث أوباما عن إسهامات المسلمين فى بناء الحضارة الإنسانية... وقال كلمات جميلة عن مساهمات المسلمين فى بناء أمريكا نفسها سلما... والدفاع عنها حرباً... وحديث عن حقوق ضائعة للمسلمين فى بلادهم... ثم كلام عن الارهاب... والتنظيمات الارهابية وضحاياها فى فرنسا... والعراق... والأردن... ولم يذكر الضحايا المصريين فى ليبيا. والرئيس الأمريكى باراك أوباما يخرج علينا فى ثياب الواعظين ليتحدث عن حقوق الانسان... ونحن نتفق مع أوباما على ضرورة الحفاظ على حقوق الشعوب... لكن كل الشعوب... وأول الشعوب المحرومة من حقوقها هو الشعب الفلسطينى... الوحيد بين شعوب العالم كله الذى يعيش تحت الاحتلال... وثانى الشعوب المحرومة هو الشعب الأفغانى... الذى هدمته جيوش أمريكا بلد الديمقراطية وحقوق الانسان بحثا عن بن لادن... ثالث الشعوب هو الشعب العراقى الذى دخلت أمريكا بلاده فحوّلته إلى خرابات ومرتع للإرهابيين... وهو البلد الذى أعلنت بلادكم أنها ستصنع منه نموذجا للديمقراطية فى الشرق الأوسط... هو اليوم نموذج للخراب والدمار. لا يمكننا قبول كلمات السيد أوباما منفصلين عن التاريخ... ولا يمكن للشعوب أن تتعامل مع بعضها متناسية خبرة التعاملات السابقة... وكل الإدارات الأمريكية السابقة أساءت للعرب... وأهانت المسلمين... ولم تقدم للعالم الإسلامى فى قضاياه إلا معسول الكلام... وسيئ التصرفات ... ولم تساند أمريكا حقا واحدا لدولة إسلامية... لا فى المحافل الدولية... ولا فى المواقف المنفردة لها كدولة كبرى... وما فعلته أمريكا ببلاد العرب والمسلمين بعد كلمة أوباما فى جامعة القاهرة... استدعته كلمات أوباما فى قمة مكافحة الإرهاب التى انتهت فى واشنطن الخميس الماضى... وعلينا كعرب... ومسلمين أن نحتاط لما ستفعله أمريكا غدا ضد الاسلام والمسلمين عقب كلمات أوباما. أما أوباما... فإن كان يرغب فى بداية جديدة مع العالم الإسلامى... فعليه أولاً أن يقدم اعتذارا عما فعلته جيوشه... وسياسات رؤساء أمريكا السابقين فى بلاد إسلامية كانت تنعم بالهدوء والاستقرار... وأن يرفع يده عن بلاد لا ناقة له فيها ولا جمل... ومن حق شعوبها أن تختار من يحكمها طبقا لكلماتك فى جامعة القاهرة. ولن يصدقك أحد عندما تتكلم عن الشباب... والفقر... والتعليم... لأنكم لم تقدموا للشباب المسلم إلا كل خلاعة وانحلال... ولا للتعليم إلا كل تفاهة... ولا للفقراء إلا بضائع ترهق كهولهم... ولا تغنيهم من جوع أو عطش... أما الإرهابييون... فهم صنيعتكم... وأسلحتهم صناعتكم... ورسالتهم تمت صياغتها فى أروقتكم... ولن تدخل علينا كلمات سمعناها سابقا... بعد ما بانت لبّتك. Email: