مأساة جديدة شهدتها مدينة المنصورة، قصة أم فقدت الإحساس لتقدم على تعذيب طفلها ذي ال7 سنوات ليصل إلى حد التجويع والحرق والضرب والعض، وصولا إلى حالة الإعياء الكامل التي كادت تنتهي بالموت. بدأت القصة ببلاغ من أحد مستشفيات المنصورة "دار الشفاء"، التابع لمجمع الفردوس بالمنصورة، بوصول الطفل (مروان هشام محمد عبدالغنى حسونة)، عمره 7 سنوات، برفقة والدته وتدعى (وداد الزيني حسانين)، 40 عاما، مطلقة وحاصلة على بكالوريوس تجارة، والطفل فاقد الوعي، وفي حالة إعياء شديدة وآثار التعذيب واضحة المعالم بجميع أنحاء الجسم، وتم احتجاز (الأم) وإبلاغ الشرطة لخطورة الحالة. انتقلت قوة من مركز الشرطة وقامت بتحرير محضر رقم 2681 جنح أول المنصورة لسنة 2015، ألقي القبض على الأم، فاقدة الأمومة، وتم نقل الطفل إلى مستشفى المنصورة الدولي لسرعة إنقاذ حياته ودخوله فور الوصول إلى العناية المركزة. يؤكد الدكتور طارق عرفات، مدير المستشفي في تقريره عن الحالة عقب إجراء الفحوصات "الفحوصات تبين أن الطفل يعاني من إعياء وجفاف شديدين، واضطراب في الإدراك والوعي، واختلال في نسبة حمضية الدم، نتيجة عدم تناول الطعام، واشتباه بنزيف بالمخ والبطن، وآثار كدمات وسحجات وخدوش وحروق متفرقة بالجسم، وآثار لعض بأجزاء متفرقة بالجسم، وخلع لبعض أظافر القدمين واليدين والحالة العامة سيئة". وفي مواجهة مع "الأم" أكدت ل"الوفد" أنها مطلقة منذ عام فقط، وأن لديها طفلين هما مروان 7 سنوات "المعتدى عليه"، ونور عامان فقط, وأنها تعمل بمهنة التدريس، وقامت بالرد على تعذيب طفلها بأنها كانت تعاقبه نظرا لأنه "مستفز" وانه كان يضرب شقيقه نور، وحطم عدداً من الأطباق. أضافت، أن زواجها مر عليه 8 سنوات وانتهى بالانفصال منذ عام وأنها تقوم بالتدريس للمرحلة الابتدائية داخل المنزل "دروس خصوصية"، وهي كانت تعالج هي وطفلها عند دكتور نفسي، ولم تستكمل العلاج على حد قولها نظرا للظروف المادية. جاءت كلماتها الأخيرة لمأمور قسم أول قائلة ردا على ماذا تريدين قالت في انهيار "أريد أن تفعلوا معي ما كنت أفعله مع ابني". التقينا الزوج هشام محمد عبدالغني، مواليد 1960، أخصائي شئون مالية وإدارية بإدارة الجامعة، ومقيم مع والدته ووالده بمنطقة الطميهي بالمنصورة، وأكد زملاؤه في العمل وجيرانه أنه إنسان خلوق هادئ الطباع، حيث لم نرَ منه ما يمكن أن يكون مبررا لأفعال تلك الزوجة التي تجردت من أمومتها لتقدم على قتل طفلها بهذه الوحشية. وأوضح أنه تزوج "وداد" عن طريق أحد الأصدقاء الذي قال عنها إنها من أسرة بسيطة، وكان عمرها 32 سنة، وتعمل في أحد المولات "سوبر ماركت"، وأن تلك الظروف تجعلها راغبة في الاستقرار، وحدث النصيب وتزوجنا منذ 8 سنوات وتوقفت عن العمل بعد أن شعرت بآلام الوضع لمولودنا الأول "مروان"، وبعدها سافرنا إلى السعودية في رحلة عمل، وكانت طبيعية إلى حد ما باستثناء بعض التصرفات التي تبدو عادية من عصبية، وبعد وصول سن مروان إلى 4 سنوات وبدأ تحركه والمشي، ظهرت حالة التعدي بالضرب بشكل قاسٍ على أتفه الأسباب، مثل مسك القلم وتضربه بطريقة وحشية (بضربه بالشوكة في أي مكان، تسخين معلقة لتحرق بها جسده) والمبرر انه شقي ومش بيسمع الكلام، على رغم انه طفل هادئ وكتوم، وعلى رغم ما يعانيه من آلام التعذيب، وحال نزولها من السعودية كانت ترسل لي صوره بعد ضربه وكنت اشعر ان هذا اليوم قريب، وكنت أحاول الحفاظ على البيت حتى جابت آخرها بالتعدي بالألفاظ والسباب الأمر الذي انتهى بالطلاق منذ 10 أشهر فقط. يذكر أن نيابة أول، برئاسة المستشار وائل المهدي، أصدرت قراراً بتجديد حبس المتهمة الأم 15 يوماً على ذمة التحقيقات بتهمة الشروع في قتل نجلها "مروان هشام محمد" 7 سنوات، وتعذيبه (نزع أظافر قدميه، وسكب المياه الساخنة على جسده)، ومنع الطعام والشراب عنه لمدة أسبوع، عقابا له على كسر بعض الأطباق.
ووجهت نيابة أول المنصورة تهمة الشروع في القتل للأم لقيامها بتعذيب نجلها البالغ من العمر 7 سنوات، وقامت باقتلاع أظافره بسبب تحطيمه عدداً من الأطباق. جاء ذلك بعد أن أكدت تحريات المباحث الواقعة، وطالبت النيابة بتحويل الطفل للطب الشرعي لبيان ما جاء به من إصابات بعد ورود التقرير المبدئي، ووجهت للأم تهمة الشروع في قتل طفلها، وطالبت بسماع أقوال والد الطفل، والرائد شريف أبو النجا رئيس مباحث قسم أول المنصورة.