التقى المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، مساء اليوم، أسر المصريين المختطفين في ليبيا، وذلك بحضور وزيرى الأوقاف والتضامن الاجتماعى، ومحافظ المنيا، والأنبا يوليوس، أسقف مصر القديمة. وفى بداية اللقاء قال رئيس الوزراء، لأسر المختطفين: "أولادكم أولادنا، وسنبذل قصارى جهدنا من أجلهم، فأنتم لستم وحدكم"، مضيفًا: "أقسم بالله أملى هو أن أعطى دمى لبلدى، وعندما أسمع عن شهيد أدعو ربى أن أنال هذا الشرف، فأنا مستعد للتضحية بأى شيء من أجل الوطن.. مصر ثمنها غال، ونحن مستعدون لدفعه". وأكد رئيس الوزراء أن الحكومة المصرية تواصل اتصالاتها المكثفة لكشف ملابسات الموقف بالنسبة للمصريين المختطفيين فى ليبيا، مشيرا إلى أن الحكومة بكل وزاراتها وأجهزتها فى حالة استنفار تام وانعقاد دائم، ونبذل أقصى جهد ممكن لمتابعة أوضاع أبناء مصر المختطفين فى ليبيا. وقال رئيس الوزراء: تجدد الحكومة التزامها بأنها لن تتوانى عن القيام بكل جهد ممكن لحماية أبنائها والدفاع عن حقوقهم، وذلك على الرغم من الصعوبات والتعقيدات الخطيرة الموجودة على الأرض فى ليبيا، سواء حالة الفوضى الأمنية القائمة، وعدم قدرة الحكومة الليبية على بسط سيطرتها ونفوذها على الأراضى الليبية، فضلا عن استشراء التنظيمات الإرهابية فى مناطق مختلفة داخل ليبيا. وأشار المهندس إبراهيم محلب إلى أنه بناء على تكليفات وتعليمات من الرئيس فإن خلية الأزمة المشكَّلة التى أمر الرئيس بتشكيلها من ممثلى جميع الأجهزة المعنية، فى حالة انعقاد دائم ومستمر، وأنها عقدت بالفعل عدة اجتماعات مساء أمس وصباح اليوم ومتواصلة حتى الآن لاستجلاء حقيقة الموقف، والتأكد من صحة الأنباء المتواترة فى وسائل الإعلام حول مصير وأوضاع أبناء مصر المختطفيين فى ليبيا. وأضاف: تشمل الاتصالات المستمرة التى تجريها أجهزة الدولة المختلفة بكل الأطراف الليبية التى يمكنها المساعدة فى هذا الوضع البالغ التعقيد سواء الأطراف الليبية الرسمية، أو الشخصيات الوطنية الليبية المستقلة، أو شيوخ وعواقل القبائل الليبية، فضلا عن الاتصالات الجارية على المستويين الإقليمى والدولى. وجدد رئيس الوزراء تحذيرات الحكومة للمواطنين المصريين بعدم السفر إلى ليبيا فى ظل الظروف الراهنة، ولن يسمح بالسفر إلى الأراضى الليبية فى الفترة المقبلة، وطبقا للقرار السابق صدوره من مجلس الوزراء فى هذا الشأن. وكلف رئيس الوزراء وزيرة التضامن الاجتماعى بصرف معاش استثنائى 1200 جنيه شهرى لأسر المصريين المختطفين، وتوفير إعاشة لائقة لهذه الأسر التى تركت محافظة المنيا، وتود الاطمئنان على أبنائها، مشيرا إلى أنه تم تكليف وزير الصحة أيضًا بتوفير الرعاية الصحية اللازمة لهذه الأسر. واستمع رئيس الوزراء إلى مطالب أسر المختطفين، خلال الاجتماع، حيث طالب بعضهم يتكثيف الجهود للوصول الى أبنائهم، وضرورة التواصل المستمر معهم، وأشار عدد من الحاضرين إلى أنهم فخورون بتحرك الحكومة، ولقاء رئيس الوزراء بهم، وأنهم يثقون فى القيادة السياسية، ويدركون أن الموقف صعب، ولكن هؤلاء هم أبناؤهم، وعلى الفور استجاب رئيس الوزراء لمطالبهم، مؤكدا تقدير الحكومة أيضا لمشاعرهم. وعقب اللقاء عقد رئيس الوزراء مؤتمرا صحفيا شرح خلاله ما دار فى اللقاء، ثم ناشد رئيس الوزراء جميع وسائل الإعلام تحرى الدقة قبل نشر أى أخبار عن المصريين المختطفين، وهذا مطلب عام من أسرهم، لأنهم يعانون من الأخبار الكاذبة التى تنشر عنهم، وتؤثر على معنوياتهم.