لم تكتف الجماعات المتطرفة بالدفع ب"ساجدة الريشاوي" إلى الموت مرة واحدة، حينما أرسلتها للعاصمة الأردنية عام 2005، وعلى جسدها حزاماً ناسفاً أبى أن يتفجر، فأصرت تلك الجماعات على تقديمها قرباناً لتطرفها عندما أبت اعتاق رقبتها من تنفيذ حكم الإعدام الصادر بحقها. والريشاوي، معتقلة لدى السلطات الأردنية، ومحكوم عليها بالإعدام منذ عام 2005 بعد أن فشلت في تفجير نفسها ضمن عمليات انتحارية وقعت في ثلاثة فنادق بالعاصمة عمان، أودت بحياة نحو 57 شخصاً، وطالب تنظيم "داعش"، مؤخراً، بإطلاق سراحها مقابل صحفي ياباني، أعدمه لاحقاً. غير أن عمان، أرادت ضمانات بأن طيارها معاذ الكساسبة، الأسير لدى "داعش"، مازال على قيد الحياة قبل عقد أية صفقة تبادل مع التنظيم، وذلك قبل أن يقوم الأخير في تسجيل منسوب إليه، يوم أمس الثلاثاء، بإعدام الطيار حرقاً وهو حي حتى الموت، لترد المملكة، فجراً، بإعدام الريشاوي، ومواطنها زياد الكربولي، شنقاً. وولدت ساجدة مبارك عطروز الريشاوي، عام 1965 في ناحية الخالدية، بالرمادي، مركز محافظة الأنبار غربي العراق، وهي شقيقة ثامر الريشاوي، أبرز مؤسسي تنظيم القاعدة في المحافظة وثامر هو ضابط بالجيش العراقي سابقاً، غادر البلاد في عهد الرئيس الراحل صدام حسين، إلى السعودية ومن ثم إلى أفغانستان، قبل أن يعود بعد سقوط نظام صدام إلى الوطن، ليبدأ بتأسيس تنظيم القاعدة بعد دخول القوات الأمريكية للعراق عام 2003. وفور عودته إلى الأنبار عام 2004 ، جنّد ثامر، شقيقته ساجدة في القاعدة، وزوّجها للأردني علي حسين علي الشمري، الذي يعتبر مساعد مواطنه، أبو مصعب الزرقاوي، زعيم القاعدة في العراق سابقاً، قبل أن يقتل على أيدي القوات الأمريكية هناك عام 2006. وفي معركة الفلوجة الثانية ضد الغزو الأمريكي عام 2004 ، قتل ثامر، فأصرت ساجدة على الانتقام له، وقررت مغادرة العراق، بحسب وسائل إعلام حينها. وفي نوفمبر 2005، ظهرت ساجدة على شاشة التلفزيون الأردني، وقدمت اعترافات بمحاولتها الفاشلة للمشاركة في الهجمات على الفنادق، قائلة "دخلت للأردن برفقة زوجي في سيارة خاصة، وبجواز سفر عراقي مزور، ثم قمنا باستئجار شقة في عمان، ويوم التاسع من الشهر نفسه ألبسني زوجي حزاماً ناسفاً، ودربني على كيفية استخدامه، وارتدى هو حزاماً ناسفاً آخر، ثم توجهنا إلى فندق راديسون ساس (وسط عمان)، حيث كان يقام هناك حفل زفاف في إحدى قاعاته، ووقفت بإحدى زوايا الفندق وزوجي في زاوية أخرى، حاولت تفجير نفسي لكني لم أتمكن من ذلك ، بينما تمكن زوجي من تفجير الحزام الناسف الذي يرتديه، فخرجت الناس وركضت، وركضت معهم".