الصورة هنا في مصر تضيق بها المساحات، فالتفاصيل في كل مكان، والكلام يبدأ ولا ينتهي، لأنه يجري على كل لسان.. والمناسبة ليست موقفاً مؤخراً ولا حدثاً جديداً، فالمشاعر موصولة، والمحبة انعقدت عليها القلوب.. ولا مجال هنا لإطراء ولا مجاملة، فالحقائق حين تستمد من الشمس جلاءها لا تحتاج الا إلى تقرير بسيط. فقدنا وفقدت الأمة العربية «حكيم العرب» و«كبير العرب» فقدنا ملك النبل، والأخلاق العربية الأصيلة، موقف لخادم الحرمين لبلده الثاني كما يسمي مصر بعد موقف فتعددت المواقف، ووضعت الناس في حيرة: كيف يقدرون لهذا الرجل مواقفه وكيف يردون الجميل..؟ لن ننسي لخادم الحرمين الشريفين المرحوم الملك عبدالله بن عبدالعزيز جميع مواقفه المشرفة والداعمة لمصر وشعبها في وقت الأزمات التي مرت بها مصر،وأن هذه المواقف جسدت روح الأخوة الإسلامية. مواقف المغفور له تؤكد للعالم على وحدة المصير المشترك الذي يربط بين البلدين الشقيقين. لن ننسي الدور الوطني والعروبي التاريخي المشهود للمغفور له لخادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز في جمع شمل الأمة العربية ودعم مصر في استنهاض همتها في ظل قيادة الرئيس المشير عبدالفتاح السيسي ودعوة كل الدول الصديقة والشقيقة لدعمها والوقوف إلى جانبها دعما لدورها القيادي في الأمة العربية والإسلامية واستعادة لاستقرارها وأمنها. لن ننسي موقف المغفور له منذ اللحظة الاولى التي هب فيها الشعب المصري للتخلص من نظام الإخوان بالوقوف بجانب الشعب المصري حتى لا يشعر بأنه وحده وأن له ظهراً وسنداً قوياً لا يتخلى عنه لحظة واحدة، وجميع العالم استمع إلى خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي أعلن كلمة مدوية للعالم كله: نحن مع ما يريده الشعب المصري، ولن نخذله، وسنقف معه ضد الإرهاب ولن نسمح لأحد بالتدخل في شئونه الداخلية، هكذا يعرف الرجال، وتعرف مواقف الحكماء، الذين يعرفون جيدا ألاعيب الصغار. لن ننسي مواقف المغفور له خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لم تكن مجرد أقوال، بل تمت ترجمتها فورا على أرض الواقع فوجدنا الدعم المادي والمعنوي الذي قدمته المملكة لمصر ساهم في إنجاح خارطة الطريق، وذلك في الوقت الذي عمل فيه البعض ضد مصر، وضد إرادة المصريين، فجاء موقف خادم الحرمين الشريفين رحمه الله الداعم لمصر ليزيد من قدرة مصر على التصدي للضغوط الخارجية، خاصة أنه تبنى حلاً يقوم على ضرورة استعادة وتقوية مقومات الدولة المصرية من خلال التعاون العربي، هذا بالإضافة إلى الجهود التى بذلتها حكومة المملكة خارجياً لتصحيح صورة مصر أمام العالم الخارجي، وأن ثورة 30 يونية 2013 جاءت تعبيرا عن إرادة الشعب المصري واستطاعت حكومة المملكة أن تفتح قنوات للحوار مع دول أوروبية من أجل خارطة الطريق بمصر، كما أن موقف السعودية المشرف تجاه مصر أجبر الكثير من القوى الدولية ومن بينها الاتحاد الأوروبي على التراجع. إن مواقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله والقرار الداعم للشعب المصري تأتي تعبيراً عن إخوة حقيقية وإيمان قوي بأن المملكة ومصر يواجهان مصيرا مشتركا، وان القرار الذي اتخذه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي وضع جماعة الإخوان والقاعدة وجماعات التطرف الأخرى على قائمة الإرهاب تمثل دعما استراتيجياً لمصر يفوق الدعم المادي. إن مواقف المغفور له خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تجاه مصر وتوجيهات لتقديم الدعم المادي لمصر التي تمثلت في الوقود ومليارات الدولارات جنبت مصر أزمة كبيرة، بل ساهمت من حدة ما تتعرض له مصر من أزمات خاصة أزمة الوقود. وإن المساعدات الاقتصادية التي قدمتها المملكة لمصر ضمن خطة تحفيز وتنشيط الاقتصاد المصري، التي وضعتها الحكومة المصرية لضخ المزيد من الموارد المالية في قطاعات الاقتصاد المختلفة ساهمت بشكل كبير في صمود الاقتصاد المصري وتجنبه. لن ننسي الموقف السعودي المشرف تجاه مصر الذي أجبر الكثير من القوى الدولية على تغيير مواقفها السلبية ضد رغبة الشعب المصري في التغيير. لن ننسي دعوة المغفور له الملك عبدالله لعقد مؤتمر المانحين لدعم مصر الذي يعد فرصة عظيمة وكبيرة في دعم الاقتصاد المصري المتذبذب حالياً، ودعت إلى عقد مؤتمر اقتصادي موازٍ، لتحديد أهم جوانب انفاق لهذه المعونة بما ينفع الشعب المصري ويخدم مصالحه. فقدناك وفقدتك الأمة العربية الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ خالص العزاء المحامى بالنقض والإدارية والدستورية العليا