فى أثناء العدوان الصهيونى الأخير على غزة.. شاهدت بنفسى مدى الدمار والخراب الذى تسبب فيه العدوان الصهيونى.. وعندما نشرت الصحف صورة لجثة جندى إسرائيلى وأسرته تبكى حوله.. المنظر لم يسعدنى.. تعاطفت مع دموعهم.. ولم أشمت فى موته.. فلا شماتة فى الموت رغم أنه عدوى ورغم علمى المسبق بأنه قد شارك فى قتل كثير من الأطفال الفلسطينيين.. تشريد أسرهم.. هدم مئات المنازل. وكان هذا حالى مع الحادث الإرهابى فى باريس الذى ليس ببعيد تماماً عن الغرب واللوبى اليهودى النشط الذى استغله على أكمل وجه.. لم يفوت رئيس وزراء إسرائيل لحظة ودعا يهود فرنسا للهجرة إلى فلسطين.. تعاطفت بشدة مع أهالى الضحايا.. الأرواح التى راحت فى سبيل تعصب وأحقاد كانت وستظل موجودة طالما بقى هناك من يستفيد من المغالاة والتعصب.. من يمول كل ما هو متشدد للحفاظ على مصالحه فالإرهاب لا دين له ولا وطن. وقد تابعت خلال الأيام الماضية ما كتب عن هذا الحادث ووجدت أن العرب..المسلمين هم أكثر من كتب عن هذه الحادثة منهم من أدان الحادث واتهم المسلمين بالتطرف والتخلف والرجعية ومعاداة كل ما هو غير إسلامى ومنهم من شمت.. انساق وراء نظرية المؤامرة.. توعد بالمزيد وفى نظرى هؤلاء وهؤلاء وجهان لعملة واحدة.. المغالاة فى اللا دين.. والتشدد الدينى. طريق يؤدى قى النهاية إلى التطرف والإرهاب والمستفيد الوحيد هو من يجلس فى علياء يحركهم كدمى.. وأدرك بعد هذه الحادثة كما أدركت أمريكا من قبل أن ما يحدث فى الشرق الأوسط.. أفريقيا.. ليس ببعيد عن أوربا والغرب.. لكل إنسان على هذه الأرض الحق فى الحياة مهما كان دينه.. لونه.. معتقداته.. اتجاهاته وليس من حق أحد سوى الله أن يسلبه إياها.. لذا أيها الساسة فى كل العالم.. أيها الحكام.. ارحموا شعوبكم من أطماعكم.. صراع السلطة الذى تضحون بهم من أجله.. المؤامرات والدسائس لبعضكم البعض, والتى لا يجنى ثمارها الخبيثة سوى الأبرياء.. الفقراء.. ارحمونا من حروبكم التى لا ناقة لنا فيها ولا جمل.. دعونا نعش فى سلام لأنه بالفعل على هذه الأرض ما يستحق الحياة.