كشفت الاستخبارات الاسرائيلية اليوم عن احباط محاولة مهاجر أمريكى لاسرائيل تفجير قبة الصخرة بالمسجد الاقصى بمساعدة جندى اسرائيلى، وقد تم احباط العملية قبل 90 دقيقة فقط من تنفيذها ، وكشفت التحقيقات ان الامريكى كان مدفوعا بأفكار يعتنقها من منظمات يهودية متطرفة لتفجير القبة واشعال حرب دينية فى المنطقة بين اسرائيل ودول الجوار والعالم الاسلامى لقدسية الاقصى والقبة، ووفقا لما نقلته صحيفة يديعوت أحرونوت في ملحقها الأسبوعي امس، فإن الامن الوطنى الاسرائيلى «الشاباك» احبط عملية التفجير، ووفقا للصحيفة فإن إفشال العملية جنّب إسرائيل حرباً هائلاً في الشرق الأوسط، وجاءت عملية اعتقاله منتصف نوفمبر الماضى بعد شكوى قدمها رجل أمريكي سمع منه مصادفة قصة الرؤيا، وأطلعه على ما بحوزته من متفجرات سيستخدمها لتدمير قبة الصخرة ، وتم التكتم على القضية املا فى التوصل الى المنظمات التى اوعزت للمتهم بالفكرة ، ولكن دون جدوى. وبحسب ملفات الاستخبارات ، فقد أعد المهاجر الأمريكي آدم ليفيكس (30 عاما) خطتين لتنفيذ الهجوم، الأولى بصاروخ، والثانية بواسطة طائرة صغيرة بلا طيار مفخخة وبتوجيه من منظمات يهودية متطرفة ، ووفقا لاعترافات المتهم فقد رأى في المنام ثورا غاضبا يجر عربة محملة بالمتفجرات ويندفع بسرعة داخل أزقة القدس العتيقة حتى بلغ قبة الصخرة وانفجر داخلها ، وقد روى ليفيكس باعتزاز أن هذه الرؤيا كانت بمثابة رسالة له كونه ينتمي إلى 'برج الثور. وقامت المخابرات باعتقاله فى منتصف نوفمبر الماضى داخل بيت في تل أبيب وبحوزته أسلحة وذخائر صاروخ ومتفجرات ، كما اعتقلت شريكه في الشقة، وهو جندي إسرائيلي تحظر المحكمة الاسرائيلية التى يحاكم امامها المتهمان كشف هويته، واتهم الجندي بتزويد المهاجر الأمريكي بوسائل قتالية ومتفجرات سرقها من قاعدة عسكرية خدم فيها. ووفقا للصحيفة فإن هذه القضية هى أحد أخطر الملفات الأمنية في مسيرة إسرائيل، وليفيكس وأمثاله يمثلون الكابوس الأكبر لأنهم يتحركون بمفردهم دون تنظيم إرهابي ما يصّعب إحباط عملياتهم التي تعتبر بمثابة عود ثقاب يمكنه إشعال كل الشرق الأوسط، وكشفت التحقيقات ان ليفيكس وصل الى إسرائيل في 7 مارس 2013 كسائح، وبقي فيها بعد نفاد صلاحية تأشيرة الدخول، وكان يتحدث مرات عدة على مسامع من معارفه عن أنه يكره الفلسطينيين، وأبدى رغبته في المساس بالمقدسات الإسلامية، وعلل رغبته فى التضحية بنفسه من أجل دولة لم يولد فيها، بقوله إنه يعتبر الحرم القدسي الشريف مكانه المفضل والأكثر قدسية في العالم، ويؤلمه ما يفعله العرب لإسرائيل ، وان الغضب يستبد به عندما يرى تقسيمها بين يهود وعرب'، ويتوقع أن تصبح إسرائيل بعد 50 عاما إمبراطورية تشمل سوريا ولبنان والعراق، وتكون خالية من الفلسطينيين. ولفتت الصحيفة نقلا عن التحقيقات الى ان ليفيكس متزوج من إسرائيلية، تربى ببيت إنجيلي معمداني متأثر بالتوراة، ويروي أن طفولته كانت بائسة نظرا لطلاق أبويه وموت والده بالسرطان وزواج أمه من رجل آخر ، وانه تجول في أرجاء فلسطينالمحتلة برفقة زوجته وجمع أسلحة وذخائر رغم انتهاء صلاحية تأشيرة دخوله. ونقلت الصحيفة عن معلق الشئون العسكرية يوسي ميلمان قوله ان السلطات الإسرائيلية اخفقت عندما لم تتنبه لكون ليفيكس مقيما غير قانوني يتنقل بحرية ويحتك بجنود ويجمع أسلحة، مشيرا الى ان المتهم اعترف بأن اعتقاله وقع قبل 90 دقيقة من شروعه في مرحلة تنفيذ خطته، لكن لائحة الاتهام الموجهة له تقتصر على حيازة سلاح غير قانوني ومكوث غير شرعي بالبلاد ، مشيرا الى ان لائحة الاتهام المخففة هي إخفاق جديد للسلطات الإسرائيلية لا سيما أنها تدرك أن المساس بالأقصى وقبة الصخرة من شأنه أن يؤدي لحرب دينية تأكل الأخضر واليابس. ويشير ميلمان إلى أن السلطات الإسرائيلية واعية لمخاطر المساس بالأقصى وتبذل جهودا كبيرة لمنع تحققها وتخشى عمليات فردية 'ولذا فوجئت بتوجيه لائحة اتهام غير صارمة ضد ليفيكس' ، وقالت الصحيفة ان محامي الدفاع عن ليفيكس يزعم أن موكله مريض نفسيا، ما يعيد للذاكرة جريمة الشاب الأسترالي الذي أحرق جزءاً من الأقصى عام 1969 وما لبث أن وصف بالمجنون.